عادي
في ظل تصحيح الإيجارات والبحث عن وحدات بالقرب من مكان العمل والمدارس

التنقلات بين الوحدات السكنية صيفاً تنشط القطاع العقاري في أبوظبي

02:34 صباحا
قراءة 4 دقائق
أبوظبي: عدنان نجم

أكد خبراء وعاملون في السوق العقاري في أبوظبي أن حركة نشطة يشهدها السوق في الوقت الراهن عقب عودة المقيمين من إجازاتهم، وبدء تجديد العقود الإيجارية السنوية، حيث شهدت الأيام القليلة طلباً متواصلاً على الوحدات السكنية في ظل رغبة العديد من المستأجرين في تغيير مناطق سكنهم والاستفادة من تصحيح الإيجارات، والبحث عن وحدات سكنية، أوسع، وأكبر، باالقيمة الإيجارية نفسها التي كانوا يدفعونها بالعام الماضي، أو اختيار وحدات سكنية بقيمة إيجارية أقل.
أشار الخبراء والعاملون إلى وجود طلب في مختلف مناطق وضواحي العاصمة أبوظبي، موضحين أن بعض العائلات تفضل الإقامة بالقرب من مناطق مدارس أبنائها، بينما يفضل آخرون الإقامة بالقرب من أماكن عملهم، فيما يبحث آخرون عن الإقامة في مبان وأبراج تتوفر فيها خدمات ومرافق متكاملة.
وأفادوا بأن توفر العرض أعطى خيارات متنوعة أمام المستأجرين لاختيار الوحدات السكنية الأنسب، في ظل التسهيلات التي توفرها شركات إدارة وتأجير الأبراج والمباني السكنية التي تتضمن تسديد القيمة الإيجارية عبر 4 شيكات، ووجود مزيد من المرونة في التعامل مع المستأجرين من حيث تخفيض القيمة الإيجارية بنسبة محدودة لضمان بقائهم في الوحدات التي يستأجرونها، وبالتالي تحقيق نسبة أشغال مرتفعة في مبانيهم.


الاقتراب


أفاد عمير الظاهري رئيس مجلس إدارة مجموعة بن عرار القابضة، بأن قرب مكان العمل أو مدارس الأبناء يعتبر من العوامل التي تدفع المقيمين لاختيار الوحدات السكنية التي يرغبون في الإقامة فيها، موضحاً أنه كلما كان المسكن قريباً من مكان العمل كلما كان هو الخيار المفضل للمستأجر الذي يرغب في الوصول إلى مكان عمله في الوقت المحدد.
وقال الظاهري: إن معظم المنشآت والمؤسسات تقع داخل جزيرة أبوظبي ما يجعلها الوجهة الأنسب لاختيار المسكن الأمر الذي يرفع الطلب على الوحدات السكنية داخل الجزيرة، موضحاً أن العديد من المناطق المجاورة مثل جزيرة الريم ومنطقة مصفح ومدينة خليفة تعتبر من المناطق التي تشهد ارتفاعاً بالطلب على الإقامة فيها لكونها الأقرب لجزيرة أبوظبي. وأضاف الظاهري: إن الحركة النشطة في التنقل بين الوحدات السكنية ينعش السوق العقاري، إلى جانب انه ينعش قطاعات اقتصادية أخرى مرتبطة به مثل النقل وشراء أدوات منزلية وكهربائية جديدة، ما يسهم في تنشيط الحركة في قطاعات مرتبطة أيضاً بالسوق العقاري.


الأكثر نشاطاً


من جهته، قال عبدالرحمن العفيفي الرئيس التنفيذي لشركة تمكن العقارية: تشهد فترة الصيف من كل عام حركة الانتقال بين الوحدات السكنية من قبل المستأجرين، ما يجعل هذه الفترة الأكثر نشاطاً بالسوق العقاري في ما يخص الوحدات السكنية المؤجرة، مع تزامنها مع الإجازة الصيفية للكثير من المقيمين وإجازة المدارس، حيث يسهل التنقل بين الوحدات السكنية، ولا توجد التزامات بعمل أو مدارس.
وأضاف العفيفي: إن هذا الأمر إيجابي، وعملية انتقال المستأجرين تنشط الحركة العقارية، ونشهد انتقال أعداد من المقيمين في ضواحي العاصمة أبوظبي للإقامة داخل جزيرة أبوظبي، حيث يعتمد هذا الأمر على توفر وحدات سكنية بإيجارات مناسبة بالقرب من موقع عمل، أو مدارس المستأجر.
وذكر أن تصحيح القيمة الإيجارية للوحدات السكنية في داخل جزيرة أبوظبي قد دفع العديد من المقيمين في الضواحي والمناطق المجاورة للانتقال إلى العيش داخلها.
وأوضح أن الكثير من المستأجرين يفضلون الانتقال إلى داخل مدينة أبوظبي لكونها تضم المنشآت والمؤسسات التي يعملون فيها، إلى جانب أن الخدمات متوفرة بشكل أكبر داخل الجزيرة إلى جانب مراكز التسوق والمستشفيات والمراكز الخدمية.


