عادي

قصة الفتى الذي أصبح أسطورة ... ( الأخيرة)

02:27 صباحا
قراءة 14 دقيقة
لم يظل لقب في لغة إلا وأطلق على الأرجنتيني ليونيل ميسي، بل عجز البعض عن إيجاد صفة يستحقها هذا البرغوث، بل ذهب آخرون يقنعون الجماهير بأنه موهبة خارج حدود المعقول داخل كوننا الفسيح .
ويأتي هذا الكتاب ليدخل بنا إلى أماكن ظلت مغلقة أمام محبي ميسي، متنقلاً بهم في جميع جوانب حياته، الكتاب من تأليف لوكا كايولي، الصحفي المشهور الذي عمل في كبرى الصحف الرياضية في إيطاليا وفي محطات تلفزيونية في لندن وفرنسا .
يحاور الكاتب في الفصل 31 أحد أشهر المدربين في الأرجنتين وهو الفيو باسيلي المعروف ب"كوكو" فقال: "أحب ميسي كثيرا ليس فقط لأنه لاعب كبير ولكن لأنه متواضع ولم تغيره الشهرة . إنه الولد الذي يتمناه كل أب والشخص الذي تتمنى أن تزوجه ابنتك . دعني أروي لك هذه القصة . كنا في إحدى المرات في اوسلو نتمرن مساء عند حلول الظلام تقريبا على ملعب محاط من جميع الجوانب بالمباني ولا يوجد أي شخص حولنا . فجأة حدث ما لا تتوقعه في بلد مثل النرويج حيث المشجعون هناك باردون، فقد أضيئت الأنوار على حين غرة وفتح الناس نوافذهم في المنازل من حولنا وبدأنا نسمعهم وهم يصيحون : ميسي، ميسي، ميسي . أما هو فلم يتأثر بل بدا محرجا" ويواصل كوكو حديثه عن ميسي فيقول "لديه عائلة مذهلة تحميه حقا وتخاف عليه . عندما التقيت أمه قالت لي أرجوك كوك اعتن به، وأنا بالطبع حميته وخففت عنه الضغوط قدر الإمكان كما يفعلون في برشلونة . ولكنه من النوع الذي لا يفكر إلا في كرة القدم . عرفته منذ أن كان عمره 15 عاما وأراه اليوم لاعباً مذهلا قادراً على ابتكار الجديد دائماً ولديه موهبة وسرعة كبيرة، انه فتى كهربائي كما اعتدت تسميته فمن الممتع مشاهدته" . وعن المقارنة بين ميسي ومارادونا، قال (كوكو): "ميسي لم يصل بعد فقد بدأ للتو لذلك دعونا ننتظر حتى النهاية" .
"ميسي يساوي الفريق بأكمله" عبارة تصدرت الصفحة الرياضية لجريدة البايس عام 2007 . يستشهد الكاتب في الفصل ال32 بمثل هذه العبارات وإحصاءات الأهداف المتصاعدة لميسي بعد أن أصبح محور حديث جميع وسائل الإعلام والاستوديوهات التحليلية في إسبانيا والأرجنتين ثم العالم أجمع . تنافس في ذلك العام مع كاكا على الكرة الذهبية وحل في المرتبة الثالثة ورونالدو ثانياً بفارق بسيط . ولكن في حفل توزيع جوائز الفيفا لأفضل لاعب في العالم لعام 2007 جاءت المفاجأة بحصول كاكا على اللقب وميسي على المركز الثاني متقدماً على رونالدو بعدد قليل من الأصوات، وحدثت في تلك الليلة واقعة طريفة للجماهير ولكنها محرجة لرونالدو الذي يبدو أن النتيجة لم تكن متوقعة له . فقد أعلن مقدم الحفل حصول ميسي على المركز الثاني ورونالدو الثالث فوقف الاثنان في الوقت نفسه وتوجها للصعود للمنصة، قدم بلاتر وبيليه فصافحا رونالدو أولا الذي التقط الجائزة الثانية من بيليه من دون تردد وهنا تدخل بلاتر ليشير إليه قائلا "ميسي، إنها لميسي"، فأعاد مقدم الحفل نتيجة التصويت وطلب إليهما تبادل الجوائز وساد جو من عدم الراحة في القاعة عندما قال مقدم الحفل جملة موجهة إلى رونالدو: "لقد قدمت أداء مميزاً ولكنك فوت الفرصة" .
