«الفينير».. أسنان جميلة ولكن بشروط

02:23 صباحا
قراءة 8 دقائق
«الفينير» قشرة خزفية توضع على الأسنان بغرض حمايتها من التلف، أو لتحسين جماليات شكلها، وهي تناسب العديد من الأشخاص الذين يعانون من أسنان صغيرة الحجم بشكل لا يتناسب مع حجم الفك ما يترك فراغاً بين الأسنان يصعب التخلص منه بتقويم الأسنان، وهناك أشخاص تم اهتراء طرف أسنانهم ونتيجة لذلك يظهر أنهم اكبر في السن، أو عدم انتظام في اصطفاف الأسنان، أو الذين تصبغت أسنانهم باللون الداكن وغيرها، ومع ذلك ربما يتسبب «الفينير» في بعض المشكلات والآثار الجانبية، فهل هو مناسب للجميع أم لا؟ الإجابة في السطور المقبلة:
يقول الدكتور أمير حاج حمو استشاري طب الأسنان، إن الاختصاص يشهد تقدما ملحوظا في العقود الأخيرة، والفضل يعود إلى التطور الكبير في المواد المستخدمة والأجهزة المتوفرة خاصة في مجال طب الأسنان التجميلي الذي أصبح محط اهتمام العديد من المراجعين في المنطقة وبالتالي الأطباء، ولسوء الحظ غلب الجانب التجميلي والتجاري على هذا النوع من العلاج، حيث أصبح أي مراجع يعتقد أنه أهل للحصول على ابتسامة هوليوود مثلما يسميها البعض، بغض النظر عن الحفاظ على صحة الفم والأسنان وما يسببه هذا النوع من العلاج، من عواقب وخيمة و أضرار على الأسنان واللثة، فمن الأشياء الأساسية التي تتوجب على المريض قبل الشروع في اختيار علاج تجميلي مناسب له، أن يدرك نوع الحالة التي يعاني منها مثل:
} بعض الحالات ربما يناسبها السيراميك فينير، وهو الحل الوحيد لإعطاء ابتسامة مشرقة.
} المريض الذي يعاني من بعض الحالات المستديمة منها التغير في لون الأسنان بفعل الفلورايد أو تصبغات ناجمة عن التتراسايكلين.
} تآكل الأسنان حيث يؤدي تسوس الأسنان واتباع العادات السيئة مثل عض القلم والأظافر، إلى تآكل الأسنان ما يجعل مظهرها سيئا.
} وجود حشوات الكومبوست الأمامية التي يتغير لونها بعد فترة، أو وجود فراغات صغيرة بين الأسنان.
مشكلات ومضاعفات

يبين د. أمير، بالرغم من أن أفضل طريقة لعلاج الحشوات الأمامية يبقى عن طريق تقويم الأسنان، إلا أن بعض الحالات التي ربما يناسبها الفينير كعلاج وضرورة تجميلية والتي تمثل نسبة ضئيلة من المرضى، أما فيما يخص الحالات التي نراها بشكل يومي فمعظمها حالات لا تحتاج إلى فينير، كما أصبح من الدارج طلب هذا النوع من العلاج من المراجعين بدافع اتباع الموضة، أو الحصول على أسنان بيضاء ناصعة وجميلة، وهو الشيء الذي يمكن السماح به طالما كان المراجع على دراية بأضرار ومضاعفات هذا النوع من العلاج، ونذكر منها:
* يتطلب إجراء العملية تحضير السن للقشرة، مع إزالة جزء من طبقة المينا، وهو الشيء الذي يجعل السن أكثر حساسية للبرودة والحرارة كما أن قشرة الأسنان لا تقي من التسوس، ويمكن أن تتسوس السن الحاملة لفينير الأسنان.
} لا يمكن اعتبار القشرة التجميلية علاجاً للثة، بل ربما تتسبب في التهابات في اللثة إذا كان الفينير سميكا عند مستوى اللثة أو حوافها أو تمتد تحت اللثة.
} في حالات نادرة، يمكن أن يسقط الفينير بسبب خطأ لم ينتبه له الطبيب أثناء التركيب، أو أنه عرض للكسر.
} ربما لا يتطابق لون الفينير مع الأسنان الأصلية، لذا يجب تبييض الأسنان قبل وضع الفينير حيث إن لون القشرة لا يتغير بعد وضعه على الأسنان.
وأخيراً: إن النصيحة التي نقدمها للمراجعين الراغبين في الحصول على ابتسامة جميلة مراجعة طبيب أسنان مختص في هذا المجال والأخذ بنصائحه، ومحاولة تعديل ابتسامتهم من دون التأثير سلبا على صحة الفم والأسنان، ومن تلك الطرق التبييض أو التقويم في حال عدم اصطفاف الأسنان، واللجوء إلى الفينير كحل أخير.
الآثار السلبية

