من ينقذ ليبيا؟

04:27 صباحا
قراءة دقيقتين
هل كُتِبَ على ليبيا أن تبقى رهينة الصراعات الإقليمية والدولية، بواسطة أدوات سياسية محلية، وأخرى إرهابية، من دون بصيص أمل حقيقي، بإمكانية التوصل إلى تسوية، تعيد هذا البلد العربي إلى وضعه الطبيعي، وترفع عن أهله الظلم؛ والموت؛ والدمار؛ والذل؛ وضيق العيش والتهجير؟
منذ أن نفذ حلف الأطلسي مهمته، التي قام بها؛ بتدمير ليبيا؛ وإسقاط نظام معمر القذافي، بطلب عربي ودولي، وتركها سائبة رهينة بيد المنظمات الإرهابية والميليشيات، وجيوش القبائل، وفريسة لأطماع الدول الغربية؛ المُتعطشة لثروات هذا البلد النفطية، فقد فشلت كل المحاولات، للوصول إلى صيغة تسوية بين الأطراف المتصارعة، وكلما بزغ بصيص أمل، سرعان ما تطل جحافل الظلام؛ لتسد أية بقعة ضوء، وتعيد نهار ليبيا إلى ظلام دامس..
الأمم المتحدة، استهلكت طوال ثمانية أعوام؛ هي عمر الأزمة الليبية، ستة مبعوثين؛ هم: عبدالإله الخطيب؛ إيان مارتن؛ طارق متري؛ برنادينو ليون؛ مارتن كوبلر؛ والمبعوث الحالي غسان سلامة.
كل هؤلاء حيّرهم اللغز الليبي، ووصلوا في جهودهم أمام طريق مسدود، وفضلوا التخلي عن مهمة، أدركوا أنها مستحيلة في ظل ظروف، وجدوا أنها فوق طاقاتهم، ما عدا المبعوث الحالي غسان سلامة، الذي لا يزال يصارع وسط أمواج عاتية، لن يستطيع مقاومتها في نهاية المطاف كما يبدو.
سلامة رفع الصوت عالياً- قبل أيام- في كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي، الذي كان يناقش الأزمة الليبية، محذراً من «جحيم»، ينتظر ليبيا؛ جرّاء تمدد الإرهاب جنوبي البلاد، واتساع الصراعات بين الأطراف الليبية؛ ما يعني أنه بدأ يفقد الأمل هو الآخر، داعياً إلى «عمل كبير؛ لحل الصراع»، دون أن يحدد طبيعة هذا العمل، محذراً من انقسامات جديدة، تظهر في ليبيا كل يوم، مؤكداً أنه «في ظل غياب دعم دولي، لن يكون هناك أي حل».
سلامة يشكو من غياب الدعم الدولي؛ لحل الأزمة الليبية، وهنا بيت القصيد، والسبب أن الصراعات بين الدول الغربية، وخصوصاً الأوروبية، ومعها قطر وتركيا، والتكالب على الثروات والنفوذ؛ جعل من الحل أمراً بعيد المنال، ذلك أن بعض هذه الدول، تستخدم ميليشيات محلية؛ لتحقيق أهدافها، وتقدم لها كل الدعم المالي والعسكري.
إن المجتمع الدولي- والأمم المتحدة تحديداً- الذي كان له دور أساسي في تدمير ليبيا، وتركها نهباً للصراعات والفوضى، يتحمل مسؤولية أساسية في إيجاد الحل؛ من خلال وضع حد للتدخل في شؤون هذا البلد، ومواجهة الدول، التي تعرقل أي حل بكل الوسائل المتاحة؛ إذا كان فعلاً يريد الحل، وتلافي مخاطر الإرهاب وتوسعه في إفريقيا، وعبر المتوسط. كما أن على الجامعة العربية، الغائبة عن الساحة الليبية، وغيرها من الساحات العربية المستهدفة، أن تستيقظ من غيبوبتها، وتقوم بدورها المفترض في إنقاذ ليبيا؛ لأن المُضي في هذا السبات؛ يعني أنها بدأت تدخل مرحلة الموت السريري، ما يفقد النظام العربي في نهاية الأمر ما تبقى له من دور ووجود.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"