عادي
إطلاق النار بالإسكندرية على من يخفي مريضاً

الطاعون يحصد الآلاف في مصر والمغرب

02:36 صباحا
قراءة 10 دقائق

قبل سنوات عدة، عرض في دور السينما فيلم جودزيلا ويتحدث عن وحش يختبئ في أحد الأنهار، ويظهر فجأة ليهاجم المدن ويدمرها، ويعود ليختفي في النهر، وفجأة يظهر من جديد بعد أن يطمئن الناس إلى أن هذا الوحش اختفى ولن يعود مرة أخرى . ووباء الطاعون كان جودزيلا القرون الماضية، فلا يكاد يختفى من مكان ما بعد أن يضربه ويدمر كل شيء فيه، حتى يعود بقوة في مكان آخر ليضرب من جديد، تعالوا بنا نرى ماذا فعل في مصر والمغرب خلال القرون الماضية واخترنا البلدين العربيين لأنهما كبيران في المساحة وعدد السكان، لنرى تأثير هذا الوباء .

هجم وباء الطاعون على مصر خلال فترات متعددة، فخلال الفترة من أكتوبر/ تشرين الأول 1347 ويناير/ كانون الثاني ،1349 لقي نحو200 ألف مصري حتفهم على طريق القوافل الذي يربط ما بين القاهرة وبلبيس . وقيل إن الجثث كانت تتناثر في كل مكان على طول الطريق، ومع وفاة أو هروب آلاف العمال، انهار انتاج الحرير والقطن طويل التيلة، ونتج عن ذلك أن ألف فدان فقط كان يزرع عام 1389 في الأقصر من بين 24 ألف فدان من الأراضي الصالحة للزراعة التي كانت تنتج المحاصيل قبل عام 1347 . وأتى الطاعون والمجاعة على الأخضر واليابس بين 1347 و،1349 ولكن بعد ذلك بسنوات عدة، عادت معظم قرى الدلتا البالغة 2300 قرية تنتج القمح والمواد الغذائية الأخرى المطلوبة، وفي زمن الطاعون، كان على المماليك الغرباء الذين يحكمون مصر أن يتخذوا قرارات فردية عن كيفية التعامل مع المرض، ففي عامي 1347-،1348 هرب العديد من المماليك بقيادة سلطان صغير يبلغ من العمر أحد عشر عاماً من القاهرة إلى القرى الأخرى الخالية من الطاعون شمال المدينة، ولكن معظمهم فضلوا البقاء في القلعة للدفاع عن مصالحهم ضد المماليك المنافسين . وربما لم تكن فكرة البقاء جيدة، فقد لاحظ المعاصرون وفيات مرتفعة من الطاعون بدرجة غير عادية بين نزلاء القلعة، وانخفض عدد المماليك من 10 آلاف مملوك سنة 1346 إلى ما بين 5 و6 آلاف وقت غزو الأتراك عام 1517 . وضرب الطاعون أيضاً الأديرة التي كان الاقباط ينعزلون فيها عن الناس للعبادة، حيث كانت أديرة مثل دير القديس انطونيوس في الصحراء الشرقية وفي وادي النطرون في صحراء غرب النيل المعاقل الحقيقية لعقيدتهم، وكانت طريقة بناء الأديرة تناسب بشكل جيد الاحتياجات الغذائية للفئران الحاملة للبراغيث حيث كانت توجد طاحونة للدقيق بالقرب من أماكن معيشة الرهبان، وضربت هذه الأماكن بشدة بالطاعون، وفي حين كان يوجد 100 دير معزولة بعيداً في صحاري مصر عام 1346 كانت سبعة منها فقط تعمل عام 1450 . وخلال عامي 1695-،1696 هجم الطاعون على مصر بقوة، ونظراً للالتزام الديني عند كثير من الناس، حث رجال الدين على التعاون ولمواجهة تلك المحنة، وكان الأصدقاء والجيران يزورون المصابين بالطاعون ويساعدون في اطعامهم وغسلهم، وكان يتم تجهيز المتوفين ونقلهم إلى المقابر بصحبة مواكب كبيرة من المعزين . ووفقاً لما قاله المؤرخ الجبرتي، فإن العديد من الأثرياء وكبار التجار كانوا يشاركون في تلك الأعمال الخيرية، ويساعدون بصفة شخصية في دفن عدد كبير من الموتى بالطاعون، واعتقد كثير من الفلاحين والقرويين الأميين أن هذا المرض له علاقة بالجن وترتب على ذلك فرار الكثير منهم إلى القاهرة حيث كان هناك نقص مزمن في العمالة . وخلال السنوات الخمسين بين 1750 و1800 لقي عدد كبير من المصريين حتفهم بسبب المرض، ففي عام 1791 انتشر الطاعون في مصر وأشار إليه الجبرتي وكان من ضحاياه الشيخ مرتضى الزبيدي صاحب كتاب تاج العروس ثم طاعون عام 1792 وطاعون عام 1800 الذي حدث أثناء الحملة الفرنسية على مصر، وفتك بمناطق الصعيد خاصة أسيوط . ويقول الجبرتي حول ذلك الطاعون: فلما ظهر الوباء انزعج الفرنساوية من ذلك، وجردوا