عادي
مربع الرعب.. حديث الملاعب

ويلتون جعل العجلة يصحو على توقيت البرازيل

06:03 صباحا
قراءة 4 دقائق

أعلن محترفو الشارقة من الظهور الأول في دوري هذا الموسم أنهم سيكونون رقماً صعباً في الملاعب الإماراتية، وقد كانوا حديث دوري الخليج العربي الذي أبحروا بسفيتنه إلى أن أرسوا لقبه على شواطئ الإمارة الباسمة، رافعين شعار «على قدر أهل العزم تأتي العزائم».

وإذا تناولنا كل لاعب من نجوم الشارقة، فلكل منهم حكاية، بعدما فعلوا كل شيء في كرة القدم، فقد أخلصوا ووفوا وكفوا وأبدعوا ونشروا الأفراح في ديار الشرقاوية، وسيطروا على آهات الجماهير التي كانت تتابعهم بعيون الإعجاب، في حين أن القلوب تخفق حباً ووعداً حتى تحقق الهدف والمراد.

المحترف البرازيلي ويلتون سواريز هو الوحيد الذي أكمل العام الثاني مع الشارقة، فقد كان وصول ويلتون للتعاقد مع الشارقة قبل بداية موسم 2017-2018.

ولعل الجميع يتذكر تصريحات عبدالله العجلة ل «الخليج الرياضي» قبيل وصول ويلتون عندما قال «أنا شخصياً أصحو وأنام على توقيت البرازيل لأجل إتمام صفقة ويلتون سواريز»، بسبب تعنت نادي قيصر سبورت التركي الذي كان متمسكاً باللاعب، ولكن صبر وجلد وعزيمة عبدالله العجلة طوعت المستحيل، وبالفعل أُقنع اللاعب ووكيله بالوصول إلى الشارقة قبل اكتمال الصفقة، ليصبح النادي التركي أمام الأمر الواقع.

وفي تلك الأيام لم يشارك ويلتون مع الفريق في التدريبات، لأن ذلك يعتبر مخالفة، لكونه ما زال مقيداً في كشوفات الفريق التركي.

وأدار عبدالله العجلة هذا الملف بحنكة وخبرة إدارية كبيرة، وترك وكيل اللاعب يتفاوض مع النادي التركي بعد أن أحضر اللاعب إلى الشارقة، وبعد أن ضمن وجود اللاعب في يده قال «الآن عدت إلى طبيعتي، وأنام وأصحو على التوقيت المحلي».

لم تتوقف سالفة ويلتون عند هذا الحد، بل قدم مستوى جيداً في الموسم الأول له مع الفريق، وقدم أوراق اعتماده، وفي الموسم الثاني بهر الجميع في الدور الأول، ونصب نفسه هدافاً للشتاء، ولكنه في الوقت نفسه حول شتاء نادي الشارقة إلى صيف ساخن عندما فاجأ الجميع برفض التجديد بعد دخوله فترة الستة شهور التي يحق له أن يتفاوض فيها مع أي نادٍ آخر. ومن هنا بدأ الضغط على الإدارة الشرقاوية التي ذاقت الأمرين عندما كان ويلتون سواريز يضغط من جهة، والجمهور يضغط من جهة أخرى، مطالباً بالتجديد مع اللاعب ويلتون، خصوصاً أن الوضع لم يكن يتحمل أي هفوة أو سقطة أو غياب لاعب، خصوصاً أن الفرق بين الشارقة المتصدر والعين الوصيف كان قليلاً، وللعين مباراة مؤجلة أمام الوحدة، وفي تلك الأيام لم يصل الشارع الرياضي إلى درجة اليقين أو مجرد الاعتراف بأن الشارقة سيحصل على بطولة الدوري، وكان الشك هو المسيطر في تلك الأيام.

وفي الوقت نفسه ألقت «سالفة ويلتون» بظلالها، ولم يُتوصل إلى اتفاق حول مدة العقد التي أصر اللاعب على أن تكون 3 سنوات. وأصر نادي الشارقة على أن التجديد لموسم واحد فقط. وظلت الأمور تسير هكذا حتى بعد نهاية مباراة الشارقة وشباب الأهلي، التي سجل فيها ويلتون سواريز الهدف الأول للشارقة من تمريرة الحسن صالح المتقنة، وتردد أن ويلتون قال للإدارة «غداً سأجدد العقد مع النادي»، ولكنه تراجع عن كلمته التي قالها داخل غرفة الملابس لحظة النشوة والفرحة. وظلت جماهير الشارقة تترقب التجديد يوماً بعد آخر إلى أن أشرنا في «الخليج الرياضي» إلى أن اللاعب اشترط وصول وكيل أعماله، وبعد انتظار طويل لوكيل أعمال ويلتون، بقيت المفاوضات «محلك سر»، فويلتون ووكيله تمسكا بالمبلغ ومدة العقد الطويلة.

وفي الوقت الذي كانت تنتظر فيه جماهير الشارقة الانفراج والأخبار السارة، إذا بها تصطدم بخبر عدم التوصل إلى اتفاق بين اللاعب والنادي. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن أحمد مبارك مدير الاحتراف ظل يقضي أوقاتاً طويلة مع ويلتون أكثر من الوقت الذي يقضيه في بيته مع أسرته لأجل إنهاء اللعب، وظل ليل نهار ملازماً لويلتون سواريز في كل محطات المفاوضات، وخلال الأوقات السلبية والإيجابية، وذلك بطلب خاص من العنبري الذي كان يصر على أحمد مبارك بالجلوس إلى اللاعب، وعدم ترك مساحة له للتفكير أو التفاوض مع جهة أخرى. هكذا كانت رغبة العنبري على الرغم من أنه لم يصرح أو يبح بها لأحد، لأنه يريد أن يكون لاعبه مركزاً مع فريقه، وأن يكون غير مشتت الذهن أو متنازعاً في التفكير.

وسارت الأمور هكذا باتفاق «جنتلمان» أساسه كلمة رجل لرجل بين أحمد مبارك وويلتون.

وجن جنون المشجعين عندما تسربت بعض الأخبار بأن ويلتون غاب عن التدريبات، ويرفض اللعب في مباراة بني ياس، ولكن كعادته في الإخلاص والتفاني نجح الثنائي العنبري وأحمد مبارك في احتواء الموقف، وتهيئة الأجواء المثالية للفريق من دون أن يشعر أحد بأن هناك خللاً في المنظومة، خصوصاً أن الفريق فقد رمانة خط الوسط الأوزبكي شوكوروف، ولا يحتمل فقدان ركيزة أخرى في قامة ويلتون. وتدخل منديز وإيجور، وأكدا للإدارة أنهما سيقنعان ويلتون باللعب في مباراة بني ياس، وأنهما سيتعهدان بالفوز، لذلك إذا رجعنا بشريط الذاكرة إلى مباراة بني ياس والشارقة فقد حملها الثنائي إيجور ومنديز على عاتقيهما، وفعلا كل شيء إلى أن عادا بالفريق إلى معقله، في استاد خالد بن محمد في الحزانة بالإماراة الباسمة، بأغلى 3 نقاط من ملعب النادر في الشامخة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"