عروض مناسبة


من جانبه، يقول مسعود العور، الرئيس التنفيذي لشركة «ميداليون» للاستشارات العقارية: يشهد السوق العقاري في أبوظبي حركة تنقلات نشطة في الوقت الراهن في ظل عملة التصحيح الإيجاري التي شهدتها الوحدات السكنية، وطرح عروض بقيمة إيجارية مناسبة للكثير من المستأجرين من قبل شركات إدارة العقارات والملاك.
وأضاف العور: إن العديد من شركات إدارة العقارات والملاك اصبحوا يتنافسون على تقديم خدمات متنوعة للمستأجرين لجذبهم، وتحقيق إشغالات مكتملة في أبراجهم وبناياتهم، مثل توفير مواقف السيارات وإتاحة استخدام المرافق للمستأجرين، وتحسين جودة استخدام العقار الأمر الذي يصب في مصلحة المستأجر ويزيد من ثقته بالإقامة في العقار.


تحقيق التوفير


أكد د. سليمان الفهيم أن القطاع العقاري وقطاعات اقتصادية مرتبطة تستفيد من حركة التنقل بين الوحدات السكنية التي تشهدها فترة الصيف التي تشهد إجازات المقيمين من أعمالهم والطلبة من مدارسهم، حيث يحرص المستأجرون في ظل تصحيح القيمة الإيجارية في أبوظبي للبحث عن وحدات سكنية تقع بالقرب من أماكن عملهم، أو مدارس أبنائهم، موضحاً أن البعض يبحث عن وحدات سكنية قد تكون بقيمة إيجارية أقل، وتتمتع بمساحة الوحدة نفسها التي كان يستأجرها لتحقيق بعض التوفير، بينما يفضل البعض الانتقال لوحدات أكبر وأوسع بالقيمة الإيجارية السابقة نفسها التي دفعها في الأعوام الماضية. وقال د. الفهيم: إن العديد من القطاعات الاقتصادية المرتبطة تستفيد من عملية الانتقال، حيث يعمد بعض المستأجرين إلى تحديث أثاث منازلهم، وجلب أدوات منزلية وكهربائية جديدة الأمر الذي ينعش مبيعات الأثاث، والكهربائيات في مراكز التسوق، إلى جانب أن عملية الانتقال تتطلب الاستعانة بشركات النقل، وشحن الأمتعة، ما ينشط هذا القطاع الحيوي، وكذلك فإن شركات الصيانة وخدمات الدهان ستستفيد من هذه الحركة عبر إجراء صيانة للمنازل التي ينتقل إليها المستأجرون.


حالة من الاستقرار


أكد إسلام أحمد سليمان الرئيس التنفيذي للعمليات في ريبورتاج أن السوق العقاري في أبوظبي يشهد حالة من الاستقرار في ظل وجود مؤشرات على تحسن النشاط في السوق، لاسيما مع توالي الكشف عن العديد من القرارات والإجراءات المحفزة للاستثمار العقاري في الإمارة.
وذكر أن السوق العقاري يشهد حالة من النشاط الاعتيادي بداية من شهر سبتمبر/ أيلول، تزامناً مع موسم العودة من الإجازات، وتوجه كثير من المستأجرين للبحث عن وحدات جديدة بداية من موسم الدراسة، موضحاً أن توفر وحدات متميزة بأسعار إيجار مناسبة يشجع كثير من المستأجرين على الانتقال للمشاريع السكنية الجديدة التي تتميز بتوفر العديد من الخدمات والمرافق المتميزة والجاذبة للسكان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"