أورام حميدة تتحول إلى خبيثة بعد سنوات

03:55 صباحا
قراءة 6 دقائق
يصاب الشخص بمرض سرطان القولون أو المستقيم بعد مرور سنوات طويلة تصل إلى 16 سنة، وفي هذه الفترة إذا تم اكتشافه واستئصاله قبل وصوله إلى ذروة النشاط يمكن أن يشفى الشخص ويزول الورم، وهذا السرطان يصيب القولون أو المستقيم أولا ثم سرعان ما ينتشر في الأمعاء الغليظة.
هو من الأنواع التي تسبب الوفاة والعوامل الوراثية في نسبة حدوث هذا المرض كبيرة، حيث تصل نسبة الأشخاص المصابين بهذا المرض بسبب الوراثة إلى 27%، بالإضافة إلى وجود بعض المحفزات الأخرى لظهور هذا المرض، مثل الإصابة بالالتهابات المعدية وكذلك داء السكري، وتناول الكحوليات والتدخين، وكبر السن والنظام الغذائي كثير الدهون واضطراب في هرمون النمو، والخطورة أن هذا المرض ليست له أعراض أولية يمكن من خلالها الكشف عن إصابة الشخص بسرطان القولون، والأفيد في هذا الموضوع هو إجراء فحوص وتحليلات منتظمة ودورية كل سنة ونصف، وخاصة للأشخاص الذين تجاوزوا 52 عاما، وسوف نتناول هذا المرض بالتفصيل والعوامل التي تؤدي إلى الإصابة به، وطرق الوقاية والعلاج الممكنة والحديثة.
تجميع الفضلات
يحتل القولون المنطقة الأخيرة من الجهاز الهضمي والأمعاء الغليظة، ويمكن للشخص أن يصاب بمرض سرطان القولون والمستقيم معا، وذلك في الجزء الأخير من الأمعاء والذي يتحدد بحوالي 15 سم، ويأخذ القولون شكل محدد داخل البطن فهو يمتد في الجهة اليمنى لأسفل البطن ويسمى هذا الجزء الأعور، وينتهي هذا الجزء بالزائدة الدودية متدلية وواضحة، ثم يصعد القولون من أسفل الجهة اليمنى إلى الأعلى في البطن وتحت جهاز الكبد، ويطلق على هذا الجزء القولون الصاعد، ثم يمتد القولون بعرض البطن من اليمين إلى اليسار وأسفل الطحال ويسمى هذا الامتداد بالقولون المستعرض، ثم يعاود النزول في البطن مرة أخرى من جهة اليسار في البطن ويسمى القولون الهابط، والجزء الأخير منه في أسفل منطقة البطن من الناحية اليسرى يدخل منطقة الحوض ويسمى القولون السيني، وبعد الانتهاء من هذه الجزء تبدأ منطقة المستقيم، والذي يعتبر الجزء الأخير من القولون أو الأمعاء الغليظة، ومكانه يقع وراء المثانة البولية مباشرة وفي نهايته توجد فتحة الشرج، ووظيفة القولون تجميع الفضلات المتبقية من الأطعمة والسوائل، التي لم يتم امتصاصها وتعتبر زائدة عن حاجة الشخص والجسم، وبعد تجميع هذه الفضلات الصلبة يتم التخلص منها عبر المستقيم ثم فتحة الشرج إلى خارج الجسم، وذلك بمساعدة حركات الأمعاء الغليظة التي تساعد في دفع الفضلات إلى خارج الجسم، ومن وظائف القولون أيضا امتصاص بعض الفيتامينات والمواد الغذائية، والتي يتم تحويلها إلى مواد يسهل امتصاصها بواسطة نوع من البكتيريا ينمو ويعيش داخل القولون، ويعد القولون بيئة ملائمة لنمو هذه الأنواع النافعة من البكتيريا، والتي تساعد على تصنيع بعض الفيتامينات التي يحتاجها الجسم.
البداية ورم حميد
تبدأ المشاكل في القولون في حالة حدوث اضطرابات في وظائف الأمعاء الغليظة، حيث يصاب الشخص بألم في البطن وانتفاخ شديد وحدوث بعض التشنجات المعوية، وهذه من الأعراض العادية لحدوث خلل في القولون، ويمكن أن يصل الأمر إلى نزول دم مختلط بالفضلات وهذا ليس دليلا دامغا على الإصابة بسرطان القولون، فهناك بعض الأمراض التي يحدث فيها ذلك، مثل القولون العصبي والبواسير بأنواعها وبعض الأمراض الأخرى، وخطورة مرض سرطان القولون أنه يصيب الكثير من الأشخاص وهم لا يعلمون، ولذلك ينتشر المرض بصورة كبيرة في الأمعاء الغليظة كلها ويصعب السيطرة عليه، أما الاكتشاف المبكر يؤدي إلى الوصول إلى حالات الشفاء بنسب عالية للغاية، وبداية هذا النوع من السرطان تكون في صورة أورام حميدة صغيرة، من السهل إزالتها دون حدوث مشاكل أو مخاطر، وهذه الأورام الحميدة تتحول إلى الأورام السرطانية بعد فترة من الزمن، وينصح الأطباء بفحص الفضلات في حالة الشك، ومعرفة ما إذا كانت هناك بعض الدماء مختلطة بهذه الفضلات أم لا، وفي حالة وجود نزيف مستمر في المستقيم يجب الذهاب إلى الطبيب المختص، ولا يهمل الشخص ويظن أن النزيف بسبب أمراض البواسير، والأفضل أن يحدد الطبيب أسباب هذا النزيف، وهل هو من أعراض سرطان القولون.
أعراض مبدئية
يمكن التعرف على بعض أعراض مرض سرطان القولون بسهولة، ومنها كما ذكرنا نزول دم مختلط بالفضلات، والشعور بألم مصدرة البطن مع حدوث انتفاخات مستمرة وشديدة في البطن، ووجع في منطقة الحوض عموما، وعدم الراحة في الأمعاء، وانخفاض كبير في الشهية يتبعه نزول حاد في الوزن دون سبب واضح، كما يمكن أن تحدث حالة من الإسهال المستمر، وفي هذه الحالة يجب أن يبحث المريض عن سبب الإسهال، لأن مرض سرطان القولون يسبب تحول الفضلات الصلبة إلى حالة سائلة، وأيضا في حالة حدوث حالة من الإمساك المستمر، لأن السرطان يسبب ارتباكا كبيرا في الأمعاء ويفقد القدرة على إتمام عملية الإفراغ بصورة تامة، وفي كلتا الحالتين يجب الرجوع للطبيب لمعرفة السبب الحقيقي لهذه الحالة، وإذا أصيب حركة الأمعاء بالتقلص والتشنج يصبح هناك مشكلة، واضطراب واضح في حركات الأمعاء، كما يتغير لون الفضلات عن الأوقات الطبيعية، ويظهر بعض الدم المختلط به مع كمية كبيرة من السائل المخاطي، ويصبح لون الشخص مائلا إلى الاصفرار والشحوب، كلها أدلة على وجود مشكلة كبيرة في القولون والطبيب الوحيد هو الذي يستطيع أن يوجه المصاب إلى الطريق الصحيح، واتخاذ التدابير اللازمة وعمل الفحص والتحليل لتوضيح الحقيقة، لأن مجموعة كبيرة من هذه الأعراض متشابهة مع أمراض أخرى، وفي كل الأحوال التشخيص الصحيح والمبكر يعد 50% من نجاح عملية علاج مرض سرطان القولون.
جراحات للوقاية
توجد بعض طرق الوقاية من سرطان القولون، ومنها الامتناع عن التدخين وترك الكحوليات، وممارسة الأنشطة الرياضية بشكل منتظم ودوري، مثل المشي كأبسط نوع من التمارين لفترة تصل إلى 30 دقيقية لمدة 3 أيام في الأسبوع، وعدم اللجوء إلى الوجبات الخفيفة والسريعة والمليئة بالدهون، لأنها توفر بيئة ومناخا مناسبا لنشاط الخلايا السرطانية، وكذلك اللحوم المصنعة التي ثبت بالدليل أنها أحد أهم الأسباب لإصابة بمرض السرطان، وتقليل الوزن الزائد ومحاربة السمنة وتناول نظام غذائي صحي يعتمد على الخضراوات والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة والمواد المضادة للأكسدة والتي تحارب السرطان وتقضي عليه، ويوجد بعض طرق علاج مرض سرطان القولون، ومنها الطريقة الجراحية في العلاج واستخدام العلاج الكيماوي والإشعاعي، والعمليات الجراحية تستخدم لإزالة خلايا القولون المسرطنة مع جزء من الخلايا السليمة المحيطة بها، لضمان التأكد من إزالة الورم السرطاني وعدم عودته، كما توجد بعض العمليات الجراحية للوقاية من الإصابة بسرطان القولون، وذلك عندما يتأكد الطبيب أو الشخص أن لديه عوامل وراثية تساعد على نمو الورم السرطاني، فيمكن ازالة الأورام الحميدة باستمرار، وفي حالة متلازمة الأمعاء الالتهابية والتهاب القولون التقرحي يفضل استئصال القولون بالكامل، لمنع ظهور أيه خلايا سرطانية في المستقبل، لأن هذه الأمراض غالبا ما تسبب ظهور سرطان القولون، وهناك جراحات للمراحل المتفاقمة من هذا المرض، وفيها يلجأ الطبيب لوضع دعامة صلبة لضمان استمرار فتح القولون وعدم انسداده، وهذه العملية تريح المريض بعض الوقت وتخفف من الأعراض، مع اللجوء إلى العلاجات الأخرى إن كانت الحالة تسمح بذلك.

