عادي
يعشق الرياضة وركوب الخيل والسفر

أحمد الدربي: نصف حياتي ل«شعبية الكرتون» والثاني لعائلتي

00:53 صباحا
قراءة 5 دقائق

حوار: أمنية صدقي

شخصية كرتونية جميلة تدخل بيوت الأسرة الخليجية والعربية في شهر رمضان من كل عام، لترسم الابتسامة على وجوه الكبار قبل الصغار، إنه الفنان أحمد الدربي، أو «بومهير»، أحد أبطال السلسلة الفكاهية الرمضانية «شعبية الكرتون» التي تعالج قضايا آنية يعيشها المجتمع الإماراتي المعاصر، ومعظم البلدان العربية. فهو يحب أن يعيش وراء رسمة متحركة من دون أن يكشف عن نفسه لجمهوره الذي يكن له الكثير من الحب والتقدير، ويترك ما تبقى من وقته لحياته العملية والأسرية التي يسعد بوجوده وسطها.
عن حياته، وأعماله كان هذا الحوار..
* يعرفك الجمهور على شاشة التلفزيون في السلسلة الفكاهية الرمضانية «شعبية الكرتون» باسم «بومهير»، لكن ما اسمك الحقيقي؟
- اسمي الحقيقي أحمد الدربي، وأتقمص دور الشخصية الكرتونية «بومهير» منذ 10 سنوات، في سلسلة «شعبية الكرتون» الفكاهية التي تعرض في القنوات الإماراتية في شهر رمضان من كل عام.
* كيف التحقت بعالم التمثيل الكرتوني لأول مرة؟
- أول ما شاركت في شعبية الكرتون لم أكن فناناً، كنت فقط أمتلك الموهبة وأحب الفن، وقصة دخولي إلى عالم الفن جاءت مصادفة عن طريق صديق لي اسمه محمد أحمد، الذي يتقمص شخصية «أم سليمان»، والذي كان يعرف أنني كثير الفكاهة والمرح والمزح، فقال ذات يوم: تعالى معي، سألته إلى أين؟ قال: إلى شعبية الكرتون، وهو ما يعرف حالياً بحي «هور العنز»، ولم تكن لدي أدنى فكرة عن أنني ذاهب لأقابل شخصيات تلفزيونية، أو أنني سأختبر لأول مرة لأكون فناناً. فسألته: أين تأخذني؟ فقال: عند أحد الأصدقاء، وهو مخرج سينمائي يبحث عن شخص فكاهي متمكن من اللهجة البدوية المحلية مثل لهجة أهل الخوانيج والعوير ومشرف. ووصلنا إلى الاستوديو وقابلت المخرج حيدر محمد، فبدأ يسألني ويتحاور معي من أجل أن يقيم مدى قدرتي على إتقان اللهجة المحلية البدوية، ثم قال لي: ادخل غرفة التسجيل وسنجربك على الميكروفون. ودخلت الغرفة إلى جانب أخي وصديقي الفنان شامبيه، الذي ألقى مقطعاً صوتياً على أن أرد عليه باللهجة البدوية، وحين نطقت الجملة الأولى قال لي المخرج أنزل الميكروفون، فقلت في نفسي: لم يعجبهم أدائي، لكنه بادرني: أنت من نبحث عنه. ومنذ ذلك اليوم وأنا معهم لنطل على الجمهور في شهر رمضان المبارك كل عام.
* كيف تمكنت من النجاح في تقمص الشخصية الكرتونية لأول مرة ولم تكن تمتلك أدنى خبرة في هذا المجال؟
- صحيح أنني لأول مرة أمثل في مسلسل فكاهي كرتوني، لكني منذ البدايات تمكنت من النجاح في تقمص الدور، وكان ذلك بمساعدة فريق العمل وعلى رأسهم المخرج، وسنة بعد سنة أصبحنا نحن الممثلين نستطيع أداء الأدوار حتى وإن كان المخرج غائباً، إذ لا يحتاج الأمر إلى أن يتقيد كل واحد منا بالنص ليكون العمل ناجحاً. لكن على الرغم من قدرتنا على العمل في غياب القائد حيدر، فإننا نعتبر حضوره الدائم ضروري مثل وجود النقاط على الأحرف، لأنه هو المستمع الأول لنا والناقد لعملنا، وأي ملاحظات يراها مناسبة لا نتأخر في تطبيقها، حتى ولو تطلبت منا الإعادة 20 مرة، ولا نتوقف إلا بعد أن نصل إلى المطلوب.
* حدثنا عن شخصية «بومهير»، من اختارك لأدائها؟
- عندما التحقت بفريق «شعبية الكرتون»، وجدت أنهم يبحثون عن اسم بدوي قديم، ومن بين عدد من الأسماء اخترنا «بومهير» وتقمصت شخصية هذا الاسم، فيما وزعت الأدوار الأخرى على الزملاء، وكان ذلك باختيار المخرج، وفي إحدى السنوات مثلت دور «بخيت» شقيق «بومهير» الذي برز سنة واحدة واختفى من الأدوار. أما عن شخصية بومهير في المسلسل؛ فهو الرجل البدوي الطيب الذي يحبه الجميع، لكنه انفعالي وعصبي في حالة اكتشافه أخطاء أصدقائه.
