عادي

ساحة التغيير في صنعاء تحتضن ندوة حول ثقافة السلام والتسامح

04:11 صباحا
قراءة 5 دقائق

أجمع المشاركون في ندوة التغيير وثقافة التسامح التي نظمتها مؤسسة تمكين للتنمية في ساحة التغيير بالعاصمة اليمنية صنعاء، على أن الثورة الشعبية تحمل رسالة سلام وتسامح منفتحة على القيم الإنسانية كافة . واعتبر المشاركون أن بناء الدولة المدنية الحديثة يكتمل على أسس المواطنة المتساوية التي تمثل حجر الزاوية في ضمان التسامح السياسي والاجتماعي والابتعاد عن توظيف الدين في المجال السياسي . وشددوا على ضرورة تعزيز ثقافة التسامح كسلوك مجتمعي في المجالات المختلفة ونبذ التعصب والعنف .

وتحدث نقيب الصحافيين اليمنيين السابق عبدالباري طاهر عن التسامح السياسي الذي يقتضي القبول بالآخر، وقال إن هناك حكمة هندية تقول: إذا اجتمعت البشرية على رأي فليس من حقها أن تفرض هذا الرأي على شخص واحد، مشيراً إلى أن القبول بالآخر والتنوع والتعدد هي الأساس في هذا التسامح، ولكن التسامح بالمعنى السياسي لا يمكن أن يتحقق إلا بدولة مدنية، دولة لا يسيطر عليها الإسلام السياسي ولا القبيلة ولا العسكر ولا حزب .

وأكد طاهر في مداخلته المعنونة بالتسامح السياسي أنه لابد أن تكون الدولة بطبيعتها المدنية متعددة ومتنوعة تقوم على دستور ينص على التعددية ويقبل بالعهود والمواثيق الدولية . وقال إن القبول بالدستور يتجلى ويتجسد في هذه الدولة المدنية، ضارباً المثل في اليمن حيث يقبل الدستور بالتعددية والتنوع والتداول السلمي للسلطة، لكن الحاكم وبعد 33 عاماً من الحكم يتكلم عن الانتخابات والتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الإنسان، نجد النص الدستوري في واد والقوانين والمواثيق التي التزم بها الدستور في واد والممارسة والسلوك في واد آخر .

واعتبر أن التسامح السياسي يتجسد بثلاثة أشياء هي النص في الدستور على التنوع والتعدد والتداول السلمي للسلطة والالتزام فعلاً وقولاً بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مشيراً إلى أن تكرار انتخاب الحاكم نفسه ليس تداولاً سلمياً للسلطة وليس له علاقة بالتسامح السياسي .

وحسب طاهر فإن التسامح السياسي لابد أن يتجلى بوجود تعددية سياسية حقيقية داخل الأحزاب والشخصيات العامة لمؤسسات المجتمع المدني، لكي يستطيع الرأي العام أن يقضي على الفساد والاستبداد ويحاكم الحاكم كأجير للشعب وليس مندوب العناية الإلهية، مشيراً إلى أن اليمن وضعه شائك يأخذ الجانب الشكلي في التسامح السياسي، وعلى الصعيد العملي فيه جبروت وطغيان وانفراد بشخص الرئيس الذي أصبح يهيمن على كل مفاصل السلطة .

وعن محور التسامح الاجتماعي تحدث أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء الدكتور عادل الشرجبي قائلاً إن المجتمع اليمني كان متعايشاً ويحتكم إلى القيم الاجتماعية والتجانس، وأضاف: كان اليمن يعيش بتجانس، لكن الدولة في الوقت الحاضر هي التي تبذر الشقاق السياسي والاجتماعي، ورغم أن الدستور اليمني بالمادة رقم 110 يلزم رئيس الدولة بالحفاظ على الوحدة الوطنية، إلا أنه يعمل على خلق صراعات وخلافات بين قبائل اليمن، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام الرسمية عملت خلال الحروب الست في محافظة صعدة على بذر كراهية اجتماعية بين فئات المجتمع من خلال الحديث عن الروافض وتحريض قسم من المجتمع على قسم آخر .

واتهم السلطات اليمنية بخلق الشقاق بين فئات المجتمع وقال: يفترض أن تكون مهمة السلطة ربط المجتمع مع بعضه البعض لا أن تبذر الشقاق، مبرراً ذلك بأن بقاء السلطة يعتمد على تفرغ وتجزئة المجتمع، مضيفاً أن سقوط الديكتاتوريات لا يتم إلا بتوحد المجتمع وتلاقي أهداف المجتمع المختلفة .

وزاد قائلاً إن السلطة في الوقت الراهن تتساءل كيف يلتقي حزب إسلامي كحزب التجمع اليمني للإصلاح مع الحزب الاشتراكي الشيوعي والزيدي مع الشافعي وهو ما يقلقها لأن السلطة الظالمة لا تستطيع أن تعيش إلا إذا قسمت وجزأت المجتمع، مؤكداً أنه لا يمكن إسقاط السلطات الظالمة إلا بوجود تسامح اجتماعي بين أفراد المجتمع .

وحيا الشباب كافة الذين ينتمون إلى مختلف أقسام هذا المجتمع من اشتراكيين وناصريين وحوثيين وإصلاحيين وإسلاميين ومستقلين، وقال: لولا اتحادهم لما استطاعوا الاستمرار بإسقاط شرعية النظام .

