خطر الإرهاب

03:07 صباحا
قراءة دقيقتين
قد تبدو خلاصة «تقرير مؤشر الإرهاب العالمي 2019» الصادر عن منظمة الاقتصاد والسلام مطمئنة نسبياً، مع الأرقام التي تشير إلى تراجع عدد ضحايا الإرهاب بأكثر من 50% منذ 2014 حتى الآن. بالطبع يرجع ذلك إلى جهد عشرات الدول المشاركة في تحالف مكافحة الإرهاب، وتحديداً في قضائها على تنظيم داعش في العراق وسوريا الذي ساهم في ارتفاع أرقام المؤشر قبل سنوات.
لكن التقرير أشار أيضاً إلى أن «الإرهاب مازال يمثل تهديداً أمنياً عالمياً، حيث سجلت 71 دولة على الأقل مقتل شخص واحد بسبب عمليات إرهابية» خلال العام. كما أكدت الأرقام استمرار«زيادة في الإرهاب اليميني المتطرف للعام الثالث على التوالي في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وأوقيانوسيا». لكن ذلك يجب ألا يؤدي إلى أي تراخٍ في مواجهة الإرهاب.
كما أن الزيادة في عمليات الإرهاب الذي مصدره اليمين المتطرف في الغرب لا تعني أن خطر الإرهاب في منطقتنا زال، خاصة أن الدول والجماعات التي تتسربل بالدين وتوفر الدعم والتمويل والغطاء السياسي مازالت على مواقفها، وكشف التقرير أن أفغانستان والعراق ونيجيريا تصدرت المراكز الثلاث الأولى، لتكون من أكثر الدول تعرضاً لمخاطر الإرهاب في العالم. وجاءت الولايات المتحدة في المركز ال 22، والمملكة المتحدة في المركز ال 28، وفرنسا في المركز ال 36 وألمانيا في المركز ال 44 والسويد في المركز ال 56 .
ولعل ما ذكره رئيس الاستخبارات العسكرية العراقية في مقابلته مع شبكة «سي إن إن «قبل أيام يمثل جرس إنذار على أن خطر الإرهاب في منطقتنا مازال قائماً ويتطلب استمرار الحزم في مواجهته والتصدي له. المسؤول العراقي قال إن «كبار قادة داعش، بمن في ذلك كبار الممولين، لجأوا إلى تركيا بعد شق طريقهم في شمال سوريا بالرشى».
كما أكد أن «تحليل الاستخبارات العراقية لاتصالات داعش الأخيرة أشار إلى تخطيط التنظيم المحتمل لمحاولة إطلاق سراح عشرات الآلاف من أتباعه الموجودين في السجون والمعسكرات بشمال سوريا».
ولا يمكن أن يؤخذ ابتزاز تركيا للغرب بأنها ستعيد مقاتلي داعش إليها على محمل الجد، والأرجح أن ينتقل الآلاف من هؤلاء من تركيا إلى مواقع ساخنة أخرى ترجح استخبارات غربية أن تكون في شمال إفريقيا أو القرن الإفريقي. وهناك مؤشرات بالفعل على زيادة النشاط الإرهابي في تلك المناطق في الآونة الأخيرة.
مواجهة خطر الإرهاب تتطلب عدم الانتظار حتى يظهر «داعش» جديد، أو تستجمع تنظيمات تقليدية شتات بقاياها، وإنما الاستمرار في ضرب بؤر الإرهاب بالقوة نفسها وتعزيز الجهود لتجفيف منابع الإرهاب وعزل الدول والقوى التي توفر له الدعم والغطاء السياسي.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"