عادي
صوت ياباني أوبرالي محب للإمارات

ساني: مزجت الموسيقى الإماراتية واليابانية في «الله يا دار زايد»

03:31 صباحا
قراءة 5 دقائق
حوار:  محمد فتحي

بكلمات عربية صحيحة، ولهجة إماراتية أصيلة، تحاول جاهدة أن ترسم صورة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، برؤية يابانية خاصة. أنشدت المغنية الأوبرالية اليابانية «ساني» أغنية «الله يا دار زايد» التي أدهشت الجميع من خلال فيديو مدته 3 دقائق على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
كانت تجربة الأغنية ملهمة للكثيرين، نظراً لتفردها الكبير في مزج صوت ياباني أوبرالي محب للإمارات والشيخ زايد، بالغناء والألحان العربية التي نتج عنها عمل فني فريد من نوعه يعكس عشق زايد الذي يمتد لأبعد بقاع الأرض عن الإمارات. وفي كشف لتفاصيل العمل الفني وكمّ التحديات التي واجهت فريق العمل، والمغنية ساني، في تطويع صوتها الياباني العذب للغناء باللغة العربية واللهجة الإماراتية، كان ل«الخليج» هذا الحوار معها.

كانت أغنية «يا دار زايد» إطلالتك الفنية والشخصية الأولى على شعب الإمارات، فما هو تاريخك الفني؟

- لا يعرفني الكثير في الإمارات سوى أصدقاء وبعض المعارف، أنا اسمي هاروكا أوهنو، أما «ساني» فهو اسمي الفني، ولكنه ليس ببعيد عن اسمي الحقيقي الذي يعني كلاهما «مشرقة»، فالمقطع الأول من اسمي (هارو) يعني الإشراق و(كا) يعني الرائحة الطيبة، أما عن مشواري الفني، فقد بدأ منذ نعومة أظفاري، فعائلتي فنية بالكامل، كان جدي موسيقياً وخبيراً في آلات بيانو (ياماها)، أما أبي فقد كان عازفاً على آلة الساكسفون، وأمي عازفة بيانو.
ومنذ كان عمري 4 سنوات تدربت على آلة الأورجن الكهربائي، وكتابة بعض كلمات الأغاني البسيطة، والارتجال في الغناء. غرست أمي بداخلي حب الموسيقى والغناء، والتحقت بمدرسة توهو جاكوين الموسيقية في فن الإلقاء والأداء الصوتي، ثم استكملت دراستي في نيويورك بالولايات المتحدة، وهناك شاركت في الأداء الصوتي ببعض الأغاني الخلفية لفيديوهات من إنتاج والت ديزني، وتخصصت في الغناء الأوبرالي في عدد من المعاهد الموسيقية الأمريكية، كما أنني قمت بالغناء بالعديد من اللغات، وأنا الآن أعمل مغنية في دار أوبرا بونكا كايك في طوكيو، ومعلمة موسيقى في مسرح طوكيو للأطفال.

كم مرة زرت فيها الإمارات، وبماذا شعرت في تعاملك مع أهلها؟

هذه هي المرة الثانية، الأولى كانت في نوفمبر/‏ تشرين الثاني الماضي خلال لقاء «سفينة شباب المستقبل»، وكانت زيارتي الثانية في مارس/‏ آذار الماضي من أجل تصوير كليب «الله يا دار زايد».

هل موافقتك كانت بسبب الاهتمام بالثقافة الإماراتية والعربية؟

- نعم، فقد بدأ شغفي بالثقافتين معاً منذ أن أهدتني فتاة يابانية تزوجت من شاب إماراتي يعمل مترجماً، وتعرفا إلى بعضهما بعضاً خلال مشاركتهما في «سفينة شباب المستقبل»، كتاب (Hello from Arab) باللغة اليابانية من تأليفها، روت خلاله تجربة عيشها في الإمارات ووسط الثقافة العربية، كما خصصت أقساماً كاملة من الكتاب للشيخ زايد ومكانته الكبيرة التي جمعت الملايين حول سيرته في المنطقة العربية، والعالم.
وحينما قدمت للدولة في المرة الأولى لاحظت حداثة الإمارات وتطورها اللافت خلال بضعة عقود فقط، وفي الوقت نفسه تمكسها بالتقاليد والتراث الخاص بها بشكل كبير.

كيف كان تفاعلك مع تلك العناصر التراثية مع سكان الإمارات؟

- الحقيقة وجدت الترحاب الشديد والضيافة، وأعترف بأنني عشقت تناول التمور الإماراتية في كل مناسبة، فقد كانت تزين جميع الموائد وطاولات الاجتماعات، كما أنني أخذت معي بعضاً منها لأتناولها في طوكيو برفقة عائلتي.