ويواصل الكاتب حواراته مع عدد من الشخصيات المقربة من ميسي ليقابل في الفصل 33 روبرتو برفومو، أحد أفضل المدافعين الذين مروا على المنتخب الأرجنتيني . يقول روبرتو عن ميسي في هذا الحوار: "إنه أحد أفضل اللاعبين القلائل القادرين على الركض بالكرة إلى الأمام من دون النظر إليها لذلك فهو ماهر في رؤية المنافسين وزملائه من حوله والقيام بما هو غير متوقع، عند مشاهدته نكون في حالة توقع دائم لشيء ما يحصل، وبالفعل يحدث، والأكثر من ذلك أن ميسي يتميز بالتفكير البدني، بمعنى أنه عقل وجسم في الوقت نفسه على غرار مارادونا وبيليه ودي ستيفانو . فدماغه يعمل بسرعة على إخبار ساقيه بما ينبغي فعله . هذا ما نسميه التهديف بالغريزة وليس بالتفكير" .
ويرى روبرتو أن لميسي نقطة ضعف موجودة عند كل الشباب بعمره، عدم معرفة كيفية اتخاذ القرار المناسب، فأحياناً عليك الركض بالكرة وأحياناً أخرى يجب أن تمرر والعناد في الاحتفاظ بالكرة لن يفيد لذلك ينبغي اختيار الحل الأسهل والأكثر فاعلية . ويضيف عن رأيه في مستقبل ميسي "أتمنى ألا تغريه الأموال وان يظل يركض ويتدرب ويلعب في كل الظروف . لا أتمنى له أن يكون أيقونة إعلانات مثل بيكهام إذ سيفقد حينها شغف لعب الكرة، على أي حال لا يزال ميسي يرتقي نحو القمة وعندما يصل إليها سيواجه الجزء الأصعب في حياته وعليه أن يحافظ على هذا المستوى .
انظروا إلى ما حدث لرونالدينيو، عندما تأخذ الأمور منحى خطأ تقول لنفسك حسناً سأنهض من جديد، ولكنك لا تعتني بنفسك ولا تركز ويستجوبونك كل يوم والبيئة التي تعيش فيها لا تساعدك لأن أصدقاءك هم الأسوأ والعائلة كارثة وتواصل مسيرتك بالانحدار ولا تستطيع إيقافها ولا تنتبه إليها والوقت يمضي، هذا درس لميسي عليه أن يتعلمه" .
حرب وميدالية أولمبية
في 22 مايو/أيار ،2008 إنها الحرب بين برشلونة والاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، وقودها وسببها الوحيد هو ميسي . كانت المناوشات بين الاتحاد الأرجنتيني ومنتخبه المتأهب للمشاركة في أولمبياد بكين من جهة ونادي برشلونة ووسائل الإعلام الكاتالونية وجمهور البلوغرانا من جهة أخرى . يتحدث الكاتب في الفصل ال34 عن هذه الأزمة ويستعرض تفاصيلها مبتدئاً من المؤتمر الصحفي الذي شارك فيه ميسي إلى جوار مدرب الفريق الأولمبي الأرجنتيني آنذاك باتيستا . أكد ميسي في هذا المؤتمر مشاركته مع منتخب بلاده في الأولمبياد، فبدت علامات الارتياح البالغ على الأرجنتينيين ووسائل الإعلام في حين تجهم وجه الصحافيين الكاتالونيين لماذا؟ خيوط عديدة ومتشعبة للإجابة عن هذا السؤال يسبر أغوارها الكاتب تتمحور جميعها حول الفترة الزمنية الحساسة التي كان يمر بها نادي برشلونة والتي سيغيب ميسي عنها وهي مشاركته في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا . ورغم تأكيد ميسي أن الفريق يضم أسماء كثيرة قادرة على تعويضه، فان الواقع كان يعبر عن العكس .
شعر نادي برشلونة بالخطر وظل المسؤولون فيه يحاولون إيجاد أي منفذ لتعطيل انضمام ميسي إلى المنتخب الأولمبي الأرجنتيني، ولكن عمره أقل من 23 عاماً وبالتالي لا يستطيعون الرفض . رموا الكرة في ملعب والده خورخي الذي كان ذكيا فأكد في تصريح أن ميسي سيفعل ما يتوجب لتجنيب إلحاق الضرر بأي طرف، بمعنى آخر أن ميسي سينفذ أمر الأقوى في هذه الأزمة . استمرت المعركة شهرين، في بدايتها أعلن المدرب قائمة المستدعين للمنتخب وعلى رأسها ميسي . وصرح رئيس