عادي
أكد لـ الخليج أنه سينقل خبراته للشباب الإماراتي والعربي

هزاع المنصوري: جاهز للفضاء وأطمح للقمر

03:40 صباحا
قراءة 6 دقائق
دبي:يمامة بدوان

أكد هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي في رده على سؤال ل«الخليج» عن الذي تغير فيه الآن بعد أن أصبح مستعداً للصعود إلى المحطة الدولية للفضاء مقارنة مع العام الماضي، أنه لم يتغير كإنسان طموح يسعى لتحقيق حلم الإمارات بالوصول إلى الفضاء، إلا أن الذي تغير يتمثل في المعلومات التي بات يملكها، والمعرفة التي حصل عليها بالتدريبات، كي يصبح رائد فضاء.وأوضح خلال مؤتمر صحفي عقدته وكالة «ناسا» للطاقم الأساسي للبعثة التي يشارك فيها أيضاً أوليج سكريبوتشكا، قائد الرحلة، ورائد الفضاء الروسي، وجيسيكا مير، رائدة الفضاء الأمريكية، في هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية، وتم بثه مباشرة عبر الأقمار الصناعية في مركز محمد بن راشد للفضاء، مساء أمس الأول، أن كل ما حصل عليه من علم وخبرات، سيعمل جاهداً كي ينقلها إلى الجيل القادم من الشباب الإماراتي والعربي، من أجل أن يواصل مسيرة استكشاف الفضاء.
وأوضح ان جاهزيته للعيش بالفضاء 100%، وذلك في بيئة منعزلة عن العالم، بعدما تدرب على يد أفضل الخبراء والمختصين في العالم، وللمحاكاة المكثفة التي خضع لها وفريق بعثة المحطة الدولية للفضاء في روسيا
في سؤال لـ«الخليج» حول الصعوبات التي قد تواجهه بالرغم من التدريبات والمحاكاة المكثفة التي خضع لها وفريق بعثة المحطة الدولية للفضاء في روسيا، قال المنصوري إن المحاكاة للصعوبات وتجاوزها لا تكون 100% مماثلة للأمر الواقع عند الذهاب بمهمة لاستكشاف الفضاء، بالرغم من أنه تدرب على أيدي أفضل الخبراء، الذين منحوه المعرفة والجاهزية التامة للعيش في الفضاء ضمن بيئة منعزلة، ولن تكون سهلة حتماً، ومع ذلك فإن الأشعة الكونية تعتبر من الصعوبات التي قد يتعرض لها، فضلاً عن المحافظة على لياقته البدنية، حيث هناك أجهزة خاصة ستتم ممارسة التمارين الرياضية عليها وهو في مهمته الفضائية الأولى، كذلك هناك تحديات نفسية، خاصة أنه سيعيش مع الفريق في بيئة مغلقة، ومع أشخاص لم يعرفهم لمدة طويلة، إلا أنه وخلال التدريبات تم التغلب على هذا الأمر، وبات يشعر بأنهم عائلة واحدة لا يفرقهم اختلاف اللغات بل يجمعهم هدف خدمة البشرية أجمع، وأيضاً سيكون على اتصال دائم مع عائلته، وبالتالي فإنه لن يشعر بالاغتراب، أو الوحدة.
وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين، أوضح أن ما حققه حتى الآن يعد إنجازاً على الصعيد الشخصي، ولدولة الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة العربية، لكون لم يذهب أي عربي إلى الفضاء طوال ال30 سنة الماضية، كما أنه يشعر بالفخر لحصوله على امتياز تمثيل الإمارات والوطن العربي بالوصول إلى المحطة الدولية للفضاء.
وذكر أن أعضاء الفريق مستعدون لهذه المهمة جيداً، ونبذل قصارى جهدنا لإنجاحها، من خلال التدريبات العالية المستوى التي نتلقاها، والعمل الدؤوب الذي نقوم به مع الطاقم، كما نأمل من خلال التجارب العلمية التي نشارك فيها أن نترك علامة بارزة للإمارات في سجل مهمات الفضاء، والتي تسهم في إثراء المعرفة البشرية.