ماذا عن بدايتك مع أغنية «الله يا دار زايد»؟

- لم تكن تلك ممارستي الأولى للأغنية باللغة العربية، ففي رحلتي الأولى عكف صديق إماراتي ضمن «سفينة شباب المستقبل» على تلقيني أغنية عربية بلهجة إماراتية طوال رحلة الحافلة من جامع الشيخ زايد إلى دبي، وأتقنتها بشدة، لذا أشار إلى إمكانه تلقيني النشيد الوطني الإماراتي، وهو ما حدث بالفعل، وقمت بإلقائه خلال الحفل الختامي لملتقى سفينة شباب المستقبل في دبي، وقد شعرت بتوتر شديد أمام حشد من المجتمع الإماراتي، وصممت على إتقان الغناء العربي في المستقبل، بعد ذلك رغبت بشدة في تكرار التجربة، وسألت عدة أصدقاء عن أغانٍ يمكنني تأديتها، فأرسلوا لي بضع أغانٍ تعبر عن الوطن والشيخ زايد. وقمت باختيار «الله يا دار زايد»، وحينما قلت لهم فاجأوني بأن عام 2018 هو «عام زايد»، لذا سعدت للغاية بهذا.

كيف كان الإعداد للأغنية؟

- كانت فكرتي في مزج الموسيقى التقليدية الإماراتية واليابانية في قالب واحد، فمع «الله يا دار زايد» قمت بدمج أغنية «Furusato» اليابانية التقليدية في الأغنية كرمز للدمج والتواصل الثقافي والموسيقي بين الإمارات واليابان، فالأغنيتان تتوافقان جداً في المعاني، حيث تعبر الأغنية اليابانية عن الاشتياق للبلد خلال البعد عنها، وتروي لمحات من الحياة في الوطن كالصيد، والمرح، وتسلق التلال، وجمال الطبيعة، كما تعبر «الله يا دار زايد» عن الوطن وتعدد محاسنه، وبعدما قمت بالدمج الموسيقي ساعدني رئيسي في دمج الموسيقى والكلمات، لقد كانت المهمة صعبة في البداية لأن كلتا الأغنيتين لها طابع مختلف، ولكننا غيرنا «الله يا دار زايد» قليلاً لتواكب الأغنية اليابانية. ثم سجلت الموسيقى وأداء الأغنية اليابانية فقط، وأجلت أداء الأغنية العربية لأنني لم استطع إتقانها، ثم أديتها بشكل صحيح بعد مجيئي للإمارات بمساعدة فريق العمل.

هل كان الغناء باللغة العربية صعباً عليك؟

- نعم بالتأكيد، فمنذ التجربة الأولى لي كانت المهمة صعبة جداً لاختلاف نطق الحروف وتعارضها الشديد مع مخارج الحروف اليابانية، ولكنني سعيدة بأنني أديتها بشكل صحيح على الرغم من لكنتي اليابانية.

ردود الأفعال

كم استغرق الوقت لإنجاز هذا العمل الفني؟

- نحو 3 أشهر منذ أن ساعدني رئيسي في دمج الموسيقى حتى مجيئي للإمارات وانتهاء التصوير.

كيف كان شعورك من ردود الأفعال بعد إطلاق الفيديو كليب؟

- لا أنكر في البداية كنت متخوفة جداً من ردود الأفعال نظراً للهجتي اليابانية البعيدة تماماً عن العربية، ولكنني فوجئت بانتشار الأغنية اللافت خلال فترة قصيرة جداً، وأحببت ردود الأفعال جداً، فقد كان ينقلها لي أصدقائي بسبب عدم إجادتي قراءة العربية، وأكدوا لي أنهم أجمعوا على حبهم للأغنية التي تجسد حب الشيخ زايد بصوت ياباني للمرة الأولى.

هل ستقومين بالغناء باللهجة الإماراتية مرة اخرى؟

- بالطبع، لن أتوانى عن ذلك، فأنا أعمل حالياً على دراسة اللغة العربية لإجادتها، وسأعمل في الفترة المقبلة على عدة مشاريع وأتمنى أن تنال إعجاب الجمهور مرة أخرى، وبالفعل لن استطيع عمل ذلك سوى بمساعدة أصدقائي الإماراتيين وفريق العمل الرائع. وعلى الرغم من تخصصي وحبي للأغاني الكلاسيكية، إلا أنني منفتحة على أداء الأغاني العربية والإماراتية بكل أشكالها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"