من جهته تحدث مدير مؤسسة شركاء المستقبل عبدالاله سلام عن التسامح الثقافي، معتبراً أن التسامح بشكل عام هو التصافي لا العداء، وفي العرف الشعبي أن المتسامح هو الذي لا يحمل حقداً ولا غلاً لأحد، وأضاف سلام أن هناك العديد من الآليات والأدوات لتنمية قيم ثقافة التسامح منها القيم الاجتماعية كعنصر من العناصر الهامة في بناء الشخصية للفرد، والاهتمام بمجال اكتساب القيم، والعلاقة بين القيم السائدة والمستوى الاقتصادي والاجتماعي من حيث الاعتماد المتبادل بين الشخصية والبنية الاقتصادية، وضرورة إحداث تغييرات عميقة في الضمير الإنساني، وقيم حرية التعبير الحقيقية، وتنمية قيم التسامح لدى الطلاب والتركيز على دور المؤسسات التربوية والتقييم المستمر لجهودها في غرس ثقافة التسامح، أنسنة التشريعات ومناهج التعليم وإقامة العدل والمساواة وتفكيك نزعات التباغض، إضافة إلى قيام الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والنخب الثقافية بنشر ثقافة حقوق الإنسان والتشجيع على التعددية وتدعيم هيئات المجتمع المدني والانفتاح على القيم الثقافية الكونية وتقريب هذه المعاني من الأذهان وتحبيبها .

وخلص إلى القول إن التعايش والسلام الاجتماعي لن يتحققا في ظل غياب ثقافة التسامح ونبذ مخلفات الماضي التي ما تزال تعكس نفسها على سلوك الدولة والمجتمع الحديث .

وعن التسامح الديني تحدث العلامة يحيى الديلمي عن تسامح الدين الإسلامي الحنيف، وقال إن الرسالة المحمدية تنص على التسامح الديني والسياسي، مشيراً إلى أن المسجد دار العلم والمعرفة،لكنه أصبح ساحة للتناحر والشقاق بين المسلمين . وأضاف أن الإسلام ضبط السلوك اليومي للإنسان من عدم مضايقات الآخرين وغيرها من الحياة اليومية التي يتخذها المسلم سلوكاً، مبيناً أنه جاء مناقضاً للأفكار التكفيرية المتطرفة .

تحالف جديد بين المعارضة والمنشقين عن الحزب الحاكم

صنعاء - الخليج:

عقد في العاصمة اليمنية صنعاء اجتماع أحزاب اللقاء المشترك وشركائهم مع تكتل العدالة والبناء، كرس لمناقشة التعاون المقبل بين الطرفين .

وأكد بلاغ صحافي أن التنسيق بين الطرفين يأتي في ظل الظروف الصعبة والدقيقة التي تمر بها بلادنا وحرصاً على توحيد الجهود بما يحقق مطالب وطموحات وتطلعات جماهير الشعب اليمني العظيم المرابط في ساحات الحرية والتغيير . وأشار البلاغ إلى أن اجتماعاً عقد بين ممثلين عن أحزاب اللقاء المشترك وشركائهم وتكتل العدالة والبناء الذي تم الإعلان عنه خلال الأيام القليلة الماضية إثر انشقاقه عن حزب المؤتمر الشعبي العام، تم فيه مناقشة الأوضاع التي تمر بها البلاد، وأن المجتمعين أمدوا دعمهم وتحيتهم لجماهير الشعب اليمني العظيم في جميع ساحات الحرية والتغيير وتأييدهم لكل مطالبه في التغيير وبناء دولة المؤسسات والقانون، ووجوب أن تلبي المبادرات مطالب الشعب اليمني وتحقيق أهداف الثورة الشعبية، إضافة إلى العمل على تكوين ائتلاف وطني واسع يدعم جهود الشعب اليمني وإنجاح ثورته وتحقيق جميع أهدافها .

شباب حضرموت يدعون إلى تنفيذ عصيان مدني يومين في الأسبوع

صنعاء - الخليج:

تبنى شباب التغيير بحضرموت دعوة لتنفيذ عصيان مدني جزئي في المحافظة، ودعا أبناء المحافظة كافة منظمات المجتمع المدني للبدء في تنفيذ هذا العصيان الجزئي يومي الاثنين والأربعاء من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً من كل أسبوع . واعتبر الشباب في بيان أن العصيان المدني يعد أرقى صور التمرد والمقاومة والرفض والاحتجاج وينفذ بشكل تعاوني جماعي لإجبار السلطة على الانصياع لمطالب المحتجين . وأكد شباب التغيير أن كل فرد يسهم في إنجاح هذا العصيان يخوض معركة وطنية يدافع فيها عن أهله وشعبه وبلده ومستقبل أولاده وحفظ خيرات وطنه، وأن هذه الدعوة ليست ملكاً لجهة أو حزب أو أيديولوجية معينة أو طائفة أو مذهب أو تجمع فهو خروج لكل اليمنيين على اختلاف انتمائهم وأفكارهم وطبقاتهم للتعبير عن رفض النظام الفاسد والظلم والذل والإهانة وللدفاع عن حقوقهم في اختيار حياة حرة كريمة ديمقراطية .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"