ليلة الشارقة المدهشة

06:04 صباحا
قراءة دقيقتين
من المجرد البعيد يخطر على البال ولا يكاد، إلى المجسد في كلمة أو حركة أو رفيف موسيقى، تمازجت فقرات الحفل الاستعراضي الكبير الذي ملأ خشبة وفضاء مسرح المجاز في الشارقة، وكان سقف المسرح مفتوحاً بعلو السماء، وفي نهاية ما لا ينتهي أبداً، قالت الشارقة السر: الكتاب، فهناك ليلة ثانية بعد الألف في حكايات شهرزاد لشهريار أو للدهر، وهناك ليال ونهارات، طالما كان هناك من يروي ومن يكتب ومن يقرأ. عرض مذهل يليق بمناسبة دخول الشارقة في سنة اللقب، عاصمة عالمية للكتاب
قبل ذلك، وضعت كلمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة المناسبة على أهبة استعداد عمل دؤوب لا يهدأ في خلال سنة اللقب، كدأب الشارقة دائماً وكنشاطها على الدوام، فالشارقة في تأسيس متجدد لعمل ثقافي مختلف ومغاير ويبني للغد كما ينتمي إليه. عندما يقال مثلاً إن الشارقة تنظم أكثر من 3000 فعالية ثقافية سنوياً لا يصدق أحد، لكن ليس من رأى كمن سمع، فليسأل الشاهدون على هذه الحقيقة التي تقترب من الخيال حتى لا يكاد يصدقها أحد، مع أن الإعلام، خصوصاً الإعلام الثقافي يركض وراءها نحو التوثيق والتغطية الكاملين فلا يستطيع
هذا الحدث المذهل بين فعاليتين ثقافتين كبيرتين: مهرجان الشارقة القرائي للطفل، ومشاركة الشارقة كضيف شرف في معرض تورينو الدولي للكتاب كضيف شرف في شهر مايو المقبل، مع التذكير بأن الشارقة وهي تعيش كونها العاصمة العالمية للكتاب بمعرفة ( اليونسكو ) ستكون أيضا ضيف شرف معرض موسكو الدولي للكتاب في سبتمبر المقبل، ومعرض مدريد الدولي للكتاب في أكتوبر المقبل، وكل ذلك في المرحلة الأولى من سنة اللقب، حيث يلي هذه المرحلة حضور مكثف ومدروس للشارقة كضيف شرف في عدد من معارض الكتب الكبرى العالمية.
هناك اليوم حقيقة ثقافية ساطعة لا يمكن إنكارها على المستوى العالمي اسمها الشارقة أول الأسباب أن الشارقة، الفكرة والمدينة والإمارة، تقدم أنموذجاً متقدماً ومنفرداً ويحتذى، حتى إن دولاً ومجموعات ثقافية بدأت، في السنوات الأخيرة، تقلد أنموذج الشارقة.
مشروع الشارقة المعرفي والثقافي والتنموي فخر لكل إماراتي وعربي، خصوصاً حين مشروع الشارقة الثقافي يكمل مشروع الشارقة التعليمي ويتكامل معه، ووسط المشهد، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يوجه ويرشد ويشرف بنفسه على العناوين الشاملة كما على التفاصيل الدقيقة، فالشارقة إمارة تعليم كما هي إمارة ثقافة، وفي الشارقة عدد من أهم وأفضل المدارس والجامعات في المنطقة وفقاً لتصنيف المؤسسات المتخصصة والمحايدة.
ووعد الدكتور سلطان في خلال كلمته الجامعة المانعة، مساء أمس بالمزيد، فكيف؟ قال سموه إن لدينا اليوم ما نبني عليه، والقصد أن النهج حاضر، وأن الإرادة حاضرة، والقصد أن الثقافة شغف سلطان، وأن الكتاب هاجسه، أما رسالة حفل افتتاح دخول الشارقة في سنة اللقب، فالدعوة الجادة المخلصة لأهل الرأي والمثقفين والكتاب والقراء والناشرين في الإمارات والوطن العربي والعالم. الشارقة تدعوكم إلى الكتاب، خير جليس في الزمان.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"