عادي
تؤثر في تصويت الناخبين

انسحابات مرشحي «الوطني».. بين التلقائية والتنسيق

02:46 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيق:عماد الدين خليل

تطرح عملية انسحاب المرشحين من انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، بعدما أعلنت اللجنة الوطنية انسحاب 20 مرشحاً ومرشحة من السباق الانتخابي ليصل العدد الحالي للمرشحين إلى 479 مرشحاً ومرشحة على مستوى الدولة، تساؤلات حول تأثير هؤلاء المرشحين المنسحبين في سير العملية الانتخابية، لجهة دعم مرشحين آخرين وزيادة فرص فوزهم، حيث قد يلجأ البعض منهم إلى التنسيق مع مرشحين لمساندتهم ودعمهم في السباق الانتخابي، وتوجيه الناخبين من أعضاء الهيئات الانتخابية لإعطائهم أصواتهم لمساعدتهم على الفوز بالمقعد الانتخابي.
عدد من المرشحين الذين التقتهم «الخليج» أكدوا أن التنسيق بين المرشح المنسحب مع مرشح آخر ودعمه، سيعزز من فوز أعضاء على درجة كبيرة من الوعي في صياغة التشريعات التي تهدف إلى خدمة المجتمع بشكل عام، والناخبون على دراية بمثل هذه القضايا، لذلك يحرصون على قراءة جيدة ودقيقة للمرشح وبرنامجه الانتخابي لاختيار الأفضل.
وفي المقابل رأى عدد من الناخبين أن توجيه المرشحين المنسحبين أعضاء الهيئات الانتخابية للإدلاء بأصواتهم لمرشحين محددين لاعتبارات شخصية أسلوب غير مقبول، وتشويش على قناعة الناخب في اختيار من يمثله.

وحول تباين هذه الآراء، ومدى صحة كل منها، ومبرراته، نقدم التحقيق الآتي:


توعية الناخبين


في البداية، التقينا مها البلوشي، إحدى المرشحات المنسحبات من الانتخابات عن إمارة أبوظبي، قبل إعلان القوائم الأولية للمرشحين، فتقول إن انسحابها من السباق الانتخابي كان لظروف عملها، وقامت بالتنسيق مع إحدى المرشحات لدعمها خلال السباق الانتخابي.
وحول توجيه الناخبين تضيف أن من واجبها بعد إعلان انسحابها، توعية الناخبين بمن هو أجدر، وأحق بالفوز، وأنها تحدثت مع عدد منهم لإعطاء أصواتهم للمرشح الذي يتفق برنامجه مع برنامجها الانتخابي بعد الاقتناع به، ووعي المواطنين خلال الدورة الحالية أصبح أكبر مقارنة بالدورات السابقة، وأن الدورة الحالية للانتخابات من أقوى، وأصعب الانتخابات في تاريخ المجلس، للوعي الذي أصبح يتمتع به المواطن في كيفية اختيار المرشح الكفؤ، خاصة بعد توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، برفع نسبة تمثيل المرأة إلى 50%.


تشتيت الأصوات


وعن تأثير انسحاب المرشحين في العملية الانتخابية، أكد المرشح راشد حمود المنصوري، أن عملية الانسحاب والتنسيق مع مرشح آخر ليس لها أي تأثير في العملية الانتخابية، وكان من المفترض أن يتم الانسحاب من المرشحين قبل دخول مرحلة الدعاية الانتخابية.
وهناك نحو 15 مرشحاً من قبيلة واحدة يخوضون السباق، ما يؤدي إلى تشتيت الأصوات بينهم، فالتنسيق بينهم ودعمهم لبعضهم بعضاً سيمنح فرصة أكبر في فوز أحدهم بالمقعد الانتخابي، ولا مانع من أن يتم دمج البرنامج الانتخابي والتشاور والتنسيق مع المرشح المنسحب، لأن الهدف هو خدمة المجتمع، وليس لاعتبارات
شخصية، وخدمة المجتمع لا تتوقف بعد انتهاء العملية الانتخابية، وعدم الفوز بالمقعد، ولا يهم مكانة المقعد، وسأكمل مسيرة خدمة الوطن من خلال منصبي الوظيفي والأعمال التطوعية، استكمالاً لمسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في خدمة المواطنين.


فرصة للمرشحين


وعن مدى تأثير انسحاب المرشحين في العملية الانتخابية يرى المرشح علي محمد الحميري، أن انسحاب هؤلاء المرشحين هو خسارة للسباق الانتخابي، وتعريف المواطنين ببرامجهم التي تم طرحها، وزيادة وعيهم بالموضوعات المجتمعية المهمة التي يحتاج إليها المواطن، والمرشح المنسحب أعطى فرصة للمرشحين الآخرين لجذب أصوات الناخبين من أعضاء الهيئات الانتخابية عن طريق إقناعهم بالبرنامج الانتخابي، وعدم التشتت في اختيار المرشح.

