خافضات الكوليسترول والجلطات.. فوائد أكثر وسلبيات أقل

02:55 صباحا
قراءة 4 دقائق
العقاقير المخفضة للكوليسترول (الستاتين)، هي فئة من الأدوية المخفضة للكوليسترول، وتعمل على تثبيط الإنزيم الذي يلعب دوراً مهماً في تصنيع الكولسترول في الكبد. وبيد أن الكوليسترول يعتبر أساسياً لوظائف خلايا الجسم وأعضائه، إلا أن المستويات العالية من المادة الدهنية هذه تؤدي إلى مرض تصلب الشرايين، حيث يتراكم البروتين الدهني منخفض الكثافة في الشرايين فتضيق رويداً رويداً وتمنع تدفق الدم بسهولة. ويمكن للعقاقير المخفضة للكوليسترول أن تقلل فرص الإصابة بالذبحة أو الآلام الصدرية والنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
تتضمن عقاقير مخفضات الكوليسترول الـ«أتورفاستاتين» والـ«سيريفاستاتين» والـ«فلوفاستاتين» والـ«لوفاستاتين» والـ«ميفاستاتين» والـ«بيتافاستاتين» والـ«برافاستاتين» وغيرها. ويعتبر الـ«أتورفاستاتين» من أكثر العقاقير فعالية في تخفيض الكوليسترول خلافاً لعقار «فلوفاستاتين» الذي يعتبر الأقل فعالية في العلاج، وتباع هذه الأدوية تحت عدة أسماء تجارية مختلفة، بما في ذلك ليبيتور (أتورفاستاتين)، برافاشاتين (برافاستاتين)، كريستور (a روسوفاستاتين) وغيرها، ويعتبر الـ«سميفاستاتين» من المُثبِّطات المُختَزلة التي تفيد في معالجة شحوم الدم والكوليسترول ويتواجد عادة في الأرز والخميرة.

كيف تعمل هذه الأدوية

تعمل خافضات الكوليسترول والجلطات الوريدية على تثبيط الإنزيم HMG-CoA reductase الذي يقوم بإفراز المادة الدهنية الشمعية في الكبد التي تعرف بالكوليسترول. يقوم الدواء بتثبيط المواقع الفاعلة في الإنزيم ويمنع الجزيئات الأخرى من التفعيل فيبطّئ بذلك عملية إنتاج المادة الدهنية الشمعية. تستشعر الإنزيمات الأخرى في الكبد انخفاض نسبة إنتاج الكوليسترول وتتجاوب عن طريق مستقبلات تنتج بروتيناً يعمل على زيادة نسبة البروتين الدهني منخفض الكثافة أو ما يعرف بالكولسترول الضار، تنتقل المستقبلات بعد ذلك إلى أغشية الخلايا الكبدية وتقوم بتمرير البروتين الدهني منخفض الكثافة والبروتين الدهني مركّز الكثافة إلى الكبد ليتم هضمها.

من عليه تناول هذه العقاقير

عادة ما يتم وصف هذا النوع من الأدوية للأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض كالأمراض القلبية وتصلب الشرايين، حيث تعمل هذه الأدوية على تقليل فرص تدهور هذه الحالات ويؤخر تطورها، وكذلك الأمر للذين يعانون من السكري أو أي أمراض أخرى ، كما ينصح باستخدام خافضات الكوليسترول والجلطات الوريدية للأشخاص الذي لديهم تاريخ عائلي بإصابات النوبات القلبية وخاصة في سن مبكر.
يعتبر ارتفاع مستوى الكوليسترول من أكثر الأسباب شيوعاً لوصف عقاقير الستاتين. كما أنه يوصف لفوائده التي تتمثل في تقليل مخاطر الأمراض القلبية عن طريق منع تصلب الشرايين، ومن الممكن الإصابة بنوبة قلبية دون وجود مسبق لارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، ولكن غالباً ما تبدأ جميع النوبات القلبية بتصلب الشرايين وتراكم اللويحات. ويمكن للويحات الناجمة عن تصلب الشرايين أن تتشكل حتى مع انخفاض مستوى الكوليسترول في الدم.
نشر باحثون من المركز الطبي لشؤون المحاربين القدامى، في العاصمة واشنطن دراسة بعنوان «الآثار التفاعلية للعلاج باللياقة البدنية وخافضات الكوليسترول خطر الوفيات في قدامى المحاربين الذين يعانون من عسر شحميات الدم». وقد خلصت الدراسة إلى أن ممارسة التمارين الرياضية بجانب تناول خافضات الكوليسترول عادة ما يكون أكثر فعالية في منع الوفاة المبكرة لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب شحوم الدم (مستويات خطرة وغير منتظمة من الكولسيترول والدهون في الدم). وعلى الرغم من ذلك، فإن ممارسة التمارين الرياضية بدون تناول خافضات الكوليسترول يعتبر أفضل. ووجد الباحثون بأن الأشخاص الذين لا يتناولون خافضات الكوليسترول ولكنهم يتمتعون باللياقة البدنية تنخفض لديهم نسبة الوفاة المبكرة مقارنة بالأشخاص الذين يعانون من اضطراب شحوم الدم ولا يتمتعون بأي لياقة بدنية أو يلتزمون بتناول خافضات الكوليسترول
الآثار الجانبية

