تضخم العظام: مرض نادر نهايته مأساوية

01:23 صباحا
قراءة دقيقتين

تضخم العظام من الأمراض الغريبة والنادرة، حيث تكون العظام متضخمة زيادة على اللزوم ويزيد سمكها، وبالتالي تضغط على الفتحات الموجودة في الجمجمة وتصبح فتحة التنفس غير موجودة، ويتنفس المريض من الفم، كما يسبب هذا المرض تآكلاً في الأسنان بسرعة، وجحوظاً في العينين وضعفاً في الإبصار والسمع .

ومع الوقت تضغط العظام المتضخمة على مراكز الشرايين والأوردة الداخلة إلى المخ والخارجة منه، وعلى الأعصاب الداخلة إليه والخارجة منه، وبالتالي تتأثر كل وظائف الجسم التي لها علاقة بالمخ، ويحدث هذا التأثير ببطء على مدى 20 عاماً .

إن هذا المرض عبارة عن عيب في الجينات الخاصة بتكوين عظام الرأس، وليس معنى هذا أنه يمكن أن ينتقل إلى شخص آخر في أفراد عائلة المريض، وقد يحدث أن يصاب به أحد أفراد العائلة الآخرين .

وحتى الآن لم يتم التوصل إلى علاج ناجح للمرض، لكن الأمل معقود على العلاج بالهندسة الوراثية لإصلاح الجينات المعطوبة وإعطاء أمل للمرضى بالشفاء .

أما العلاج الموجود حالياً فيكون أساساً لعلاج المشاكل التي يحدثها تضخم العظام في الجمجمة، فلو أثر في السمع لتم تركيب سماعة للمريض، ولو حدث انسداد في مجري التنفس لتم إجراء عملية لفتحه، وإذا حدث جحوظ في العينين يتم توسيع مجراها، وإذا حدث ضغط على العصب البصري تتم إزالة هذا الضغط، وفي الوقت ذاته يتم إجراء عمليات تجميلية بحيث يكون الشكل أكثر قبولاً، فيتم نحت للعظام بحيث يظهر شكلها الخارجي قريبا من الطبيعي .

وتضخم العظام يسبب قصر القامة وقصر الذراعين، ويحدث مشاكل في التنفس، إذا حدث في القفص الصدري . . واحتمالات الوفاة واردة للمصابين بهذا المرض، لأن العظام حين تبدأ في الضغط على الشرايين الداخلة والخارجة من المخ يصعب العلاج، والشيء نفسه إذا ضغطت العظام على الحبل الشوكي، لأن الوظائف الجسمانية تضمحل تدريجيا وتقل الدورة الدموية .

وتشير الدراسات إلى أن كل 50 مليون شخص يحتاجون إلى مركز متكامل لعلاج التشوهات حتى يكون عدد المرضى كافياً، حيث إن هذه الحالات نادرة، ولذا ينصح بإنشاء أقسام لعلاج تشوهات الجمجمة والفكين، وبالتالي يستطيع الأطباء التعامل مع عدد كبير من المرضى، والحصول على خبرة كافية في هذا المجال .

وتشمل تشوهات الجمجمة التشوهات الخلقية والحوادث العنيفة، وأورام تحت الغدة النخامية وتحت محجر العين، ويشترك في علاجها فريق طبي من أساتذة جراحة المخ والأعصاب والتجميل والأنف والأذن والحنجرة، وأحيانا أساتذة العلاج الإشعاعي والكيماوي .

ومن الجديد في علاج تلك التشوهات يتم حالياً استعمال شرائح ومسامير قابلة للذوبان وتطويل الأصابع باستخدام شداد العظام الذي يستخدم في تطويل الفك، وهناك بنوك للعظام من جثث المتبرعين لاستخدامها في علاج المرضى، فضلاً عن وجود عظام صناعية تستخدم بدلاً من الرقع العظامية .

أستاذ جراحة التجميل جامعة عين شمس - مصر

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"