المرتبة الرابعة للوفيات

تشير الدراسات الحديثة إلى أن معظم الأشخاص المصابين بمرض سرطان القولون من الذين تخطوا سن 54 عاما، كما أفادت دراسة أخرى أن هذا المرض يحتل المرتبة الثانية بين الأمراض التي تسبب حالات الوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية، ويحتل المرتبة الرابعة بين السرطانات القاتلة للبشر في منظمة الصحة العالمية، وتكشف الدراسة أن الفترة التي يستغرقها هذا المرض في التحول من ورم حميد إلى ورم خبيث تتراوح ما بين 5 إلى 13 سنة تقريبا، وفي حالة التحول تبدأ الخلايا السرطانية في الانتشار والتفشي بصورة سريعة في القولون والأمعاء الغليظة عموماً، ويصنف سرطان القولون على أنه من الأنواع الخطرة، لأن المدة التي يبقى فيها الشخص على قيد الحياة تقل عن 5 سنوات، ويسبب نهاية مؤلمة لمعظم المصابين بهذا المرض وهي الوفاة، حيث تنخفض نسبة البقاء عن نسبة 50% ما يجعله قاتلاً، ونسبة إصابة المرأة بهذا السرطان تصل إلى 10% ويحتل المرتبة الثانية في السرطانات التي تصيب السيدات، ويحتل المرتبة الثالثة عند الرجال في أمراض السرطان التي تهاجم الرجال وتقدر نسبة الإصابة به 11%، ومن الضروري عمل فحوص دورية للكشف المبكر على الزوائد اللحمية الحميدة التي تتحوّل إلى خبيثة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"