عادي
«الأبيض» يكسب أول 3 نقاط بنجومية مهاجم وحارس مرمى

مارفيك ينتقد «النائمين» و يراهن على الشباب

02:55 صباحا
قراءة 4 دقائق

متابعة: علي نجم


خرج منتخب الإمارات الوطني بأغلى ما أراد من موقعته أمام مضيفه الماليزي، حين كسب النقاط الثلاث في الخطوة الأولى من رحلة الألف ميل من أجل بلوغ نهائيات كأس العالم 2022 ونهائيات آسيا 2023.
وتشكل العودة من كوالالمبور بالعلامة الكاملة الجانب الأكثر إشراقاً بالنسبة إلى منتخبنا خاصة وهو يستهل مشواره وحقبته الجديدة مع المدير الفني الهولندي فان مارفيك.
ويمكن وصف ما حدث في موقعة منتخبنا وماليزيا بالدروس التي لا شك أنها شكلت درساً كبيراً للاعبي منتخبنا، ومن خلفهم للمدير الفني الجريء والصريح فان مارفيك.
تمثلت جرأة المدرب أولاً في القائمة التي وقع عليها الاختيار للسفر إلى ماليزيا، ومن ثم في التشكيل الأساسي الذي زج به في المباراة رغم صعوبتها أمام المنافس الذي حشد الكثير من جماهيره من أجل استغلال عامل الأرض خاصة وأنه دخل لقاء الجولة الثانية بمعنويات الفوز الأول على إندونيسيا خارج الديار.

الرهان الأول:

قد يكون الرهان الأول قد تمثل في تعرض المدافع المخضرم حمدان الكمالي للإصابة قبل بداية المباراة، ما وضع المدير الفني وجهازه المساعد في امتحان اختبار البديل، فكان القرار «الصدمة» بالدفع بالثنائي الواعد محمد العطاس وخليفة الحمادي في محور الدفاع.
لم يكن خيار المدرب إلا تأكيداً على تفكير ورؤية مارفيك التي تتمثل في البناء من أجل المستقبل، فكان الخيار صائباً حيث برهن خليفة الحمادي عن قدرات عكس فيها أنه العنصر الذي يمكن الرهان عليه ليكون صمام الأمان لدفاع الأبيض، بينما بدا العطاس جيداً وإن كان يحتاج إلى المزيد من الخبرة والتجارب قبل الحكم عليه.
وتتمثل رؤية المدرب في الزج بالثنائي الواعد، قياساً إلى مردود كل منهم في التدريبات، وبناء على رغبة في تأمين عناصر واعدة قادرة على تمثيل منتخبنا، كما كان يهدف مارفيك إلى الزج باللاعبين رغم صغر سنهم باعتبار أن هذه المواجهات وأمام هذه المنتخبات التي تصنف من الفئة الثانية في القارة الآسيوية، قد تكون هي المناسبة الأفضل لإشراكهم ومنحهم فرصة اللعب دولياً ورسمياً.

الرهان الثاني

أما الرهان الثاني، فكان عبر إشراك الثلاثي علي صالح وجاسم يعقوب وخليل إبراهيم كثلاثي خلف علي مبخوت رأس الحربة.
وكان تواجد هذا الثلاثي على حساب لاعبين من أصحاب الكفاءة والخبرة، دليلاً قاطعاً على أن المدرب لا يريد سوى العناصر الواعدة التي تجيد اللعب بحماس واندفاع ويضمن بها أن تكون المستقبل لكرة الإمارات. وتفاوت أداء الثلاثي ما بين لحظات صعود وهبوط في المباراة، بينما كان خليل أبرزهم وأكثرهم تحركاً وقدرة على صناعة الفرص والخطورة.