على الرغم من أن معظم الأشخاص الذين يتناولون خافضات الكوليسترول تظهر عليهم آثار جانبية طفيفة، إلاّ أن البعض قد يعاني الكثير من آلام الصداع وإحساس الوخز وبعض الآلام المعوية والإسهال والغثيان والطفح الجلدي. تتمثل الآثار الجانبية الأكثر خطورة في فشل وظائف الكبد وتلف العضلات، بيد أنها نادراً ما تحدث. غالباً ما يكون تلف العضلات ناجماً عن اعتلال عضلي شديد يعرف بانحلال الربيدات، وتبدأ أعراض انحلال الربيدات بألم حاد يُفقد المريض خلاياه العضلية ويؤدي إلى الفشل الكلوي الذي يمكن أن يؤدي إلى الوفاة. وتظهر هذه الأعراض عند استخدام المريض عقاقير أخرى بجانب خافضات الكوليسترول التي قد تضاعف مخاطر انحلال الربيدات أو ترفع مستويات الكوليسترول في الدم.
ينصح الأشخاص الذين يعانون من أمراض في الكبد عدم تناول هذا النوع من الأدوية، وفي حال الإصابة بمرض الكبد عند استخدام خافضات الكوليسترول فإنه ينبغي وقف استخدام الدواء فوراً بعد مراجعة الطبيب. كما ينصح للحوامل والمرضعات أو اللائي يعتزمن الإنجاب بعدم أخذ هذا الدواء، كما ينصح بعدم خلط أو تناول خافضات الكوليسترول مع أي أدوية تحتوي على مثبطات البروتياز (علاج الإيدز) وبعض الأنواع الأخرى من الأدوية.
يمكن أن تعمل خافضات الكوليسترول على تعزيز فقدان الذاكرة، حيث أظهرت دراسة في جامعة بريستول في إنجلترا أن نوعين من خافضات الكوليسترول وهما الـ«برافاستاتين» والـ«أتورفوستاتين» يضعفان وظائف الذاكرة والإدراك. كما تضاعف خافضات الكوليسترول خطر الاصابة بإعتام عدسة العين، حيث أفاد فريق من الباحثين في مركز سان أنطونيو الطبي العسكري في تكساس، أن أستخدامها يضاعف احتمالات الإصابة بإعتام العين بنسبة 27%. وعلى الذين يتناولون هذا الدواء أن يتجنبوا تناول فاكهة وعصير الجريب فوت نظراً للتفاعلات الخطيرة التي قد تنجم عنها.

تــؤخــــر تــقــدم الـسـن

وجد باحثون في جامعة نابولي بإيطاليا أن خافضات الكوليسترول قد تبطئ من عملية التقدم بالعمر وتقلل من معدل تقصير التيلوميرات، وهي تسلسل متكرر من النيوكليوتيدات تقع في نهاية الكروموسومات في معظم الكائنات الحية، وتظهر أثناء عملية تضاعف الحمض النووي. تقصير التيلومير في البشر يمكن أن يُحدث الشيخوخة التي من شأنها إيقاف انقسام الخلايا. وفي دراسة شملت 203 مشاركين، خلص باحثون إلى أن الذين يتناولون خافضات الكوليسترول لديهم معدلات أعلى لنشاط التيلومير في خلايا الدم البيضاء، مما ينتج عن معدلات تقصير أقل للتيلومير مقارنة بالأشخاص الذين لا يتناولونها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"