الاتحاد الأرجنتيني حينها: "استدعت الأرجنتين ميسي طبقاً للوائح الفيفا، إذا لم يشارك معنا ميسي لن يكون لدينا فريق"، تأثر ميسي كثيراً بهذا الخلاف وأصبح مزاجه متعكرا وتشاجر حتى مع أحد زملائه في التدريبات حتى تدخل غوارديولا وطلب إليه التحدث بصراحة عن مشكلته فأخبره ميسي أنه يريد الذهاب لأولمبياد بكين . جاء قرار الفيفا "يجب أن يذهب ميسي إلى الأولمبياد" . سافر ميسي إلى بكين مع وعد لبرشلونة أنه إذا حكمت المحكمة الرياضية لمصلحة النادي يعود فوراً . وافقت إدارة برشلونة على مضض ومقابل شرطين: تحمل تكلفة علاج ميسي في حالة الإصابة وإعفاؤه من المباريات الودية لبقية الموسم .
في بكين، حدث لقاء بين عملاق كرة السلة الأمريكية كوبي براينت وميسي، يتحدث عنه اوستاري حارس مرمى المنتخب الأولمبي الأرجنتيني آنذاك قائلاً: "كنا نتناول الطعام في كافتيريا القرية الأولمبية ورأيناه وهو ينضم إلى الصف ويأخذ طعامه ويجلس . قال لنا: "مرحبا، انا كوبي" تحدث إلينا بالإسبانية وكان يبحث عن ميسي فتحدث معه قليلا والتقطنا معه الصور . وعندما هم بالانصراف قام بحركة نزع القبعة ناظراً إلى ميسي وقال له (ميسي، أنت الأفضل) فاندهشنا جميعا، الأرجنتين ضد البرازيل في نصف النهائي، مباراة الثأر المعتادة ولكن مع جرعات إضافية هذه المرة إذ إن البرازيل لم تنل الميدالية الذهبية لكرة القدم في أي أولمبياد وميسي كان يحلم بلقاء البرازيل من قبل على الرغم من وجود صديقه المقرب رونالدينيو في الطرف المقابل . جاء سيناريو المباراة بشكل لم يتخيله أحد، أذلت الأرجنتين البرازيل وضحكت على نجومها وفازت عليها 3-0 بتوقيع اغويرو (هدفين) وريكيلمي وتناقلت وسائل الإعلام صورة معبرة جداً عما حدث : البرغوث الصغير يواسي محبوبه رونالدينيو، كانت فرحة ميسي مضاعفة لأنه انتصر مع الفوز باللقب على كل الاعتراضات القانونية وعلى كل أولئك الذين رفضوا مشاركته وقال بصراحة: "بعد كل ما قيل، كان مجيئي يستحق" .
قمة السعادة
"إذا أردت أن تكون سعيداً فاجعل غيرك سعيداً" قول ينقله الكاتب من أحدهم ليبرهن في الفصل ال35 أن غوارديولا عمل بهذا المنطق حينما اقنع إدارة برشلونة بالسماح بمشاركة البرغوث مع منتخب بلاده وحصل بالتالي على الميدالية الذهبية لأولمبياد بكين . فقد عرف هذا المدرب أن سعادة الفريق تكمن في جعل ميسي سعيداً، لذلك توطدت العلاقة بين ميسي ومدربه . يقول بيغرشتين، المدير الرياضي لنادي برشلونة سابقاً: "عندما يراك ميسي ويمزح معك فهذا يعني أنه سعيد . ولكن عندما يتجاهلك وينظر بعيداً فهذا يعني أن هناك خطباً ما" . ويضيف زميله تشافي: "ميسي يلعب أفضل كرة قدم فقط عندما يكون سعيداً ومرتاحاً" . أما بويول فيعلق "كان فعلاً سعيداً" .
ولكني رأيته أيضاً وهو غاضب، لا يمكنك تخيل ميسي وهو غاضب عندما لا يفوز . قمة السعادة لميسي كانت في موسم 2008 -2009 حينما فاز برشلونة بألقاب تاريخية : الدوري، كأس الملك، أبطال أوروبا (أول فريق إسباني يحقق الثلاثية)، السوبر الإسبانية، السوبر الأوروبية . وسجل ميسي ذلك الموسم أكبر عدد أهداف في مسيرته، 23 هدفاً في الدوري، 6 في كأس الملك، 2 في كأس السوبر الإسبانية، 9 أهداف في أبطال أوروبا، علاوة على الألقاب الشخصية : أفضل لاعب أجنبي، أفضل مهاجم (متقدماً على رونالدو) وأفضل لاعب في أوروبا .