عن أسرار ابتسامة هوليوود، وكيفية الحصول عليها، إضافة إلى الآثار السلبية الناجمة عنها والسبل التي تسهم في ثباتها، يذكر الدكتور فادي عبد القادر طبيب جراحة الفم والأسنان، أن الفينير يعتبر الوجه التجميلي الذي يغطي السطوح الأمامية للأسنان، وبالتالي تصنع وتلصق هذه الطبقة لتغيير لون الأسنان أو حجمها لتحسين شكل ومظهر الابتسامة والتعديل عليها، ويمكن صنعها من الخزف أو من الحشوة البيضاء، أما المشاكل التي تعالجها فهي تغيير لون الأسنان وتغطية الألوان الداكنة والتصبغات الموجودة على الأسنان التي يسببها تناول مياه ذات نسبة فلور عالية في الصغر أو تناول مضادات حيوية مثل التتراسايكلين أيضا في فترة نمو الأسنان، وهنا يكون دور الفينير بإعطاء الأسنان لوناً أبيض لا يتغير على مر الزمان، وهي الأكثر شيوعاً ورغبة في الاستخدام من قبل المرضى وأطباء الأسنان على حد سواء لأنها الأفضل في نتائجها النهائية وللوجوه الخزفية التجميلية نوعان: الفينير التقليدي وتكون سماكته من 1.5 ملم إلى 2 ملم وهو الذي كان سائدا في السابق وكان يحتاج إلى نحت الأسنان بشكل كبير.
قشرة الفينير

يوضح د. فادي أن قشرة الفينير سماكتها 0.2 ملم إلى 0.4 ملم، وهي طبقة رقيقة، تلبي رغبات الباحثين عن حلول لمشاكل أسنانهم والحصول على ابتسامة متناسقة جميلة بيضاء وجذابة من دون الحاجة إلى نحت أو تحضير أسطح الأسنان بشكل كبير، وهذه الطريقة ليست تبييضا للأسنان، ولكن تعطي درجة عالية من التبييض، وتستخدم لتثبيتها مادة قوية لا تكسر ولا تزال ومن هنا تعتبر تجميلاً دائماً كما أن فترة العلاج ليست طويلة، أسبوع واحد على أبعد تقدير، ولا ينصح بهذه التقنية للأشخاص الذين لديهم عضة عميقة أو يحكون أسنانهم أثناء النوم لأنها ستتعرض للتشقق والكسر بسهولة لذلك يحتاج المريض إلى وضع جهاز واقٍ ليلي للأسنان، ويتعامل مع الأسنان المغطاة بقشرة الفينير كالأسنان الطبيعية، فستخدم الفرشاة والمعجون والخيط في تنظيفها،
المتابعة الدورية

يستكمل: يجب على المريض زيارة طبيب الأسنان دورياً لفحص وتلميع القشور السنية المركبة له كل 3 أشهر، كما يجدر اختيار اللون الذي يناسب لون بشرة الوجه واللثة المحيطة ولون بياض العين، وكذلك بالنسبة إلى شكل الأسنان وحجمها، فكلما كانت مناسبة ومختارة بطريقة صحيحة فإنها تعطي ابتسامة أقرب إلى الابتسامة الطبيعية، لذا التوقعات للشكل النهائي يجب أن تكون ضمن المعقول، فابتسامة الشخص لا يمكن أن تكون صورة طبق الأصل عن ابتسامة شخص آخر.
تأثير العلاج التجميلي

يفيد د. فادي بأنه ليس هناك أي تأثير لقشرة الفينير، العلاج التجميلي الوحيد الذي يمكن إزالته في حالة رغبة المريض للعودة إلى الشكل الأصلي لأسنانه، لأن الطبقة لا تتجاوز ميناء الأسنان وبالتالي لا حساسية أو تسوسات مستقبلية في المنطقة المغطاة من سطوح الأسنان بواسطة قشرة الفينير، وعند إزالتها لا يمكن ملاحظة ذلك بشرط إزالتها بواسطة الليزر.
بالفينير، نتحكم بشكل الأسنان (الطول والعرض واللون) للحصول على ابتسامة جميلة من خلال أسنان بيضاء متراصة متناسقة، وليس هناك عمر محدد لوضع هذه الطبقة، كما أن الأطباء يمنحون ضمانة لمدة خمس سنوات، بينما هناك من لا يمنح أكثر من ثلاث سنوات ضمان على الفينير الخزفي، فإذا حدث أي كسر أو سقوط لهذه الطبقة تستبدل مجاناً بشرط المتابعة كل 3 أشهر عند طبيب الأسنان للتأكد من سلامتها وتنظيفها ووضع المادة اللاصقة.
لا بديل للتقويم

يؤكد د. فادي أن الفينير ليس بديلاً للتقويم وأفضل النتائج تكون بعد رصف الأسنان تقويمياً ثم تجميلها بواسطة عدسات الأسنان اللاصقة، مع أننا ربما نلجأ لها في ترتيب وضع الأسنان من دون تقويم إذا طلب المريض ذلك، وتكون الطبقة كبيرة، ويمكن للقشرة التجميلية أن تسقط من مكانها على الرغم من ندرة حدوث ذلك أو ربما تنكسر، لذا ينصح أطباء الأسنان بعدم الاعتماد على الأسنان الأمامية في عملية القضم على الأشياء الصلبة، ويمكن تجنب الكثير من العيوب من خلال علاج الأسنان واللثة، ورفع كفاءة الصحة الفموية وتعديل مستوى الإطباق بتحرير مناطق تماس الفينير مع الأسنان المقابلة لتجنب الاحتكاك في حالة الصكيك يوضع الواقي الليلي في حالة صكيك الأسنان غير الإرادي الليلي، بعد أن يقوم طبيب الأسنان بتحضير أخذ الطبعات.
أساس طبي