مجالسهم من الفرش، وكنسوها وغسلوها، وشرعوا في عمل كرنتيلات، وأمروا بحرق الثياب التي على أجساد الموتى من الوباء، كما ضرب الوباء مصر مرة أخرى عام ،1823 وعندما أصبح محمد علي باشا حاكماً على مصر في أوائل القرن التاسع عشر، اهتم بالرعاية الصحية، واستقدم أطباء أوروبيين يتقدمهم الدكتور كلوت، وفي عام 1827 أسس كلوت ومحمد علي المستشفى التعليمي الأول على النمط الأوروبي في مصر وهو مستشفى قصر العيني، وفي عام 1830 تخرج أطباء القصر العيني وذهبوا للعمل في العيادات القروية، وبعد أربع سنوات ضربت مصر نوبتا طاعون، ففي عام 1834 فرض محمد علي حجراً صحياً بحرياً على السفن التركية، فلم يدخل الطاعون مصر، وبعد ذلك، وللتعامل مع مشكلة الأفراد والبضائع القادمة من موانئ الشرق الموبوءة بالطاعون، قام بتأسيس مستشفى للأمراض المعدية بدمياط، وعلى الرغم من احتياطات الحجر الصحي التي اتخذت، دخل الطاعون الموانئ المصرية الواقعة على البحر الأبيض المتوسط، وضرب محمد علي كردونا صحياً وقامت الشرطة والجيش بحبس ضحايا الطاعون في مستشفيات الأمراض المعدية وحرق متعلقاتهم الشخصية، وأخذت الحالات الاجتماعية في الاعتبار، فأهالي الاسكندرية من الطبقة المتوسطة أو العليا الذين يشتبه في مرض أحد أفراد أسرهم كان يتم ترحيلهم مع عزل أهل البيت، وفي المقابل كان يتم تجميع أسر الطبقات الفقيرة بالكامل المشتبه في إصابة أحد أفرادها بالطاعون ليلاً ونقلهما إلى مراكز الحجر الصحي على حافة المدينة، وكان الرصاص يطلق على الفور على أرباب الأسر الذين لم يقوموا بالإبلاغ عن مرض أحد أفراد الأسرة بالطاعون وغضب أهالي الاسكندرية من مفهوم النظام الذي طبقه محمد علي عندما ظهر الأطباء الغربيون وكأنهم يأمرون الأطباء المسلمين بفعل أشياء تتنافى مع الشريعة الإسلامية، واعترضت مجموعات من الأهالي سبيل الجنود الذين كانوا يأخذون الناس تحت جنح الظلام وكانت النتيجة قتل بعض الأفراد رمياً بالرصاص مما روع كل أهالي المناطق المحيطة، وتم تجميع المزيد من ضحايا الطاعون وأسرهم، وبدأت بعض الأسر وكنتيجة لتلك الإجراءات بحفر مقابر لموتاهم في ساحات دورهم أو ترك الجثة في أحد الشوارع البعيدة بحيث لا يمكن التعرف إليها وبذلك يجنبون الأسرة العقاب، وفي النهاية لم يأت تطبيق هذا النظام بالنتائج المرجوة، وخلال عام 1837 توفي ما يقارب 75 ألف شخص في القاهرة و125 ألفاً في بقية محافظات مصر، وعلى الرغم من الإعاقات التي سببها الأوروبيون لمحمد علي انتشر الطاعون في شمال مصر عام ،1841 إلا أنه أخذ زمام المواجهة هذه المرة، فكان يصاحب أطباء الطاعون الأجانب كتائب من الجنود، ولكن الأهالي كانوا غير متعاونين، ففي فبراير/شباط 1841 قابل 300 شيخ من شيوخ القرى محافظ الغربية بالدلتا وأكدوا له أن فلاحيهم التابعين لهم لا توجد بينهم إصابات بالطاعون، وكان هذا كذباً واضحاً، فبعد أيام عدة علم أن 650 شخصاً وهو نصف سكان إحدى قرى الغربية ماتوا بالفعل بسبب المرض، وفي قرية أخرى اكتسحها الطاعون، قتل بعض الناجين من الوباء الجنود الذين أرسلهم محمد علي ومنعوا القوات التي قدمت في ما بعد من استرداد جثث زملائهم، وتم فرض تدابير ضد الطاعون في غاية القسوة، ففي أية قرية مشتبهة فيها، كان الفصل يتم بين الضحايا الأحياء وأفراد الأسرة الأصحاء، وكان المصابون يوضعون في مراكز العزل، وكانت القرية التي يوجد بها إصابات تحاط بأكملها بكردون صحي يحرسه جنود أعطوا أوامر بإطلاق النار عند الضرورة، وفي داخل القرية كانت تحرق ملابس ومتعلقات المتوفي بالطاعون، وكان يتم ترحيل جميع الفلاحين الآخرين، ويفصلون بحسب الجنس ويوضعون في حمامات عامة لتنظيفهم وتطهيرهم، وبمواجهة السفن القادمة من موانئ البحر الأبيض المشتبه فيها، بدا أن تدابير محمد علي نجحت هذه المرة، فقد تناقص الطاعون وكانت النوبة الأخيرة في أكتوبر/ تشرين الأول 1844 ثم انقطع بعد ذلك .

