أدوية المسافرين

03:37 صباحا
قراءة دقيقتين
ابن الديرة

إحدى الوسائل الوقائية التي تتخذها وزارة الصحة ووقاية المجتمع والهيئات الصحية في البلاد، لضبط سوق استهلاك الأدوية، ومنع تسرب أدوية مغشوشة وغير مطابقة للمواصفات إلى السوق المحلية، هي وضع ضوابط للأدوية التي يحملها المسافرون معهم بهدف الاستهلاك الشخصي، خصوصاً في رحلة العودة إلى البلاد حيث يكثرون منها لسبب واحد على الأغلب، وهو سعرها المنخفض بما لا يقارن أحياناً بمثيله في البلاد.
ووضع أدوية المسافرين تحت مجهر الرقابة والمساءلة، ومن أين لك هذا؟ ولماذا؟ وكيف حصلت عليه؟ يصب في نهاية المطاف في إطار فرض رقابة صارمة على سوق استهلاك الأدوية المراقبة، التي يمنع على الصيدليات الحكومية والخاصة صرفها إلا بوصفة طبية معتمدة، والتي ترقى في معظمها إلى مصاف الأدوية المخدرة التي تستخدم طبياً في تسكين الآلام، وانحرافياً في «شحن» المزاج لدى الباحثين عن «متعة المخدرات» الزائفة.
وفي الوقت نفسه، فإن مثل هذه الضوابط ستحكم إلى حد ما سوق استهلاك الأدوية المحلي، بالعودة إلى الشراء الآمن والمنضبط للدواء من الصيدليات بالأسعار المقررة رسمياً، وفق آلية الشراء الخليجي الموحد للأدوية، ومن المصانع المحلية، باعتبار أن الشراء غير المنضبط للدواء من الخارج، وافتقاده للحفظ الآمن والتخزين السليم، يلحق الضرر بالمستهلكين أكثر من غيرهم.
وزارة الصحة ووقاية المجتمع والهيئات الصحية المختصة، وضعت تشريعات خاصة لأدوية المسافرين، وأنظمة لدخول الأدوية معهم، فالأدوية المراقبة تسمح بدخولها مع المسافر لمدة شهر شرط وجود وصفة طبية تجيز تداولها، والأدوية الأخرى لمدة 3 أشهر مع وجود وصفة طبية أيضا تجيزها، وغير ذلك من الأدوية يكون مخالفاً للأنظمة والقوانين، وتتولى سفارات الدولة في الخارج مسؤولية تعريف مراجعيها بآلية الموقف من تداول الأدوية في الإمارات، بهدف توعيتهم حتى لا يتعرضوا لمواقف غير مريحة في مطارات الدولة أو حدودها البرية والبحرية.
المسافر حامل الأدوية الشخصية يجب أن يتحمل المسؤولية كاملة، فلا يلحق أذى بصحته والآخرين، ولا يتسبب بأضرار للاقتصاد الوطني، ولا استنزاف للموارد يتطلبها الإنفاق على علاج نتائج تناول أدوية مخدرة، وأخرى منتهية الصلاحية، أو تالفة نتيجة سوء التخزين، والالتزام وحده بالضوابط التي تقررها السلطات الصحية هو الذي يكفل السلامة للجميع.
الدولة حريصة على خلو البلاد والدول الأخرى من الغش والتزييف الدوائي، من خلال فرض شروط تنظم عملية الشراء والاستيراد، بحيث تكون شحنات الأدوية المستوردة مسجلة في الإمارات أو خليجياً أو معتمدة من هيئة الدواء والأغذية الأمريكية، وهذه الحماية يجب أن تلقى تجاوباً من الجمهور لأنها تستهدفه في المقام الأول.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"