عادي
حذرت من استغلال «داعش» الجائحة لإعادة تنظيم صفوفه

الإمارات تجدد التزامها مع العالم بمكافحة الإرهاب

04:27 صباحا
قراءة 4 دقائق

عواصم: «الخليج»، وكالات

شارك الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أمس الخميس، في المؤتمر الوزاري المصغر للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم «داعش» الذي نظّم عن بعد بمشاركة 30 دولة.

وأكد قرقاش في مستهل كلمته على محورية توقيت هذا الاجتماع، في وقت يواجه فيه العالم أيضاً جائحة صحية يستغلها التنظيم الإرهابي لإعادة تنظيم صفوفه.

وأكد قرقاش الاستمرار في «تعزيز جهود المجتمع الدولي في معركتنا المستمرة ضد «داعش»، وتأسيس شراكات متجددة لمواجهة التهديدات والتحديات المشتركة»، مستعرضاً جهود الإمارات ضمن التحالف الدولي، ومؤكداً التزامها الكامل والمبدئي بالتعاون المشترك في مواجهة التطرف والإرهاب. كما رحّب بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، وشدد على دعم دولة الإمارات كل جهد يحقق الأمن، والاستقرار، والازدهار للعراق، وشعبه. وتابع قائلاً: بينما نحتفل بهذا الإنجاز الهام، نؤكد على ضرورة استمرار نشاط التحالف في العراق للحفاظ على التقدم الذي تم إحرازه، وكذلك للحيلولة دون قيام التنظيم بإعادة تجميع فلوله، وإرهابييه. وأضاف أن دولة الإمارات ستستمر في بذل قصارى جهدها كقائد مشارك لمجموعة عمل الاستقرار، إلى جانب ألمانيا، والولايات المتحدة، كجزء من الجهود المستمرة لاستعادة استقرار العراق، ومدنه.

وسلطت كلمة الإمارات أمام الاجتماع الدولي الضوء على أهمية جهود تحقيق الاستقرار في المناطق المحررة في سوريا، والعراق. وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية أن الإمارات العربية المتحدة أدركت منذ أمدٍ بعيد أن تهديدات «داعش» تتطلب استراتيجية متعددة الأوجه، والتزاماً صلباً، وأن التنسيق الحيوي هو الذي مكّننا من النجاح في التصدي لتهديدات «داعش» على المستوى الدولي، وفي هذا السياق أكد أهمية بقاء التحالف الدولي لهزيمة الإرهاب يقظاً، وأن يمارس ضغطاً متواصلاً بلا فتور على فلول «داعش» في العراق، وسوريا، وأن يبقى في أعلى درجات الاحتراز دولياً لتهديدات هذا التنظيم، كما هو الحال في غرب إفريقيا، ومنطقة الساحل، خاصة في ظل الظروف الحالية التي ينشغل فيها العالم، وحكوماته، بمواجهة التحديات المستجدة التي فرضها تفشي وباء «كوفيد19»، مشيراً إلى أن التحديات غير المسبوقة التي تفرضها جائحة «كوفيد19» خلقت ضغوطاً كبيرة على الاقتصادات، والموارد، وستغير الكثير من المسارات المستقبلية، مشدداً على أهمية التكاتف والتنسيق الجماعي حيال الوضع الحالي، مؤكداً أهمية مواجهة جهود «داعش» الخبيثة لاستغلال جائحة كورونا لمصلحته لإحياء أيديولوجيته العنيفة. وأشار الوزير قرقاش في كلمته، إلى دعم الإمارات مجموعة الخمس، عبر تقديمها 30 مليون يورو كمساهمة في معالجة تهديدات الإرهاب، والتطرف، والجريمة المنظمة، في منطقة الساحل. كما أكد رفض الإمارات العربية المتحدة بشدة، أي تدخلات خارجية تؤثر في سيادة الدول العربية، وفي السلم والأمن الدوليين، واعتبر ذلك نوعاً من تعريض «التقدم الهائل الذي حققناه في هزيمة «داعش» للخطر».

من جهة أخرى، حثّ وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أمس الخميس، الحلفاء على زيادة التمويل لإنزال الهزيمة بتنظيم «داعش»، رغم الأزمات التي تلاحق الموازنات المالية جراء الانهيار الاقتصادي المرتبط بتفشي وباء كوفيد-19، فيما طالبت مصر بوقف مساندة تركيا للإرهاب في العراق، وسوريا، وليبيا. وقال بومبيو في المؤتمر «مع ذلك فإن قتالنا ضد تنظيم «داعش» مستمر، وسوف يستمر في المستقبل القريب. لا يمكن أن نرتاح». وتابع «يجب أن نستمر في استئصال خلايا وشبكات تنظيم «داعش»، وأن نقدم المساعدة على تحقيق الاستقرار للمناطق المحررة في العراق، وسوريا». وأضاف «صحيح أن الوباء يضع ضغوطاً هائلة على جميع موازناتنا، لكننا نحث دولكم على التعهد نحو هدفنا بجمع أكثر من 700 مليون دولار لعام 2020». وقال بومبيو إن الولايات المتحدة ملتزمة بتقديم 100 مليون دولار لدعم العراق.

من جهة أخرى، أكد سامح شكري، وزير الخارجية المصري، أن الممارسات التركية في العراق، وسوريا، وليبيا، تشكل انتهاكات واضحة للقانون الدولي، ولقرارات مجلس الأمن، ما يتعين معه أن يعمل المجتمع الدولي على ضمان عدول تركيا الفوري عن هذه الممارسات، والالتزام بواجباتها القانونية. وقال المستشار أحمد حافظ، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن شكري طالب، خلال مشاركته في اجتماع المجموعة المصغرة للائتلاف الدولي لمكافحة »داعش»، بضرورة اضطلاع مجلس الأمن ولجان العقوبات المعنية التابعة له بمسؤولياتها في مواجهة هذه الانتهاكات التركية. وشدد شكري على ضرورة ضمان استمرار جهود الائتلاف لكبح طموح تنظيم «داعش» لاستغلال تلك الأزمة الصحية لتنفيذ هجمات إرهابية، وخلق ملاذات آمنة جديدة. وأشار إلى أهمية أن يولي الائتلاف أولوية قصوى لموضوع تنامي خطر تنظيم «داعش» في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل، إضافة إلى ضرورة استكمال الائتلاف جهود هزيمة «داعش»، ومنعه من إعادة تشكيل نفسه في العراق، وسوريا، مع الحفاظ على السيادة، والوحدة، والسلامة الإقليمية للدولتين. واستعرض شكري الرؤية المصرية حول مسألة المقاتلين الأجانب في سوريا، والعراق، موضحاً أن ما حققه الائتلاف في هذا الصدد يُعد مهدَداً نتيجة للدور الذي تضطلع به تركيا في تجنيد، وتدريب، ونقل الآلاف من المقاتلين الأجانب من سوريا إلى ليبيا. وأكد التزام مصر الكامل بأهداف الائتلاف، ومواصلتها جهودها في طليعة دول الائتلاف المحاربة، ليس «لداعش» فقط، ولكن لكل المنظمات الإرهابية، بما فيها تنظيم «الإخوان» الإرهابي، لما تشكله من تهديد للسلم والأمن الدوليين، مع الاحترام الكامل للقانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"