مسؤولية كبيرة


وأكد أن ذهابه إلى الفضاء بعد نحو 10 أسابيع تعتبر مسؤولية كبيرة على عاتقه، لكنها تهدف إلى إلهام الجيل المقبل من الشباب الإماراتي والعربي، وتعريفهم بعدم وجود كلمة مستحيل في قاموس أبناء الإمارات، مشيراً إلى أن خطوته المستقبلية ستكون الذهاب إلى القمر، خاصة أنه يعيش المستحيل في هذه الأثناء، لكونه حقق حلمه بأن يصبح أول رائد فضاء إماراتي وهو طفل صغير، حين كان ينظر إلى النجوم في السماء ظناً منه أنه لن يصل إليها في المستقبل، داعياً شباب العالم إلى العمل بجد لتحقيق أحلامهم، ووضعها نصب أعينهم من أجل أن تتحقق.
وتابع أنه يشعر بالحماس لاقتراب موعد الانطلاق نحو الفضاء، والعمل مع الفريق، من أجل تمثيل البشرية في رحلة استكشاف الفضاء، حيث إنه سيقوم بالتقاط صور لجزيرة نخلة جميرا بدبي، ومكة المكرمة، كما أنه سيقوم خلال رحلته على متن المحطة الدولية للفضاء بجولة تعريفية مصورة باللغة العربية، لتكون أول مرة لرائد فضاء يقوم بتوضيح مكونات المحطة، والأجهزة والمعدات الموجودة على متنها، وطريقة إجراء التجارب في ظل انعدام الجاذبية، وتجارب رصد وتصوير كوكب الأرض، والتفاعل مع المحطات الأرضية، ونقل المعلومات والتجارب، إضافة إلى توثيق الحياة اليومية لرواد الفضاء على متن المحطة، حيث إن محتوى هذه الجولات سيكون بمثابة مرجع موثق باللغة العربية، ومتوفر لجميع المهتمين بقطاع الفضاء في الوطن العربي.
وأوضح أن مهمة فريق رواد الفضاء ستكون إنسانية وتخدم البشرية أجمع، وسيتم العمل كفريق واحد لتحقيق نجاح المهمة التي ستساعدنا لفهم كيفية الوصول إلى الفضاء من أجل الوصول في المستقبل إلى القمر، والمريخ.
وحول التحديات الصحية والنفسية التي ستواجهه في الفضاء، قال إنه تم التدرب على وسائل التغلب عليها، من خلال التدريب بشكل يومي على المعدات الرياضية، فضلاً عن تناول الغذاء الصحي، والتواصل الهاتفي مع الأهل بشكل يومي، ما يجعله يشعر بالراحة النفسية.
وأضاف أنه تم تدريبهم على تجاوز العقبات خلال مهمة الفريق على متن المحطة الدولية للفضاء، كما أنها ستكون تجربة فريدة ومفيدة بالنسبة إليه، خاصة في المهمات المستقبلية التي قد تكون أكثر بعداً بالمسافة عن الأرض، وعدد الأيام التي ستتم تمضيتها في الفضاء.


شيخوخة مبكرة


من جهتها، أوضحت جسيكا مير، أنها ستقوم خلال مهمتها على متن المحطة الدولية للفضاء بدراسة إصابة الرواد بشكل عام بشيخوخة مبكرة، فضلاً عن تأثر النظر لديهم، وتراجعه بشكل لافت، كما أنها ستجمع بيانات الرواد وتأثير الفضاء فيهم، من خلال جهاز خاص تم وضعه في المحطة، يعمل على التحقق من نظرية انشتاين حول اللامادة، والمادة السوداء التي تسبب توقف الزمن.


