عادي
تركت بصمة مؤثرة في مسلسل "أمطار النار"

نجلاء فهمي: الأعمال العراقية - العربية أسعدتني

01:18 صباحا
قراءة 5 دقائق

ابتعدت الممثلة الشابة نجلاء فهمي في السنوات الأخيرة عن الظهور في الكثير من الأعمال الدرامية المهمة، لأنها فضلت البقاء داخل العراق ولم تغادره إلى سوريا حيث يتم تصوير الأعمال المهمة هناك، لكن هذا الابتعاد لم يجعلها تخسر جمهورها، لأنها تركت بصمة مؤثرة جداً من خلال شخصية رسلية في مسلسل أمطار النار الذي عرض قبل عدة سنوات . ولمعرفة أسباب قلة أعمالها في السنوات الأخيرة وكذلك عودتها من جديد ورأيها في الدراما العراقية والمسرح عامة التقتها الخليج وسجلت معها الحوار الآتي:

* ما جديدك؟

- شاركت في آخر عمل لي في مسلسل المحلة من إخراج صاحب بزون وكان فيه نوع من الكوميديا، إلا أن شخصيتي فيه تراجيدية، وقد عرض هذا العمل ونال استحسان الناس والآن هناك مشروعات عديدة معروضة علي، لكنني لم أطلع لغاية الآن على النصوص حتى أوافق أو أرفض . أما في المسرح فلدي مسرحية شعبية من المؤمل أن يتم تقديمها قريباً في بغداد، وهذا العمل المسرحي سيحاول أن يرسم بسمة على شفاه الجمهور العراقي، لأن هذا الجمهور افتقد لأعمال المسرحية منذ زمن ليس بالقليل وهو متعطش لرؤية نجومه على خشبة المسرح من جديد .

* ما سر قلة أعمالكِ؟

- لا يوجد سر في هذا الأمر، لكن انتقال الدراما العراقية إلى التصوير في سوريا هو السبب، حيث إن ما نسبته 90% يصور الآن في سوريا، بينما أنا موجودة في بغداد، لأن ظروفي الخاصة لا تسمح لي بالسفر خارج العراق، وهذا السبب هو الذي جعلني مقلة في أعمالي التلفزيونية .

ألم تسحب قلة أعمالك من نجوميتك في الشارع العراقي؟

- كلا . . لم يحصل مثل هذا الأمر، لأن العراقيين مايزالون يعرفونني ويرحبون بي ويشيدون بالشخصيات التي جسدتها، فضلاً عن ذلك أنني واثقة جداً بخطواتي واستطيع العودة إلى جمهوري من خلال الأعمال التي أشارك فيها داخل العراق .

* ما الشخصية التي أوصلتك إلى الجمهور؟

- شخصية رسلية في مسلسل أمطار الناس من تأليف صباح عطوان وإخراج عزام صالح الذي عرض قبل ثلاث سنوات من على شاشة قناة البغدادية الفضائية . حيث إن هذه الشخصية أضافت إليّ الكثير وجعلتني معروفة لدى الجمهور العراقي، لأن المسلسل المذكور ناقش قضية الأهوار العراقية، حيث لم يكن هناك أي عمل تلفزيوني ناقش هذه القضية من قبل .

* ما الشخصية التي تسعين لتجسيدها في المستقبل؟

- أتمنى تجسيد شخصية تجعلني أتفوق على شخصية رسلية من حيث المساحة ومن حيث قصتها التي أتمنى أن تكون قصة تحمل أبعاداً مختلفة وذات بعد إنساني كبير جداً وفي ذهني قدرة هائلة جداً على تجسيد شخصية المجنونة أو المتسولة وأتمنى أن أحصل على نص جيد في عمل جيد فيه مثل هاتين الشخصيتين، لأن شخصيات كهذه تساعدني على إبراز طاقاتي .

* كيف وجدت الدراما العراقية التي عرضت في شهر رمضان؟

- وجدتها تتطور وتسير في الاتجاه الصحيح، لأن أغلب الأعمال الدرامية العراقية التي عرضت في شهر رمضان كانت أعمالاً عراقية سورية مصرية مشتركة وكنت سعيدة جداً فيها، لأن عملية تلاقح الدراما العراقية مع شقيقاتها العربيات سيضيف لنا الكثير كممثلين ونستفيد من خبرة الممثلين والمخرجين العرب، خصوصاً أن الدراما العراقية كانت في انقطاع طويل جداً في سنوات الحصار الاقتصادي . لذلك أرى أن الممثلين العرب وكذلك المخرجين سيعطوننا الكثير من خبرتهم وهذا الأمر سيكون في مصلحة الدراما العراقية التي بدأت تنهض وتتطور .

