تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تفتتح في السابعة مساء اليوم، بمدينة زايد الرياضية بأبوظبي، فعاليات النسخة الخامسة عشرة من الألعاب العالمية الصيفية للأولمبياد التي تستمر منافساتها حتى الخميس المقبل، بأضخم مشاركة في تاريخ حركة الأولمبياد الخاص، بواقع أكثر من 10500 شخص من 200 دولة (أكثر من 7500 لاعب ولاعبة يثرون المنافسات بجانب ما يقرب من 3 آلاف مدرب وإداري وطبيب ومرافق للوفود).
و كانت جميع النسخ السابقة لم تنجح في تخطي حاجز 172 دولة مشاركة لتتخطى أبوظبي هذا الرقم بخطوات بعيدة المدى، وتجعل من أمر الدول التي ستستضيف الحدث خلال السنوات المقبلة اعتباراً من ألمانيا في 2023 أكثر صعوبة بتحطيم الرقم الأعلى وغير المسبوق.
ستكون أبوظبي اليوم محط أنظار العالم في النسخة الاستثنائية للأولمبياد الخاص التي تتزامن مع مرور 50 عاماً على نشأة حركة الأولمبياد الخاص في عام 1968، وإقامة احتفال بهذه المناسبة في أغسطس/ آب من العام الماضي بشيكاغو، لتكون أبوظبي أول دولة تاريخياً تستضيف نسخة الألعاب العالمية الصيفية بعد مرور 50 عاماً، عندما يلتقي أكثر من 7500 لاعب ولاعبة توافدوا من دول وجنسيات وتقاليد مختلفة ينصهرون في نسيج واحد تحت عنوان التنافس الشريف في 24 رياضة أولمبية.
وتتصدر أبوظبي في تنظيمها البطولة العالمية المنوطة بأصحاب الهمم المشهد بالعديد من الأرقام البارزة في مختلف المجالات التنظيمية والترويجية للحدث، ففي المجال التنظيمي أعدت الإمارات عدداً كبيراً من المتطوعين للإدارة والإشراف على الحدث تجاوز عددهم أكثر من 20 ألف متطوع، وأصبحت البطولة العالمية تكتسب كل معاني النجاح بعد أن حطت نسختها الخامسة عشرة على أرض أبوظبي التي سبق وأن نظمت العديد من الأحداث الرياضية وأعدت اللجنة المحلية المنظمة للحدث العديد من الابتكارات التكنولوجية الحديثة والمتطورة لاستخدامها والاستعانة بها في هذا الحدث لجعله متفرداً من جميع النواحي، وأهمها الرصد اليومي الذي تعكف اللجنة على القيام به لوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وكل ما سينشر عن الألعاب العالمية أبوظبي لتخلد كل هذه الأرقام للتاريخ، إضافة إلى وضعها تحت تصرف الأولمبياد الخاص الدولي للاطلاع على إبهار أبوظبي في تنظيم الأحداث العالمية والذي بشهادة رئيسها تيم شرايفر الذي أكد ل«الخليج الرياضي» أن الحدث نجح قبل انطلاقته .
ومن هذا المنطلق، فإن أبوظبي تقدم للعالم البطولة العالمية بتنظيم غير مسبوق وعلى مرافق وملاعب متعددة ومطابقة للمواصفات الدولية في أبوظبي ودبي، ففي أبوظبي تقع مواقع المنافسات في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك» الذي يستضيف 11 لعبة، وهي الكرة الطائرة والسلة واليد والبوتشي والريشة الطائرة والجمباز الإيقاعي والجمباز الفني والجودو والتزلج المدولب وتنس الطاولة والقوة البدنية، أما منتجع الفرسان فيحتضن منافسات الفروسية، وياس لينكس يستضيف منافسات الجولف، أما كرة القدم والبولينج والتنس فتحتضن منافساتها مدينة زايد الرياضية، والدراجات والترايثلون في حلبة ياس، والشراع والتجديف في نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت والكرة الطائرة الشاطئية على كورنيش أبوظبي الساحر والخلاب، بينما تستضيف دبي السباحة في مجمع حمدان الرياضي والسباحة في المياه المفتوحة بشاطئ جميرا دبي، وألعاب القوى في نادي ضباط شرطة دبي.
وتشارك الإمارات بأكبر وفد في تاريخها في الألعاب العالمية الذي يبلغ قوامه 450 شخصاً، بينهم 302 لاعب ولاعبة، فضلاً عن الأجهزة الفنية والإدارية والطبية المرافقة، ويدخل منتخب الإرادة المنافسات في 24 لعبة، أي مجمل الألعاب التي أعلنت عنها اللجنة المنظمة للبطولة، وبذل الأولمبياد الخاص الإماراتي جهوداً مضنية خلال الفترة الماضية لإعداد منتخبنا، حيث دفع بكل كوادره من أجل تيسير أمور منتخب الإرادة في الألعاب المختلفة، والوقوف على سير تحضيرات المنتخب، خاصة في الألعاب الحديثة التي تشارك فيها الدولة للمرة الأولى تاريخياً، وتطلبت إعداداً لفترات طويلة ما بين معسكرات وحصص تدريبية متواصلة لأكثر من عام.