رأينا في ما سبق ماذا فعل الطاعون في المدن المصرية خلال فترات متعددة، أما المغرب ذلك البلد البعيد من المشرق العربي والقريب من أوروبا، فقد أصيب بذلك الوباء الفتاك عدة مرات وكانت أشد نوبات الوباء هي التي حدثت بين 1521 و1523 واستمرت سنتين، ثم خلال عامي 1557 و،1558 والوباء الكبير عام 1596 والذي استمر حتى عام ،1610 ووباء عام 1626 واستمر حتى عام ،1631 وصاحب انتشار الطاعون حدوث مجاعة بين السكان، وكان وباء عام 1521-1522 فتاكاً وانتشر على إثره القحط ما تسبب في إندلاع أعمال عنف وفوضى دفعت بكل مجموعة أو قبيلة أو أسرة إلى البحث عن حلول خاصة بها فيما يقع لها من محن ومصاعب، فالوباء أدى إلى تأثر بنية الدولة والمجتمع، وضعفت قوة الجيش، وظهرت ميول انفصالية لدى كثير من الجماعات، وأدى الطاعون خلال نوباته المتعددة على المغرب إلى وجود فراغات بشرية، حيث رحلت بعض القبائل عن مواضعها لتحتل مناطق جديدة، وتصبح المناطق التي هجرت ملاذاً للصوص وقطاع الطرق . وسجل المؤرخ البرتغالي برناردو رودريكس الذي كان شاهد عيان على الطاعون والمجاعة التي أصابت بلده والمغرب عام 1521 ملاحظاته قائلاً: عرفت شبه جزيرة أيبريا من قبل سنوات عجافاً عديدة انتشرت خلالها المجاعة وتفشي وباء الطاعون، غير أن معاناة الناس لم تصل إلى ما وصلته سنة ،1521 ومع أن عدداً كبيراً من سكان شبه جزيرة أيبيريا ماتوا، فإن ما وقع في إفريقيا بسبب الجوع والوباء كان أكبر بكثير، فقد مات الآلاف منهم، لا سيما في مملكتي فاس ومراكش المجاورتين لنا، لقد اختطف الوباء والجوع أعداداً لا تحصى من الأرواح إلى حد أنه لم يبق من ال40 ألف فارس الذين اصطحبهم ملك فاس لمحاصرة أصيلا سوى 3000 فارس بعد أن مات الآخرون مع خيلهم وجمالهم ومواشيهم، وما حدث من معاناة في مدن آسفي وآزمون الذين لم يكونوا قبائل تعوزها حماية سلطة مركزية تنظم أمورها، فقد اضطروا تحت وطأة الجوع الذي خلف الوباء إلى المجيء بأعداد كبيرة ليعرضوا أنفسهم للبيع على أصحاب السفن مقابل اطعامهم، فقد كان الأب يبيع أبناءه والأخ يبيع إخوته وهو ما لم يشاهد مثله من قبل ولم يسمع عنه أحد، وفقدت مملكتا فاس ومراكش في تلك المجاعة آلاف البشر، وفي أعوام 1533 و1537 اجتاح الطاعون مملكة فاس مرة أخرى، ويقول الكولونيل بيير دي بيتون مبعوث ملك فرنسا الذي زار مملكة فاس عام 1533 أعلمني قائد جيش مملكة فاس أن والدة