* هل تعني مشاركة بعض الممثلات السوريات في الدراما العراقية وجود شح في الممثلات العراقيات؟

- إن حالة الشح في الوجوه النسوية التي تعمل في الدراما العراقية أمر مسلم به ولا أعتقد أن هناك من يستطيع إنكاره، لذلك لجأ المخرجون والمنتجون إلى الاستعانة بالممثلات السوريات للاشتراك في الأعمال العراقية، لكن اتضح للجميع أن الممثلة السورية عندما تقوم بتجسيد شخصية عراقية ستعاني صعوبة اللهجة العراقية، وهذا الأمر سيضعف الشخصية رغم أن الكثير من الممثلات السوريات كن بارعات في أدائهن الشخصيات العراقية، لذلك أتمنى أن يمنح المخرجون العراقيون الفرصة للكثير من الممثلات الشابات اللاتي تخرجن من أكاديمية الفنون الجميلة، وكذلك من معهد الفنون الجميلة حتى لا يكون لدينا نقص أو شح في الوجوه النسوية، خصوصاً أن انتاج الأعمال الدرامية في العراق بدأ يتسع بشكل كبير جداً في السنوات الأخيرة وهناك تنافس شديد جداً بين بعض الفضائيات على انتاج أعمال درامية ضخمة ومثل هذه الأعمال تحتاج إلى وجوه جديدة بكل تأكيد .

* كيف ترين المسرح العراقي الآن؟

- لم يتمكن المسرح لغاية الآن من استعادة عافيته بسبب الظروف الصعبة التي مرت عليه بعد الاحتلال، حيث إن الكثير من المسارح دمرت أو أغلقت، بينما الجمهور لم يعد قادراً على التواصل مع العروض المسرحية رغم قلتها بسبب الظروف الأمنية وارتفاع تكاليف المعيشة، لأن المسرح يحتاج إلى بيئة نظيفة حتى يثمر، لكني في الآونة الأخيرة لمست بوادر جيدة من قبل البعض تحاول النهوض بالمسرح العراقي من جديد، علماً أن المسرح العراقي مايزال فاعلاً ومؤثراً في المهرجانات الخارجية ويحسب له المسرحيون ألف حساب كونه يستند إلى أرضية صلبة جداً، وأعتقد أنه إذا استقر الوضع في العراق فإن المسرح العراقي سينهض بقوة، لأننا نمتلك طاقات جيدة في كل مجالات المسرح من التأليف والإخراج والتمثيل والفنيين .

* ما أبرز نقطة في معاناة الدراما العراقية؟

- رغم أن الجميع يرون أن أزمة الدراما العراقية تكمن في الانتاج، فإنني أرى عكس ذلك، لأن معاناة الدراما العراقية وتراجعها يعود إلى النصوص، لأن النصوص ضعيفة جداً، حيث نعيش الآن أزمة في مجال النصوص لعدم وجود كتاب يستطيعون تناول القضايا العراقية الكثيرة والمؤثرة بشكل يتماشى مع ما تعرض له هذا البلد من أزمات خطيرة، وقد لا أخفيك سراً إذا قلت إن سبب قلة أعمالي في السنوات الأخيرة يعود إلى ضعف النصوص، لأن الكثير من النصوص عرض عليّ ورفضت، لأنني وجدت النصوص تسيء للإنسان العراقي وللبلد عموماً، فضلاً عن ذلك أنها تتناول الواقع العراقي الراهن وهذا الواقع يعيشه الإنسان العراقي بشكل يومي وهو يعانيه فلماذا نلاحقه بهذا الواقع المرير إلى منزله وفي وقت راحته؟ حيث إن على كتاب الدراما في هذه المرحلة تحديداً أن يتناولوا القضايا الاجتماعية التي تساعد على رسم الابتسامة والأمل على شفاه العراقيين .

* هل هناك ممثلة عربية تتمنين العمل معها؟

- أتمنى أن أشارك الممثلة المصرية عبلة كامل في أحد الأعمال، لأنها ممثلة كبيرة جداً تمتاز باسترخاء رهيب جداً أمام الكاميرا وعلى خشبة المسرح .

* موافقتك على المشاركة في عمل ما على ماذا تعتمد؟

- لدي أكثر من معيار في هذا المجال، أولها أن أقرأ النص من بدايته إلى نهايته، فإذا وجدت في هذا النص شيئاً جديداً وفكرة جميلة أعطي موافقتي على المشاركة فيه، أما إذا وجدت العكس فلدي القدرة والشجاعة على الاعتذار عن المشاركة رغم أنني أتعرض في بعض الحالات إلى نوع من المضايقات بسبب الرفض . وهناك معيار آخر أيضاً اعتمده في هذا المجال وهو يتعلق باسم المخرج، فإذا كان المخرج من الأسماء المعروفة التي لها تاريخ جيد فعندها أكون متأكدة أن هذا العمل سيكون جيداً على اعتبار أن هذا المخرج لا يتعامل مع النصوص غير الجيدة، لذلك أوافق على المشاركة فيه وأنا واثقة جداً بحالة النجاح فيه .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"