عن طريقة صناعة الفينير في مختبر الأسنان، يشير د. فادي إلى أنه يتم القيام بتصميم الأسنان واختيار الشكل والحجم الملائمين لوجه كل مريض على حدة باستخدام كاميرات خاصة وبرامج متطورة فريدة من نوعها، وعندها يبدأ تصنيع القشرة النهائية من مادة (lithium disilicate) وهي من أفضل المواد المثبتة علمياً لصناعة الفينير، وتكون شديدة الصلابة وتتمتع بألوان حيوية طبيعية، ومن ثم نبدأ بإضافة باقي الطبقات المتفاوتة في البريق والشفافية للحصول على نتيجة نهائية أقرب ما يمكن للأسنان الطبيعية من حيث اللون والحيوية وانكسار الضوء ودرجة الشفافية، كما يمكن صناعة الفينير بشكل آلي بواسطة الـ (CAD CAM)، وبعد الانتهاء من كل المراحل تكون القشرة ناعمة براقة، وجاهزة للتركيب، ترسل بعدها إلى عيادة الأسنان للتجربة النهائية ومن ثم إلصاقها بشكل نهائي، وننصح جميع المرضى بأن لا ينبهروا بالأسماء التجارية المتعددة والعروض المغرية، بل البحث عن الأساس الطبي والعلمي دوماً.
طرق المعالجة

تقول الدكتورة إيمان يوسف النجار طبيبة الفم والأسنان، إن تجميل الأسنان بالفينير، انتشر كثيراً في السنوات الأخيرة بمعظم عيادات الأسنان، وأصبح الكثير من المراجعين يطلبون تجميل وعلاج أسنانهم به، ويعتبر من أدق وأصعب العلاجات في عيادات الأسنان، حيث يتطلب تلبيس عدد من الأسنان في نفس الوقت، ولذلك يجب أن يختار المراجع طبيب أسنان ذا خبرة في هذا المجال من علاجات الأسنان، ليتجنب المضاعفات والآثار الجانبية للفينير والذي يتم كالتالي:
} برد الأسنان بشكل زائد عن اللازم، حيث إن تركيب الفينير يتطلب برد جزء بسيط من السن ( 0.5 مم إلى 0.7 مم) تقريبا، وفي حال كان الطبيب لا يملك الخبرة الكافية، ربما يقوم ببرد جزء كبير من السن ما يؤدي إلى حساسية الأسنان.
} التهابات اللثة حول الفينير، وهو يحدث نتيجة خلل في أحد مقاسات الأسنان بعد تحضيرها، أو خطأ في تركيب الفينير نتيجة عدم إزالة المواد اللاصقة من حول الأسنان، ما يؤدي إلى تهيج اللثة والتهابها.
} تغير لون الفينير بعد التركيب، نتيجة فشل الطبيب في اختيار لون العدسات بما يتناسب مع لون الأسنان الأصلي، أو عدم تنظيف المادة اللاصقة بين الأسنان حيث إن لونها يتغير مع الزمن.
} سقوط عدسات الفينير أو تكسرها، ويحدث ذلك نتيجة عدة عوامل، منها عدم التزام المراجع بتعليمات الطبيب بعد التركيب، أو إذا كان المراجع يعاني من الصرير الليلي ولم يتمكن الطبيب من تشخيص الحالة في المرحلة الأولى من العلاج، ومن الأسباب الأخرى إذا لم يتمكن الطبيب من تعديل الأطباق بشكل مناسب بعد التركيب.

أغذية تسبب الاصفرار

الإهمال في الأسنان يتسبب في مشكلات صحية بدايتها الاصفرار، ويبدأ من الأطعمة والمشروبات التي نتناولها ومنها على سبيل المثال:-
} التوت، ويعتبر من الأغذية الخفيفة واللذيذة، إلا أنه يؤثر في لون الأسنان، لاحتوائه على مواد صبغية.
} القهوة، وتعتبر من المشروبات الأساسية لتنشيط التركيز، ولكن تأثيرها في صحة الأسنان سيئ، فهي تحتوي على مادة تتسبب في ظهور البقع الغامقة على الأسنان.
} المشروبات الغازية، وهي تدمر الأسنان وتضعفها، لاحتوائها على نسبة سكر عالية ومواد أخرى تعمل على تآكلها وصبغها بألوان غامقة.
} الحلوى، وتحتوي على نسب عالية من السكر، ما يجعلها تؤثر في صحة الأسنان بالسوء، وينصح الخبراء بضرورة الابتعاد تماماً عن تناولها، وخاصة التي تحتوي على الألوان الصناعية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"