سلطان المملكة وأخويه أصيبوا بالطاعون، وطلب مني التوجه إلى فاس وكذلك فعلت، وأصيب الكولونيل نفسه ورفاقه بالوباء، ولم تكتب النجاة إلا له وحده، وفي عام 1553 هاجم الطاعون الجزائر ويحتمل أنه انتقل إليها من تركيا، فأهلك في ذلك العام 9 آلاف شخص وعرف باسم طاعون بركباشي وامتد إلى مدينة وهران الجزائرية، ثم عصف بالساحل الجزائري ما بين أعوام 1555 و،1557 ثم تسرب إلى المغرب حيث انتشر في جبال الريف المغربي عام ،1557 وفي يناير/كانون الثاني 1558 هجم الوباء على فاس، وفر معظم سكانها إلى القرى والمدن الأخرى، واهلك ذلك الوباء من الطائفة اليهودية فقط 1640 شخصاً، وكان ذلك الوباء يوقع في فاس ما بين 1000 - 1500 ضحية يومياً، ثم انتقل الطاعون إلى المدن الأخرى، واصيب مفتي مدينة مراكش بالوباء وتوفي من جراء الإصابة، وعاث المرض في مراكش ولقي الآلاف مصرعهم، ولو حصرنا الإصابة بالطائفة اليهودية، فقد فاقت الإصابات لهم ما حدث لمثلائهم في فاس، حيث لقي 7500 يهودي مراكشي مصرعهم جراء الوباء، ويقول مصدر برتغالي إن وباء تلك السنوات أدى إلى هلاك 300 ألف مغربي، وفي عام 1590 انتشر في الجزائر وباء جديد سمي طاعون البوم وكان يهلك فيها 200 - 500 شخص يومياً واستمر حتى عام ،1592 ثم هجم الوباء من جديد عام 1597 - ،1598 وكان ذلك الهجوم ماحقاً، ففي عام 1598 كان يموت كل يوم في فاس 1000 شخص وفي مراكش 2000 شخص، وربما تكون هذه الأرقام مبالغاً فيها، ولكن على أية حال كانت هناك أعداد كبيرة من الضحايا، ويشير أحد المصادر الاسبانية إلى أن ضحايا الوباء في ذلك العام بالمغرب وصل إلى 450 ألف شخص، وتقرر منع الاتصال بجميع أشكاله مع المغرب، ومات في ذلك الوباء الكثير من فقهاء وعلماء وأعيان فاس، وكان من ضمن الضحايا أيضاً سفير إسبانيا، وهناك رسالة من ملكة إسبانيا اليزابيث إلى أحمد المنصور سلطان مراكش تصور لنا ما حدث خلال انتشار الطاعون في مراكش عام ،1598 تقول الرسالة لما وصل رسولنا إلى ساحل بلاد البربر، رأى ما هي عليه من فراغ وكثرة الوفيات في سائر الأنحاء من مملكتكم، وتكالبها مع الأخطار التي كانت تحف بالطرق، وعلم من مصدر موثوق أن جلالتكم الشريفة تركتم قصوركم الحصينة في مراكش بسبب الوباء وأنكم تقيمون في الضواحي، منتقلين على الدوام من مكان إلى آخر لحفظ السلامة لشخصكم فرأى رسولنا من الأفضل أن يعود أدراجه بتلك الرسائل .

