ومع اقتراب المركبة من الأرض، كانت تلتقط صوراً لبلوتو تزداد وضوحاً شيئاً فشيئاً، أظهرت للعلماء وجود بقع مشعة على سطح الكوكب القزم، وأشكالاً أخرى غامضة.
ويقول جون سبنسر الباحث في معهد بولدر في كولورادو: «من السهل أن يتراءى لنا أننا نشاهد أشكالاً مألوفة من هذه البقع المضيئة والمظلمة، ولكن الصعب هو أن نفهم ما هي هذه الأشياء».
وبلغت نفقات مهمة «نيو هورايزنز» 700 مليون دولار، ويحمل المسبار على متنه 7 أجهزة للمراقبة والقياسات.
وتقول كاتي أولكين، العاملة في المهمة: «هذه الأجهزة جمعت بطريقة تجعلها تعمل بشكل متكامل لتعطينا الصورة الأدق الممكنة عن بلوتو».
وينتظر العلماء أن تزودهم الأجهزة بمعلومات حول التركيبة الجيولوجية لهذا الجرم، وتكوين سطحه، وحرارته، وغلافه الجوي وأقماره.وقبل أيام، تنفس العلماء في وكالة الفضاء الأمريكية ناسا الصعداء بعدما فقدوا الاتصال مع المسبار لوقت قصير لم يتجاوز الساعة ونصف الساعة، ثم عادت الأمور إلى نصابها.ويقول مارك هولريدج مدير المهمة: «أجرينا تسع مناورات لتصحيح مسار المسبار كانت آخرها قبل عشرة أيام، وذلك لوضع المسبار على أفضل مسار ممكن».
صنعاء - عبدالرحمن أحمد عبده:
يتابع الباحث اليمني عدنان الشوافي، العالم في مجال الفلك، رحلة المركبة الفضائية «نيو هورايزونز»، منذ انطلاقتها في 19 يناير 2006 من سطح الأرض باتجاه كوكب بلوتو، وحتى اليوم، ودرس كل ما نشر عن مهمة المركبة وحلل الصور التي التقطتها.
ومؤخراً، خاض الشوافي سباقاً علمياً مع الهيئات العلمية القائمة على مهمة المركبة «نيو هورايزون»، وأشار في حديث له مع «الخليج» إلى العديد من النقاط العلمية التي يتطلب الوقوف عليها من مستجدات مهمة المركبة نيو هورايزون، والغموض الذي لازم مهمة المركبة في فهم تباين سطوع سطح بلوتو، إذ توصل إلى «إثبات عدم الكروية الكاملة للكوكب بلوتو كما يستشف من المقالات المنشورة والمثبتة بالحجة والدليل»، حسب ما يقول.
ويجزم أن ما توصل إليه أكبر من استنتاج عدم كروية بلوتو، ويضيف: «يعد ذلك إحدى القرائن التي تؤكد قوة البنية العلمية لفرضية كرات الاتزان المركبة التي اعتمدت عليها في فهم وتفسير الحركة الاهتزازية وربطها في تغير مساحة الأسطح المتقابلة بين بلوتو والقمر تشارون، الذي استنتجت أنه غير كروي».
وكان المركز الإعلامي لنيو هورايزون نشر في 3 الجاري، مقالة بعنوان «الكوكب الأحمر الآخر» وتلته العديد من المواقع الإخبارية بتداول مجموعة من الصور والأفلام توضح عدم كروية كوكب بلوتو حسب الرسم البياني لخطوط الطول ودوائر العرض وكذلك الصور الحديثة كشفت على مستويات السطح متفاوتة لمساحات كبيرة تجعل مساحة سطح بلوتو متغيرة من منظور القمر تشارون، وذلك ما يخلق الاضطراب في المدار للكوكب وقمره، الأمر الذي وصفته وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» بالرقصة المدارية.
