عادي
البيت الأبيض يهدد باستخدام «قانون الانتفاضة» غداة رفض الجيش

اعتقال «قتلة فلويد» يهدئ الشارع الأمريكي

04:38 صباحا
قراءة 3 دقائق

اتهمت النيابة العامة الأمريكية ليل الأربعاء ثلاثة ضباط آخرين من شرطة مدينة مينيابوليس بالتسبب بوفاة جورج فلويد،ووجهت اتهامات جديدة أكثر صرامة ضد الضابط المتسبب المباشر،لتتحقق بذلك مطالب المتظاهرين الذين ملأوا الشوارع في كافة المدن والولايات الأمريكية من الساحل للساحل خلال أكثر من أسبوع.

تم توجيه أخطر تهمة ضد ديريك تشوفين الذي تم تصويره في مقطع فيديو يضغط بركبته على عنق فلويد،ويجب عليه الآن الدفاع عن نفسه ضد اتهامه بالقتل من الدرجة الثانية. وتم اتهام الضباط الثلاثة الآخرين في الموقع للمرة الأولى بالمساعدة والتحريض على القتل من الدرجة الثانية،والقتل الخطأ من الدرجة الثانية، كما تم طرد الأربعة جميعاً من الخدمة . وبعد إدانتهم، يمكن أن يحكم عليهم بالسجن لمدة تصل إلى 40 عاماً.

وقال حاكم مينيسوتا تيم والز إن الولاية والأمة يحتاجان «لاقتناص اللحظة» واستغلال الأحداث الصعبة لمواجهة آثار العنصرية ومنها عدم تكافؤ الفرص التعليمية والاقتصادية.

ويأتي إعلان المدعين العامين بعد تسعة أيام غير مسبوقة في التاريخ الأمريكي الحديث، حيث وقعت احتجاجات سلمية إلى حد كبير في معظم المدن الأمريكية الكبيرة والصغيرة، لكنها شهدت نوبات من العنف بما في ذلك هجمات شرسة على الشرطة وأعمال نهب للمحال التجارية وحرق عمد .

وبعد توجيه التهم الجديدة للشرطيين الأربعة تراجع العنف باحتجاجات أمريكا. وليل الأربعاء،حافظت التظاهرات المنددة بالعنصرية وانتهاكات الشرطة في المدن الأمريكية على زخمها، لكنها شهدت تراجعاً ملحوظاً في أعمال العنف.

واحتشد آلاف المحتجين في واشنطن سكوير بارك في مدينة نيويورك عند إعلان الاتهامات.

وتعرض رجل شرطة لإطلاق نار، وجرح آخر بآلة حادة في بروكلين،بعد ساعات من سريان حظر التجول الذي يهدف لتهدئة الاضطرابات. وذكرت "نيويورك بوست" أن مشتبها به أصيب أيضاً بالرصاص. واعتقلت الشرطة شخصاً في مكان الحادث. وقالت وسائل إعلام إن شرطياً ثالثاً أصيب بجروح في اليد.

على الصعيد الوطني، ألقي القبض على أكثر من عشرة آلاف شخص بسبب الاضطرابات، وفقاً لإحصاءات "أسوشيتدبرس". وسقط اثنا عشر قتيلاً. وشهدت لوس أنجلوس حوالي ربع الاعتقالات، تليها نيويورك ودالاس وفيلادلفيا.

وجمعت جماعة في لوس أنجلوس تسمى صندوق مجلس مدينة الشعب حتى مساء الأربعاء أكثر من مليوني دولار للمتظاهرين المعتقلين من خلال منصة «غو فاند مي» لجمع التبرعات عبر الإنترنت. وقال منظمو جمع التبرعات إن الاموال ستذهب إلى منظمة «حياة السود مهمة» وكذلك نقابة المحامين الوطنية، وهي مجموعة تقدمية تدافع عن نشطاء الحقوق المدنية منذ الثلاثينات.

في كاليفورنيا شارك نجوم الدوري الأمريكي لكرة السلة ستيف كاري وكلاي طومسون مع المتظاهرين في أوكلاند.

واستلقى بعض المتظاهرين على الأرض لتمثيل مقدار الوقت الذي ضغط فيه ضابط شرطة أبيض بركبته على عنق فلويد بينما كان يستعطفه ليتنفس. لكن الشرطة حافظت على سياسة الحياد بشكل رئيسي خلال النهار حتى بعد سريان حظر التجول.

وشهد يوم أمس الخميس انطلاق سلسلة من الأحداث حداداً على فلويد. وعقد أول حفل تأبين بعد ظهر الخميس في منيابوليس في قداس تحدث فيه القس آل شاربتون، زعيم الحقوق المدنية ومحامي الأسرة بن كرومب.

وسينقل جثمان فلويد إلى رايفورد، كارولينا الشمالية، حيث ولد قبل 46 عاماً، لمراسم عرض عام وجنازة عائلية خاصة السبت.

وستكون هناك جنازة كبيرة الاثنين في هيوستن، حيث قضى فلويد معظم حياته، وستتضمن خطباً من شاربتون وكرامب والقس ريموس إي رايت. وربما يحضر جو بايدن، نائب الرئيس السابق والمرشح المحتمل الديمقراطي للرئاسة. وسيتبع ذلك دفن خاص.

من جهة أخرى،وصف الرئيس دونالد ترامب الاتهامات الإضافية لأفراد الشرطة بأنها «لحظة حلوة ومرة، وخطوة مهمة للأمام في طريق العدالة».

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض،كايلي ماكناني،مساء الأربعاء إن ترامب سيستخدم ما يعرف بقانون الانتفاضة «إذا لزم الأمر» للتعامل مع الاحتجاجات المستمرة في الولايات المتحدة .

ويسمح القانون الذي يعود لعام 1807 للرئيس باستخدام الجيش في حالات الانتفاضات والعصيان وعرقلة القوانين في أي ولاية.

وجاء كلام المتحدثة بعد ساعات من تصريح وزير الدفاع الأمريكي مارك اسبر بأنه «غير مؤيد» للجوء إلى قانون الانتفاضة (1807) الذي لوح ترامب الاثنين باستخدامه،وهو قانون يسمح بنشر الجيش في المدن الأمريكية لوضع حد للتظاهرات العنيفة المستمرة منذ أكثر من أسبوع.

وفي السياق أعلن الحرس الوطني الأمريكي أن 30 ألف عنصر منه يساعدون سلطات إنفاذ القانون في 31 ولاية ومقاطعة في التعامل مع الاضطرابات المدنية المستمرة.

إلى جانب ذلك، دافع البيت الأبيض بشدة عن ظهور ترامب أمام كنيسة حاملاً بيده الكتاب المقدس، على خلفية الاضطرابات الاجتماعية والاحتجاجات. وصرحت المتحدثة ماكناني، أن ترامب كان يسعى إلى توجيه «رسالة قوية» وسار على خطى شخصيات عظيمة مثل رئيس الوزراء البريطاني الراحل وينستون تشرشل.

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"