القلب يدق لأنتونيللا

يذكر الكاتب حدثين مهمين في مسيرة ميسي، الأول ظهور انتونيللا روكوزو للمرة الأولى مع ميسي علانية وأمام وسائل الإعلام، المثير أن المرة الأولى التي يعترف فيها ميسي بأن له صديقة حميمة كانت جواباً عن سؤال وجهه فتى صغير له قائلا: "هل لديك صديقة ؟" أجابه ميسي بعد أن بلع ريقه من الحرج والصدمة "نعم، وهي في الأرجنتين" .
وبعدها بفترة قصيرة شوهد ميسي في شوارع بوينس آيريس متأبطاً ذراع فتاة شعرها أسود طويل .
كان عمر (انتونيللا) 19 عاماً وتدرس التغذية وهي من مشجعي فريق أولد بويز مثل ميسي "عرفتها منذ كان عمري خمس سنوات فهي ابنة عم أقرب صديق لي لوكا سكاكليا، تربينا سوية"، ارتبط معها بعلاقة لمدة عام حرص ميسي على ان تكون سرية .
أما الحدث الثاني فهو زيادة أجر ميسي إلى 10 ملايين يورو ليصبح الأعلى في تاريخ برشلونة علاوة على رفع قيمة الشرط الجزائي من 150 إلى 250 مليون يورو .

"البرغوث" تحول إلى مايكل جوردان في حفل "الفيفا"

