عادي
استنفار 80 ألف شرطي في أنحاء فرنسا

تظاهرات «السترات الصفر» تتجدد وماكرون يواصل «النقاش»

04:31 صباحا
قراءة دقيقتين

وسط تعزيزات أمنية مشددة، تظاهر، أمس السبت، آلاف من محتجي «السترات الصفر» للسبت العاشر في مختلف أنحاء فرنسا، هاتفين ضد الرئيس إيمانويل ماكرون، وسط مخاوف متجددة من حدوث أعمال عنف، رغم بدء «النقاش الكبير» الذي يبدو أنه لم يهدّئ الغضب الشعبي المستمر منذ أكثر من شهرين، ضد سياسته الضريبية والاجتماعية. وهتف آلاف المتظاهرين بعيد ظهر أمس السبت، وسط باريس بهدوء، «ماكرون ارحل»، رافعين لافتة تصدرت التظاهرة، كتب عليها «النقاش الكبير خدعة». وقال برنار سعيداني (66 عاماً): «إنه ذر للرماد في العيون، المسؤولون يخشون خاصة، خسارة مناصبهم الذهبية». وقالت المتظاهرة صوفي تيسييه: إن «ماكرون لا يسمع ولا يفهم شيئاً مما يحدث، ونحاول أن نجعله يفتح عينيه. هناك معاناة إنسانية حقيقية».
وكانت السلطات الفرنسية تأهبت للتظاهرات بأكثر من 80 ألف من عناصرها، بينهم خمسة آلاف في العاصمة باريس.
وتجددت الاشتباكات أمس بين المتظاهرين وقوات الأمن، رشق خلالها المحتجون الشرطة بالحجارة، فيما ردت الأخيرة باستخدام خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع، ما أسفر عن وقوع جرحى بين صفوف الحركة التي بدأت تستعيد زخمها من جديد، فيما سيشكل عددها خلال السبت العاشر، مؤشراً إلى فاعلية «النقاش الوطني الكبير» الذي أطلقه ماكرون، لتطويق أسوأ أزمة اجتماعية منذ انتخابه في 2017. وجرت التظاهرات في باريس، وغيرها من المدن الفرنسية، ولم تسجل إلا 12 حالة توقيف، بحسب الشرطة، وهو رقم أقل بكثير من توقيفات أيام السبت الفائتة التي شهدت عنفاً. وشوهدت مشاهد عنف في باريس تداولها الإعلام في أنحاء العالم.
وحمل متظاهرون في باريس وروداً، تكريماً لمن قتل وأصيب منذ بداية حركة الاحتجاج في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حيث قضى عشرة أشخاص، وأصيب أكثر من ألفين من المحتجين وقوات الأمن.
ودافع وزير الداخلية كريستوف كاستانير أمس الأول الجمعة، عن استخدام سلاح إطلاق الكرات الوامضة الذي قال، إنه بدونه لا يعود هناك خيار لقوات الأمن إلا «الالتحام الجسدي» مع المحتجين.
وواصل ماكرون جولته عبر فرنسا، لإجراء نقاشات مطولة مع مئات من رؤساء البلديات، وذلك في إطار ما أطلق عليه «النقاش الكبير» الهادف للإنصات لمطالب المحتجين. واستمر النقاش الجمعة الماضي، في مدينة سوياك، أكثر من ست ساعات.
وحذر كريستيان فنري رئيس جمعية رؤساء البلديات الريفية في مدينة لو، في بداية النقاش، قائلاً: «أحذركم سيدي الرئيس من أنه لا ينبغي أن يتحوّل هذا النقاش الكبير إلى خدعة كبيرة». وتنظم في إطار هذا «الحوار الوطني»، نقاشات بين مواطنين تتناول محاور القدرة الشرائية، والضرائب والديمقراطية والبيئة. وتعهد ماكرون بمتابعة هذه النقاشات. لكن الكثير من محتجي «السترات الصفر» يرون في هذا النقاش الكبير وسيلة لدفن مطالبهم. ورفض ماكرون مجدداً إعادة فرض الضريبة على الأكثر ثراء، وهو من مطالب حركة الاحتجاج. وكشف استطلاع نشر الخميس الماضي، إن 94 % من الفرنسيين سمعوا عن «النقاش الكبير»، لكن 64 % شككوا في جدواه، وأقل من الثلث، قالوا إنهم ينوون المشاركة فيه. (أ ف ب)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"