ويترأس الوفد الإماراتي في البطولة سعيد النيادي الذي أكد جاهزية اللاعبين لخوض المنافسات ، مشيراً إلى أن كل اللاعبين سوف يتوجهون مباشرة عقب نهاية الحفل إلى مقار الإقامة التي ستكون على مقربة من المرافق المستضيفة للألعاب، ما بين أبوظبي ودبي.
وقال النيادي: نفخر بأن تشارك الإمارات بأكبر بعثة في الألعاب العالمية أبوظبي، وأكبر بعثة في تاريخ مشاركات الإمارات الرياضية ككل، سواء في الأولمبياد أو الألعاب البرالمبية وغيرها، ولم يسبق لي التواجد ضمن بعثة المنتخب في أي ألعاب عالمية سابقة، وأطمح إلى إشراك كل اللاعبين في مختلف الألعاب لاكتساب خبرات جمة بجانب المنافسة على حصد الميداليات الملونة».
وستتزين مدينة زايد الرياضية بأبهى حلة لاستضافة ضيوف الدولة على هامش الاحتفاء بعام التسامح، وسيحتوي حفل الافتتاح الذي يقام في السابعة مساء اليوم، على فقرات مشوقة وحفل ماراثوني يمتد لأكثر من 3 ساعات بمشاركة نخبة من ألمع نجوم الفن والغناء في الوطن العربي والعالم، وبحضور أكثر من 40 ألف متفرج ستكتظ بهم مدرجات الملعب، وأكثر من نصف مليون متابع عبر شاشات التلفاز من مختلف أنحاء العالم، نظراً للاهتمام عالي المستوى الذي تحظى به البطولة بشكل عام، على مدار الأسبوع المقبل والمنافسات التي ستبث بصورة حية ومباشرة لكل ربوع العالم.
وتتضمن فقرات الحفل وفق البروتوكول المتبع في تنظيمه خلال النسخ السابقة من الألعاب العالمية، كلمات افتتاحية لكل ممثلي الحدث والمنظمين من مختلف الجهات، يتقدمهم الأولمبياد الخاص الدولي ويمثله شرايفر، واللجنة العليا المنظمة للبطولة ويرأسها محمد عبد الله الجنيبي، رئيس المراسم الرئاسية بوزارة شؤون الرئاسة، رفقة ممثل عن الأولمبياد الخاص الإماراتي والمهندس أيمن عبدالوهاب الرئيس الإقليمي للأولمبياد الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وغيرهم من الشخصيات الرفيعة وضيوف الحدث الحاضرين.
ويعد طابور عرض المنتخبات المشاركة من أبرز فقرات حفل الليلة الذي سيتضمن دخول الوفود المشاركة من 200 دولة لتحية الجماهير والحضور وفق البروتوكول الدولي المتبع بهذا الشأن، كما سيكون للفنانين وللشخصيات الرسمية القادمة من مختلف الدول المشاركة دور بارز في إضفاء جو خاص للحدث والدخول إلى الحفل رفقة منتخباتهم.
أما بخصوص الفقرة الغنائية التي سيشهدها الحفل، فستحيي الليلة النجمة الكندية الشهيرة أفريل لافين رفقة لويس فولذي صاحب الأغنية المعروفة عالمياً «ديسباسيتو»، وباول أوكلفولد، ومن نجوم الغناء العربي يشارك الإماراتي حسين الجسمي والمصري تامر حسني والسورية أصالة نصري، كما سيتضمن الحفل فقرة تراثية.
وتعتبر مراسم إيقاد الشعلة الأولمبية من أهم فقرات الحفل اليوم، حيث ستكون مجموعة من رياضيي الأولمبياد الخاص في انتظار شعلة الأمل داخل استاد مدينة زايد الرياضية ،وتسلمها لدى وصولها من المسيرة الطويلة التي طافت فيها أبرز المعالم السياحية والثقافية والتراثية في الإمارات السبع للدولة، ليتم على الفور إيقاد المرجل الأولمبي إيذاناً بانطلاق منافسات الدورة ، وستظل موقدة حتى حفل ختام البطولة الخميس المقبل.
يذكر أن عدداً من النجوم ومشاهير الرياضة حول العالم أعلنوا دعمهم للألعاب العالمية وحضورهم ويتقدمهم نجوم كرة القدم السابقون: البرازيليان روماريو وكافو، والعاجي ديديه دروجبا، رفقة ديكيمبي موتومبو نجم كرة السلة السابق في الدوري الأمريكي «إن بي إيه» والصربي فلاديمير جربيتش نجم الكرة الطائرة السابق الذي سبق أن كان ضيفاً على الألعاب الإقليمية التاسعة في أبوظبي خلال مارس/ آذار من العام الماضي، بجانب العديد من النجوم السابقين في ألعاب أولمبية عدة.