ميسي يزرع السحر في استاد زايد ويكسر رقم مولر بعد 40 عاماً

يبدأ الكاتب الفصل ال36 بالقول المأثور "الثالثة ثابتة"، إذ بعد عامي 2007 و2008 حصل ميسي في عام 2009 على الكرة الذهبية بفارق ساحق جدا عن رونالدو الذي حل ثانيا وزميله تشافي في المرتبة الثالثة .
حصد ميسي 473 نقطة بنسبة 54 .98 في المئة من أقصى عدد نقاط ممكن وهي نتيجة لم تحصل طوال 54 عاما من عمر الجائزة، وعبر ميسي عن فخره لا سيما إنها تعني الكثير له ولعائلته وللنادي باعتباره أول لاعب متخرج من أكاديمية "لا ماسيا" يحصل عليها وأول أرجنتيني يفوز بها .
بعد تسلمه الجائزة لعب ميسي في مباراة مهمة للغاية في دوري الأبطال ضد دينامو كييف) ولكن خرج منها مصاباً وحامت الشكوك حول مشاركته في كاس العالم للاندية في أبوظبي حيث تنتظره مباراة نصف النهائي ضد فريق اتلانتا بطل الكونكاف . تناقلت وسائل الإعلام صور ميسي على شواطئ أبوظبي الساحرة والرباط حول كعب قدمه يتدرب لاستعادة لياقته، جاءت المفاجأة على ملعب استاد مدينة زايد الرياضية بتقدم (اتلانتا) بهدف بعد مرور خمس دقائق فقط .
تكفل لاعب الوسط بوسكيتس بتعديل النتيجة نزل ميسي في الشوط الثاني وهي المشاركة التي قال عنها مدرب اتلانتا "كنت اعرف أن ميسي سينزل عندما بدأت أسمع صراخ الجماهير وعرفت ان نزوله سيقلب المباراة رأسا على عقب"، بعد دقيقة واحدة فقط سجل ميسي الهدف الثاني قبل ان يسجل بيدرو الثالث ليصبح اللاعب الوحيد في التاريخ الذي سجل في ست بطولات مختلفة في موسم واحد .
ويعود مدرب (اتلانتا) ليصرح "بدون ميسي برشلونة افضل فريق في العالم، وعندما يلعب ميسي يصبحون من كوكب آخر" .
نال ميسي جائزة أخرى فتوج أخيرا بالكرة الذهبية التي يمنحها الفيفا بنتيجة أصوات اكثر 3 مرات من رونالدو، كسب ميسي قلوب العالم عدا بلد واحد تفاجأ أن علاقته به بدأت تتوتر وهوالأرجنتين، اتهمت الصحافة هناك ميسي بنسيان بلده وانه لا يقدم مع منتخب بلاده ما يقدمه لبرشلونة .
"المفاجأة" عنوان الفصل ال38 ليعبر عن الدهشة التي اعتلت وجوه الحاضرين في حفل توزيع الكرة الذهبية في 10 يناير/كانون الثاني ،2010 كان ذلك العام هو الأول الذي تندمج فيه جائزة فرانس فوتبول والفيفا، غوارديولا فتح مغلف أسم الفائز رغم ان فرانس فوتبول أرادت كرويف والفيفا رغب بتكليف ديفيد بيكهام، ويجلس في الصف الأول المرشحين الثلاثة انيستا، تشافي وميسي، انجاز هام لبرشلونة وغير مسبوق في العالم منذ الثمانينات، ضجت القاعة بالتصفيق ووقف "البرغوث" يزرر سترته واخرج لسانه وكأنه مايكل جوردان عقب وضعه الكرة في السلة ثم القى خطاب الشكر والمديح لفريقه ومدربه وعائلته .
يبدأ الفصل ال39 نهائي دوري أبطال أوروبا في 28 مايو/أيار 2011 حين تألق ميسي أمام مانشستر يونايتد على ملعب ويمبلي وخطف أنفاس الإنجليز وكتبت الصحف "الملك ميسي يبسط سيطرته" ووافقتها "أوليه" فكتبت "الله يحفظ الملك" في المباراة التي سجل فيها الرقم 10 أجمل أهدافه على الإطلاق بقميص البارسا واحتفل به بطريقة لم يحتفل بمثلها من قبل حتى أنه أزاح ميكروفون كان قريبا من راية الزاوية وضرب لوحة إعلانات ولولا إيقاف زملائه له لمعانقته لأكمل طريقه نحو جمهور برشلونة، لم يكن الفوز في ويمبلي يعني اللقب فقط لميسي بل كسر صيامه عن التسجيل على الأرض الإنجليزية بعد 8 مباريات .
في لندن رفع البلوغرانا كأس البطولة الأوروبية مرة أخرى في جو غارق بالعواطف حينما نزع بويول شارة القيادة وسلمها إلى أبيدال كي يستلم الكأس ويرفعه بدلا منه احتفالا بتعافيه من السرطان .
موسم 2010-2011 كان بامتياز موسم الكلاسيكو فقد شهد 5 مباريات، 2 في الليغا و2 في أوروبا ومباراة في كأس الملك وقائد الريال كان البرتغالي مورينيو الذي فك شيفرة "البلوغرانا" قبل 6 أشهر عندما تولى تدريب إنتر ميلان الإيطالي وحرمه من التأهل لنهائي الأبطال على ملعب البرنابيو .
مورينيو قاد حملة التشكيك بنجاحات برشلونة وبقرارات الحكام وأتهم مدربو الفرق الأخرى بتسليم برشلونة صك عبوديتهم لكن الكلاسيكو الأول في 29 نوفمبر/تشرين الثاني انتهى رغم البروباغاندا بخمسة أهداف لبرشلونة لم يسجل منها ميسي هدفا، موقفا بذلك سجل التهديف 10 مباريات على التوالي، لكنه صنع أهداف ولم ينجح منافسه كريستيانو رونالدو في فك عقدته وحرم من التسجيل للمباراة السادسة التي لعبها أمام برشلونة .