شرف المشاركة


وتضيف المرشحة غاية سعيد الماس، إن انسحاب المرشح لا يؤثر في سير العملية الانتخابية، وكانت تأمل ألا ينسحب أحد المرشحين بعد إعلان ترشحه، لأن المرشح سيكتسب شرف مشاركته في العرس الوطني، مؤكدة على أن الانسحاب سيعطي فرصة أكبر للمرشحين الآخرين في جذب أصوات الناخبين وإقناعهم بالبرنامج الانتخابي.
في حب الوطن
وتتفق المرشحة منى فالح القحطاني، مع الرأي الذي يرى أن انسحاب المرشح لا يؤثر في سير العملية الانتخابية، موضحة أن جميع المرشحين مميزون ببرامجهم.
وقالت: «المواطنون يتنافسون في حب الوطن، ولا يركز المرشح في الكم بقدر الثقة، ومقومات الاستمرارية في السباق الانتخابي».


خدمة المجتمع


وتضيف المرشحة بثينة سالم القبيسي، أن تقارب البرامج الانتخابية للمرشحين، وانسحاب عدد منهم والتنسيق والدعم للمرشح الأقوى لا يؤثر في العميلة الانتخابية، لأن الهدف خدمة المجتمع.
وحول أسباب الانسحاب توضح أنه إذا كان انسحاب المرشح لفتح المجال أمام المرشح الكفؤ للفوز بالمقعد الانتخابي ودعمه، فهو مفيد للمجلس الوطني، لأن الهدف من السباق الانتخابي هو التسابق من أجل خدمة المجتمع، وتعزيز وعي المواطنين لاختيار الشخص المناسب والأحق بأن يمثلهم.


جدية المرشحين


وتحدث عدد من الناخبين عن قضية الانسحابات، حيث يوضح الناخب محمد سعيد القبيسي، أن انسحاب المرشح جاء بعد أن رأى مسؤولية وطنية كبيرة تقع على عاتق عضو المجلس الوطني، في التشريع ومتطلبات المجتمع.
كما يضيف الناخب عثمان سعيد الحسيني، أن انسحاب المرشحين خلال الفترة التي حددتها اللجنة هو حق لأي مرشح، وأن المنسحب يكون قد رأى عدم مقدرته على خوض، أو استكمال السباق الانتخابي.
ويبين الناخب أحمد علي الرئيسي، أن بعد انسحاب المرشح والتنسيق مع مرشح آخر يفيد العملية الانتخابية في حالة واحدة إذا وجد المرشح المنسحب أن المرشح الآخر أكثر كفاءة منه، ويمتلك حضوراً وواقعية في البرنامج أكثر منه، فيترك السباق لمن هو أحق.


اعتبارات شخصية


وحول مدى مصداقية المرشح المنسحب أمام الناخبين، يقول الناخب محمد عادل الهاشمي، إن المرشح بعد أن أعلن ترشحه وانسحابه من الانتخابات يفقد مصداقيته أمام الناخبين، وتعد عملية غير مباشرة لتوجيه الناخب بإعطائه صوته لمرشح آخر قد يكون لاعتبارات شخصية بينهما.
ويتفق مع هذا الرأي الناخب حسن علي أبوثاني، حيث يقول إن العملية الانتخابية قد تتأثر بشكل جزئي بانسحاب المرشحين إذا زادت أعداد المرشحين المنسحبين.


أسلوب مرفوض


حول توجيهات المرشح المنسحب للناخبين، وصف الناخب عادل عبدالله حميد، توجيه المرشحين المنسحبين للمواطنين للإدلاء بأصواتهم لمرشح قام بالتنسيق معه من أجل الفوز بالمقعد لاعتبارات شخصية، بالأسلوب غير المقبول، لأنه يجب أن يكون صوت المواطن نابعاً من عقيدته التي شكّلها تجاه المرشح من دون التأثير فيه من أي فرد، سواء كان مرشحاً منسحباً، أو أحد أصدقائه، أو عائلته.
كما اتفق معه الناخب محمد عبدالجبار الخاجة، على أن تنسيق المرشح المنسحب لأي سبب كان مع مرشح آخر لأجل جلب الأصوات له ودعمه هو لمصالح شخصيه بينهما، والتي يجب الابتعاد عنها في السباق الانتخابي لتعزيز فوز أعضاء أكفاء بالمنصب لمناقشة متطلبات المواطنين لما يخدم المجتمع بشكل عام، ويؤكد على أن التنسيق سيؤثر في العملية الانتخابية لأن المرشح المنسحب بعد إعلان انسحابه فقد المصداقية لدى المواطنين في عدم جديته في خدمة الوطن، فيجب أن يفتح المجال للمرشحين الآخرين لإثبات أنفسهم بقدرتهم على تواجدهم في المجلس من دون تدخل منه لكسب الأصوات فقط.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"