* بماذا تميزت «شعبية كرتون» هذا العام؟
- «شعبية الكرتون» في كل سنة تحمل رسالة اجتماعية مرتبطة بالزمان والمكان، كلها مواعظ وعبر، وتتطرق إلى القضايا الآنية التي يعيشها الشباب في المجتمع الإماراتي، وهذه السنة تنوعت موضوعاتها بين الاستعمال الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي وعواقبه على الفرد داخل أسرته ومحيطه، والتعامل مع المؤسسات غير المرخصة وما يترتب عنه من عقوبات قانونية، وتعدد الزوجات والمشكلات التي تنجم عنه في حال عجز الزوج عن التوفيق بينهن، وعن السرقة وعواقبها، والطمع، والكثير من الأشياء التي نلاحظها في حياتنا اليومية.
* كم من الوقت تمنح «شعبية الكرتون» حتى تكون جاهزة للأمسية الرمضانية؟
- قبل أن أفكر في أي شيء أو أن أكون فناناً مشهوراً وناجحاً، أفكر كيف تكون الطبعة الجديدة من كل سنة ناجحة، أقول هذا لأنني أصبحت مدمناً على شخصية «بومهير»، ف«شعبية الكرتون» تأخذ نصف حياتي، وفي السنة ننجز 15 حلقة بمعدل حلقة في الشهر، والباقي يكون في وقت ضيق جداً ويتطلب مجهودات كبيرة وخارقة حتى نكمل المخطط الرمضاني الذي يغطي نصف الشهر.
* لماذا لا تكون الحلقات بعدد أيام رمضان ما دمتم تخصصون شعبية الكرتون لهذا الشهر الكريم، أي 29 أو 30 حلقة؟
- لا نستطيع أن نسجل حلقات بعدد أيام رمضان، وهي معجزة أن نسجل 15 حلقة في السنة، لأن المسلسل يحتاج إلى سيناريو ورسم وتسجيل صوتي، وبعدها يرسل العمل إلى شركة إنتاج في الهند للمونتاج، وهذا كله يكلفنا الكثير من الوقت.
* بعد نجاحك في «شعبية الكرتون»، هل مثلت في أعمال أخرى؟
- على الرغم من العروض الكثيرة التي جاءتني للتمثيل في الأفلام السينمائية غير الكرتونية، فإنني رفضت لأنني مثلما قلت لكم؛ «شعبية الكرتون» تأخذ حياتي ومن الصعب أن أوافق على العروض لدى جهات أخرى وأعطي حياتي كلها للتمثيل، فأنا خصصت النصف لشعبية الكرتون والنصف الثاني لعائلتي وحياتي الخاصة. ولم أوافق على شخصية «بومهير» إلا لأنها تمثل أحمد البدوي الذي تربى عند الأجداد وأخذ منهم كل ما له صلة بالتراث وبالجمل والصحراء، وعلى الرغم من التطورات التي حصلت في دبي فإنني ما زلت محافظاً على ما اكتسبته وتعلمته.
* وكيف يعيش أحمد الدربي حياته؟
- أنا شخص اجتماعي أحب التواصل مع الناس، وهذا الشيء يميزني منذ الصغر، فكنت أرافق جدي وأجالس الكبار، وأسمع قصصهم وأذهب إلى أقراني أحكي لهم ما سمعت وتعلمت، وكبر هذا الطبع معي، فتجدني أحب الحديث والأخذ والعطاء. أما عن يومياتي؛ فهي النهوض يومياً في وقت مبكر لأتوجه إلى عملي، وبعد عودتي إلى البيت أتناول الغداء مع أهلي وأجلس معهم إلى ما بعد صلاة العصر، ثم آخذهم ونتوجه نحو المزرعة، وبعد صلاة المغرب أكرس وقتي لأصدقائي. وأحب ممارسة الرياضة وركوب الخيل، فأنا فارس من النوع الرفيع، وهذا عشقي الثاني بعد التمثيل. وإلى جانب هذا كله أعشق السفر كثيراً بمعدل 6 أو 7 مرات في السنة مع الأهل والأصدقاء، لأنني أجد فيه متنفسي بعد التعب الذي ينتابني من العمل والصرامة طول أيام الأسبوع.
* لماذا لا تظهر بصفة أوضح لجمهورك في أعمال فنية أخرى؟
- أجد في نفسي فناناً ومبدعاً، لكن أحب أن أترك جزءاً من شخصيتي في الظلام، وأخصصه لحياتي الخاصة، حتى أستطيع أن أوفق بين عملي وراحة نفسي.
* هل لديكم أفكار جديدة لإنجاز أعمال جديدة غير «شعبية الكرتون»؟
- لدينا سلسلة فكاهية جديدة بصدد إعدادها لشهر رمضان المقبل، لن أتكلم عن تفاصيلها وسأتركها مفاجأة لجمهورنا الكريم عبر قنوات الإمارات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"