الرهان الثالث

كسب المدرب الرهان الثالث، حين اكتفى بتواجد الساحر عمر عبدالرحمن على دكة البدلاء، فزج به كورقة رابحة أثبتت فعاليتها خلال 15 دقيقة لعب فيها، بعدما أكد «عموري» أنه الساحر الذي يجيد صنع الفارق، وإن لم يكتب لكل المحاولات التي قام بها في وضع الكرة في شباك المنافس. ولعل مباراة ماليزيا، كشفت حاجة منتخبنا الوطني إلى أهمية تواجد عناصر بقيمة خلفان مبارك أو عموري في التشكيل الأساسي، بعدما عاب الأبيض بعض الصعوبة في بناء وصناعة الخطر.

مبخوت النجم

ويبقى علي مبخوت النجمة التي تلمع في سماء الأبيض، حين نجح في تسجيل ثنائية اسهم بها في صناعة الفوز الثمين، وبعدما تمكن من تجاوز حاجز ال 50 هدفاً مع الأبيض.
ويشكل مبخوت رغم نجوميته علامة فارقة، خاصة أن اللاعب أهدر فرصاً من النوع الذي لا يهدر، كما دخل في مشادات وتدافع مع الدفاع الماليزي كادت أن تصل إلى درجة نيل البطاقة الحمراء، وهي صفات بات على اللاعب تجاوزها، خاصة وأنه سيكون في القادم من المباريات والاستحقاقات محط أنظار كل المدافعين الذين سيحاولون اعتماد أسلوب الاستفزاز حيناً والاعتداء الجسدي أحياناً من أجل التأثير بالسلب عليه. أما في حراسة العرين، فقد أكد خالد عيسى أنه الحارس الأمين والمنقذ لشباك الأبيض، حيث لعب دوراً بارزاً وتدخل في العديد من المناسبات والأوقات الحرجة لإبعاد تهديدات الخصوم، حتى كانت له البصمة اللامعة في الخروج من تلك الموقعة بالعلامة الكاملة.
أما الجانب الأكثر بروزاً، فتمثل في تصريحات المدرب مارفيك عقب صافرة النهاية، والتي جاءت واضحة وصريحة وفيها الكثير من الجرأة بعدما لفت إلى العيوب الفنية التي عانى منها منتخبنا لاسيما في الشوط الأول من عمر المباراة.
ولم يعتمد فان مارفيك أسلوب المهادنة بل كان جريئاً بوضع الأصبع على الجرح، حين أشار بوضوح إلى أن الجبهة اليسرى ولاعبي الوسط كانوا «نائمين» في الشوط الأول، وكان المنتخب سيئاً تكتيكياً في الحصة الأولى من زمن المباراة.
كلام فان مارفيك يعكس مدى جرأته على قول الحقيقة كاملة، دون تزييف أو حتى دون استخدام أدوات تجميل وتلطيف، وهو ما يؤشر إلى طريقة المدرب مع اللاعبين أنفسهم في غرفة الملابس وفي الحصص التدريبية ومعسكرات الإعداد.
ولا شك أن القائم الماليزي، يستحق الشكر، بعدما وقف إلى جوار خالد عيسى، ليتكفل بحرمان أصحاب الأرض من تسجيل هدف التعادل، في لعبة ابتسمت لمنتخبنا لتضمن للأبيض العودة إلى البلاد بالعلامة الكاملة.


هل يعود خليل في لقاء إندونيسيا؟

يترقب الجهاز الفني ومعه الجهاز الإداري لمنتخبنا الوطني وضعية اللاعب أحمد خليل الذي قد يكون في القائمة التي سيتم استدعاؤها للمشاركة في لقاء إندونيسيا في العاشر من الشهر المقبل.
وتقام المباراة على أرض الدولة، ما قد يسهم في ضم اللاعب الذي غاب عن معسكر البحرين وعن السفر إلى ماليزيا بسبب ظروف خاصة.
من جهة أخرى، حرص الجهازان الإداري والفني لمنتخبنا الوطني على وضع تصور شامل لكل محطات الإعداد والتجمعات في الفترة القادمة التي سيخوض بها مواجهات التصفيات القارية والمونديالية.
وتقرر أن يغادر منتخبنا الوطني في العاشر من الشهر المقبل، مباشرة عقب نهاية المباراة التي ستقام في الدولة، ليغادر إلى بانكوك للتحضير لموقعة تايلاند في 15 منه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"