صاحب الوجهين

بمشاعر الفخر والزهو والسعادة توجه البرغوث الى الأرجنتين للعب مباريات (كوبا أمريكا) التي تنظمها بلده هذه المرة يورد الكاتب في الفصل 40 كيف ان ميسي شعر بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه لوضع منتخب بلاده على سكة الألقاب بعد ان كانت الأرجنتين تواقة لمشاهدة فريقها يرفع كأس البطولة من جديد بعد حرمان لسنوات طويلة ، ولكن وعلى عكس التوقعات جاءت المباراة الأولى بخيبة أمل ، تعادل مع بوليفيا 1-1 وتلقى الفريق انتقادات الصحافة وحمل ميسي الجزء الأكبر منها .
المباراة الثانية أمام كولومبيا كانت كارثية وشهدت عقما أرجنتينيا، انتهت هي الأخرى بالتعادل السلبي وحول الجمهور الانتقادات إلى شتائم تجاه فريقه واتهمت الصحافة ميسي بالوجهين، حانت المباراة الحاسمة ضد كوستاريكا فانتفض "البرغوث" وقدم أداء مبهرا وفازت الأرجنتين بالثلاثة، ولكن الحلم تبخر بعد ان خسر ميسي ورفاقه أمام الأوروغواي، وهذه المرة ألقت الصحافة باللائمة على المدرب .
الفصل 43 خصصه الكاتب لتسجيل ميسي بعض الأرقام القياسية وكذلك لتحليل سبب قوله ان موسم 2012 لم يكن جيدا له ولفريقه، ففي مباراة برشلونة ضد ليفركوزن ضمن البطولة الأوروبية سجل البرغوث خماسية تاريخية أشاد بها المدربون واللاعبون والصحافة .
وسجل ميسي لوحده لبرشلونة 234 هدفا في 315 مباراة فقط ليكون الهداف التاريخي للنادي، تميز ذلك الموسم بارتفاع ندية ميسي- رونالدو، خسر "البلوغرانا" هذا الموسم لقب الليغا لصالح الريال .
وخرج من أوروبا على يد تشلسي في مباراة أضاع فيها البرغوث ضربة جزاء حاسمة، شهد الموسم استقالة مدرب غوارديولا في مؤتمر صحفي حضره غالبية اللاعبين باستثناء ميسي الذي فسر غيابه بالقول "هذه مناسبة عاطفية جدا وأردت الابتعاد عن عدسات المصورين التي تلاحق الألم في وجوه اللاعبين" .
وفي ذلك العام أيضا تسلم سابيلا مسؤولية تدريب منتخب الأرجنتين، كما تسلم ميسي شارة القيادة وأصبح أبا بولادة تياغو وشاهد العالم "اللهاية" في جوارب ميسي ليرفعها عند تسجيله هدف في أول مباراة بعدها ولكنه لم يفلح وكسر البرغوث رقم (مولر) الذي ظل صامدا 40 عاما، سجل 91 هدفا في 69 مباراة، في 7 يناير/كانون الثاني 2013 أصبح ميسي أول لاعب في التاريخ ينال الكرة الذهبية 4 مرات .
يبدأ الفصل 44 بمشهد ميسي وهو يحمل طفله (تياغو) في احتفال البارسا بلقب الليغا التي نالها في 19 مايو/أيار ،2013 برشلونة أخرج ميلان وخرجت الصحافة الإيطالية لتعلن "ميسي دمر أحلام الروزنيري" . ولكن في هذا الموسم أيضا تحطمت أحلام برشلونة بخسارته أمام البايرن بالسباعية التاريخية ذهابا وإيابا وإصابة ميسي .