تدريبات وتجارب


وفي إطار الاستعدادات لانطلاق أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية بعد نحو 10 أسابيع على متن مركبة «سويوز إم إس 15» الروسية، بدأ رائدا الفضاء الإماراتيان، هزاع المنصوري، وسلطان النيادي، مجموعة تدريبات جديدة في مركز لندون بي جونسون للفضاء (JSC)، التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا). ويشمل برنامج التدريبات التي تستمر لمدة أسبوعين التدريب على مختلف وحدات ومكونات القسم الأمريكي من محطة الفضاء الدولية، والذي يضم المختبر الياباني، ومختبر «كولومبوس» للأبحاث العلمية، وعلى إجراء أبحاث علمية بالتعاون مع الوكالة.
يأتي ذلك في إطار اتفاق بين مركز محمد بن راشد للفضاء، ووكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، على إجراء مجموعة من التدريبات لرائدي الفضاء الإماراتيين في مركز لندون بي جونسون للفضاء (JSC)، وعلى إجراء أبحاث علمية تناسب المهمات قصيرة المدى إلى محطة الفضاء الدولية.
وتشمل التدريبات التي سيخوضها رائدا الفضاء الإماراتيان الأجهزة والمعدات التابعة لوكالة «ناسا» الموجودة على متن محطة الفضاء، والتعامل مع حالات الطوارئ، لا سيما انخفاض ضغط الهواء، أو تسرب غاز الأمونيا في المحطة.
ويتضمن برنامج التدريبات في «ناسا» تجارب علمية تشمل الأبحاث التي سيجريها فريق المهمة الذي ينطلق في 25 سبتمبر/‏‏‏ أيلول إلى محطة الفضاء الدولية، وتدرس هذه الأبحاث تأثير الفضاء في البشر في بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً، كما سيجري الفريق المتواجد على متن المحطة، وسيكون عدده تسعة أشخاص مع وصول هزاع المنصوري مع الطاقم الأساسي للمهمة إلى المحطة، مجموعة من التجارب لا يمكن إجراؤها على الأرض.


إعداد كوادر


قال يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: «يحرص المركز على بناء شراكات استراتيجية مهمة مع كبرى وكالات الفضاء العالمية ضمن جهودنا لدعم توجهات الدولة بإعداد كوادر إماراتية تسهم في إثراء التقدم العلمي لخدمة البشرية، وتحقيق المزيد من الإنجازات في صناعة وعلوم وأبحاث الفضاء، بما يخدم التطلعات الطموحة بالوصول الى اقتصاد وطني قائم على المعرفة والابتكار والإبداع، كما تأتي مرحلة تدريبات رائدي الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري، وسلطان النيادي، مع وكالة «ناسا» الأمريكية بعد اجتيازهما برنامج التدريب الشهر الماضي في المركز الأوروبي لرواد الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في ألمانيا، ضمن الاستعدادات لإرسال أول رائد فضاء إماراتي بعد نحو عشرة أسابيع».


صقل المهارات


أوضح سالم المري، مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في مركز محمد بن راشد للفضاء، ومدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء، أن هذه المرحلة من التدريبات هي أساسية لصقل مهارات المنصوري، والنيادي، في التعامل مع الأجهزة الموجودة في محطة الفضاء الدولية، والتعرف إلى جوانب عدة من الحياة على متن المحطة، مثل إعداد الطعام. وأضاف: «تُساهم الإمارات من خلال إرسال أول رائد فضاء إماراتي عربي إلى محطة الفضاء الدولية في إثراء التجارب العلمية التي تدرس تفاعل جسم الإنسان مع بيئة الجاذبية الصغرى ومدى تحمله للتغييرات المصاحبة للسفر إلى الفضاء والعيش في ظروف مختلفة عن بيئتنا الطبيعية».
يُشار إلى أن هزاع المنصوري، سيذهب إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة الفضاء الروسية «سويوز إم إس 15» التي ستنطلق من محطة «بايكونور» الفضائية في كازاخستان بتاريخ 25 سبتمبر/‏ أيلول المقبل؛ حيث سيقضي 8 أيام على متن المحطة، ثم سيعود على متن المركبة «سويوز إم إس 12» في 3 أكتوبر/‏ تشرين الأول.
ويشرف مركز محمد بن راشد للفضاء على برنامج «الإمارات لرواد الفضاء» الذي يعد جزءاً من «البرنامج الوطني للفضاء»، ويهدف إلى إعداد الدفعة الأولى من رواد الفضاء للمشاركة في مهام استكشاف الفضاء العالمية. ويسهم البرنامج في تحقيق الاستراتيجية الوطنية الرامية لتطوير كوادر علمية، وإعداد الأجيال القادمة وفق أعلى المستويات العالمية، ويحقق تطلعاتهم للمشاركة في الاستكشافات العلمية وطموحات الدولة في هذا المجال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"