كانت هناك موجة جديدة من مرض الطاعون ابتداء من عام ،1601 حيث أوقع الوباء ضحايا جدداً، وفي العام الثاني 1602 تفشى الوباء في منطقة سوسة، وواصل الوباء انتشاره عام 1603 حتى وصل إلى المغرب وواصل تقدمه عام 1604 واصيب به مجموعة من جنود السلطان أحمد المنصور حيث هلك منهم 300 شخص، واستمر الطاعون يحصد ضحاياه خلال عامي 1605 و1606 وصاحب ظهور الوباء انتشار المجاعة، وكان عدد ضحايا المجاعة يقارب 3 آلاف شخص وحدث قحط شديد حيث بيع كيس القمح بأربع أوقيات واللحم بثلاثة ارباع الأوقية والسمن بثماني أوقيات ونصف الأوقية، وكتب أحد المسؤولين في مراكش تقريراً بتاريخ 18 مايو/ أيار 1606 يقول فيه تكالب الطاعون والقحط على الناس بكل شراسة بحيث يهلك بسببها في هذه المدينة وحدها في كل يوم ما بين 900-1000 شخص وانحدرت البلاد إلى بؤس شديد، وهلك من الجوع خلق كثير .

وانتشر الوباء في كل بلدان المغرب العربي، حيث تفشى فيما بين عامي 1602 و1603 في الجزائر ثم عاودها عام 1605 واستمر بها 7 أشهر، فكان يموت من الوباء 700 شخص يومياً، ورافق الطاعون في تونس القحط في ما بين أعوام 1604 و1606 وعرف بإسم وباء بوريشة، وكان الوباء قد عم في تلك السنوات معظم البلدان الأوروبية والامبراطورية العثمانية، وكان الباب العالي نفسه من ضحاياه عام 1603 . (2)

هوامش

(1) شلدون واتس، الأوبئة والتاريخ، المرض والقوة والإمبريالية، ترجمة وتقديم أحمد محمود عبدالجواد، المركز القومي للترجمة، القاهرة، الطبعة الأولى ،2010 ص 106-134

(2) برنار روزبنرجي وحميد التريكي، المجاعات والأوبئة في مغرب القرنين 16 و17 ترجمة عبدالرحيم حزل، دار الأمان، الرباط، ط2،0102

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"