تذكر أصعب لحظة وأسعدها

ميسي: محظوظ لانني جزء من فريق عظيم

في الفصل 45 والأخير، كان هناك حوار للكاتب مع ليونيل وهذه مقتطفات منه:
ما هي أصعب اللحظات في حياتك؟
انتقالي من الأرجنتين إلى إسبانيا، افتقدت بلدتي وأصدقائي وناسي وانقسمت عائلتي إلى نصفين، كنت أبكي في المنزل وحدي كي لا يشاهدني أبي .
وأسعدها؟
ولادة ابني تياغو
وفي مسيرتك؟
الألقاب التي فزت بها مع برشلونة والأرجنتين .
والكرات الذهبية؟
كان أمرا لا يصدق، 4 كرات متتالية . الألقاب الفردية تجعل الناس الذين أحبهم سعداء وتوضح مدى التضحية التي اقدمت عليها عائلتي، ولكن الألقاب التي تجعل كل المدينة أو البلد سعيدا هي الأفضل ولا تقارن .
ولكنك اليوم ملك الكرة في العالم؟
أنا نفس الفتى ولم أتغير ومحظوظ لأني جزء من فريق عظيم .
لنعد إلى الماضي ما هي أول ذكرى كروية؟
في البداية مع فريق غراندولي ولعبنا ضد فريق امانيسر الذين كانوا يقولون انه الأفضل، حضرت كل عائلتي إلى الملعب وسجلت 4 أهداف جميعها رائعة .
كيف أثرت مشاكل النمو وقصر قامتك عليك؟
كنت صغيراً ولا أعرف ما يجري عدا الحقن في ساقي كل ليلة .
ولكن تعلمت من قصر قامتي أن أتحكم بالكرة أفضل وأكون أكثر رشاقة وأسرع من اللاعبين الطوال القامة .
من هو لاعبك المفضل؟
لم يكن لي أي لاعب مفضل أبدا في صغري وعندما كبرت بدأت انظر إلى إيمار وعشقت طريقة لعبه، وعندما لعبت ضده في فالنسيا طلبت منه قميصه .
ومارادونا؟
أكبر لاعب
ما هي أفضل مهاراتك؟
تغيير السرعة
كيف تتعامل مع الشهرة؟
الا تنزعج عندما يوقفك الناس في الشارع لطلب توقيع أو صورة أو قبلة؟
كلا، البعض منهم ينتظر ساعات طوال لمجرد الحصول على صورة معي لذلك أقل ما يمكن منحهم بعض الوقت .
والمال؟
لم يغيرني، نحن لسنا من الناس الذين ينفقون أموالهم على أشياء مترفة .
هل تحب الإعلانات؟
استمتع بها وأحب تصويرها .
قدمت إهداء خاصاً لوالدك بعد أول هدف سجلته على الأراضي الأرجنتينية؟
لقد وعدته وهو يستحق .
وكيف هي علاقتكما؟
جيدة جدا، نمضي الكثير من الوقت معا ولدينا أصدقاء مشتركين ولكن لدينا أيضا خلافاتنا حينما يقلق حول بعض الأشياء ويبدأ بإزعاجي .
هل يجادلك في عقودك واستثماراتك؟
يستشيرني دوما ولكنه يتولى مسؤولية كل شيء، انا العب كرة القدم فقط .
تخيل نفسك بعد 15 أو 30 عاما؟
سأعيش في روزاريو مع عائلتي، دائما بالقرب من عائلتي .

صحف عالمية: ميسي ملك أوروبا

يستعرض الكاتب بشكل موسع تفاصيل المباريات المصيرية التي ضمنت لنادي برشلونة الألقاب التاريخية في موسم 2008-،2009 هي عموما المباريات الخمس التي حصدها برشلونة في هذا الموسم الأسطوري .
الكتاب سلط الضوء على مواجهتين، الأولى أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي في نهائي دوري أبطال أوروبا في روما، منافسة شرسة بين شيخ مدربي العالم فيرغسون والشاب غوارديولا الذي حفز لاعبين قبل المباراة بفيلم غلادييتر .
وضع الاعلام المزيد من الحطب على النار المشتعلة ليركز على ان هذه المباراة ما هي إلا صراع ميسي- رونالدو، وخرجت الصحف في اليوم التالي لتشير إلى "ميسي ملك أوروبا" مقابل رونالدو المنهك، المجروح والمتشاجر مع روني .
المواجهة الثانية أمام ريال مدريد في 2 مايو/أيار ،2009 كانت مباراة خيالية، "كلاسيك" لم يحدث في تاريخ لقاءات الفريقين ال33 السابقة، دخل الريال متسلحا بأرقامه القياسية وعدم خسارته في 18 متتالية ونجومه الكبار وملعبه وجمهوره فكانت النتيجة الخسارة بستة أهداف كاملة لهدفين على البرنابيو، وتغنت وسائل الاعلام بميسي والبلوغرانا ومدربه الشاب غوارديولا الذين حولوا الريال الأبيض إلى أسود .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"