عادي
تونس تواجه السنغال.. والجزائر تصطدم بنيجيريا

ليلة عرب إفريقيا

02:21 صباحا
قراءة 5 دقائق

رغم وصول كليهما إلى الدور قبل النهائي بنجاح، ستكون المباراة بين المنتخبين التونسي والسنغالي اليوم الأحد بمثابة «البحث عن الحقيقة» حيث تمثل المواجهة بينهما أقوى اختبار لقوة كل منهما والمقياس الحقيقي لقدرتهما على المنافسة.

ويلتقي المنتخبان التونسي والسنغالي اليوم على استاد «الدفاع الجوي» في القاهرة وذلك في الدور قبل النهائي لبطولة كأس الأمم الإفريقية (كان 2019) المقامة حالياً في مصر. وواجه كل من الفريقين عدة عقبات في طريقه إلى المربع الذهبي للبطولة لكنهما شقا طريقهما بجدارة إلى هذه المرحلة من البطولة، والمثير أن المنتخبين هما الأعلى تصنيفاً في إفريقيا، حيث يحتل منتخب السنغال الترتيب رقم 1 حسب تصنيف «فيفا»، ومنتخب تونس الترتيب رقم 2.

استهل المنتخب التونسي مسيرته في البطولة بثلاثة تعادلات متتالية مع منتخبات أنجولا ومالي وموريتانيا، وحل ثانياً في مجموعته بالدور الأول ليلتقي في الدور الثاني مع نظيره الغاني العنيد قبل أن يطيح به عبر ركلات الترجيح بعدما حقق نسور قرطاج التعادل الرابع لهم على التوالي في هذه النسخة.

وفي المباراة الخامسة للفريق، حقق نسور قرطاج الفوز الأول لهم في البطولة الحالية بالفوز الكبير 3 - صفر على منتخب مدغشقر مفاجأة البطولة، وتشير النتائج إلى أن المنتخب التونسي فشل في تحقيق أي فوز على فريق كبير حيث كان الفريق العملاق الوحيد الذي واجهه في المباريات الخمس الماضية هو المنتخب الغاني والذي أطاح به نسور قرطاج عبر ركلات الترجيح.

وفي المقابل، وعلى الرغم من الترشيحات الهائلة التي سبقت الفريق إلى هذه البطولة والإمكانيات الضخمة التي يتمتع بها، لم يحقق المنتخب السنغالي حتى الآن الفوز على منتخب كبير في هذه البطولة حيث فاز في مجموعته بالدور الأول على منتخبي كينيا وتنزانيا بينما خسر أمام نظيره الجزائري ليحتل أيضاً المركز الثاني في المجموعة.

وفي دور الستة عشر، اجتاز المنتخب السنغالي عقبة نظيره الأوغندي بهدف نظيف وهي النتيجة ذاتها التي فاز بها على منتخب بنين في دور الثمانية لتصبح مباراة اليوم هي الاختبار الثاني له فقط أمام فريق كبير على غرار مواجهته السابقة مع منتخب الجزائر.

ويتشابه سجل الفريقين كثيراً على الساحة الإفريقية حيث يمتلك كل منهما تاريخاً حافلاً لكن رصيدهما من الألقاب لا يتناسب مع مكانتهما على الساحة الإفريقية.

ويقتصر رصيد المنتخب التونسي على لقب واحد فقط في البطولة، حيث أحرز اللقب في نسخة 2004 عندما استضافت بلاده البطولة، وفي المقابل لم يحرز المنتخب السنغالي اللقب من قبل.

وفيما تصب نسبة كبيرة من الترشيحات في صالح المنتخب السنغالي لاجتياز عقبة نسور قرطاج، لن تكون مهمة أسود التيرانجا سهلة على الإطلاق في ظل الصحوة التي أظهرها المنتخب التونسي في الأدوار الإقصائية والتي جاء أداء الفريق فيها خلافاً لما كان عليه في الدور الأول.

وفي المقابل، يعتمد المنتخب السنغالي بقيادة مديره الفني الوطني آليو سيسيه على كتيبة من النجوم المحترفين في أندية أوروبية كبيرة مثل ساديو ماني مهاجم ليفربول الإنجليزي وإدريسا جاي نجم إيفرتون الإنجليزي.

وأبدى ساديو ماني سعادته بالفوز على بنين في دور الثمانية مؤكداً أن لاعبي السنغال قدموا ما عليهم ونجحوا في تحقيق الهدف الأساسي من المباراة وهو الفوز والتأهل للدور قبل النهائي.

الفريقان الأقوى

رغم كونهما من القوى الكروية الكبيرة في القارة الإفريقية، لم يكن المنتخبان الجزائري والنيجيري ضمن أبرز المرشحين للمنافسة على لقب النسخة الحالية، ولكن بعد بدء المباريات يحظيان الآن بترشيحات هائلة للفوز باللقب بل إن الفائز منهما اليوم في الدور قبل النهائي للبطولة على استاد القاهرة الدولي قد يكون المرشح الأبرز على الإطلاق للصعود إلى منصة التتويج باللقب بغض النظر عن المنافس الذي يلتقيه في المباراة النهائية للبطولة.

وخاض كل من الفريقين البطولة الحالية بعدما عانى من مشاكل عدة ومن تراجع في المستوى على مدار السنوات الماضية بعد فترة من الوصول إلى مستويات رائعة من الأداء.

ومنذ صعوده لدور الستة عشر في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل والعروض القوية التي قدمها في البطولة وخاصة أمام نظيره الألماني في دور الستة عشر، بدأ منحنى أداء المنتخب الجزائري في التراجع ليودع الفريق كأس الأمم الإفريقية من دور الثمانية في نسخة 2015 ومن دور المجموعات في نسخة 2017 علماً بأنه لم يحقق أي فوز في مبارياته الثلاث بالمجموعة في الدور الأول للبطولة.

ولكن الفريق قدم في البطولة الحالية ما جعله أكثر المرشحين للفوز باللقب حيث أحرز العلامة الكاملة في الدور الأول بالفوز في المباريات الثلاثة بمجموعته التي ضمت منتخبات كينيا والسنغال وتنزانيا، وفي الدور الثاني (دور الستة عشر)، لم يجد المنتخب الجزائري أي صعوبة في الفوز على نظيره الغيني 3 - صفر ثم قدم عرضاً في غاية القوة أمام المنتخب الإيفواري في دور الثمانية وتغلب عليه بركلات الترجيح بعد مباراة أعادت إلى الأذهان المستوى الرائع للخضر في المونديال البرازيلي.

وفي المقابل، خاض المنتخب النيجيري النسخة الحالية من البطولة بعدما غاب عن النسختين الماضيتين في 2015 و2017 علماً بأنه توج بلقب نسخة 2013 ليكون الثالث له في تاريخ البطولة.ولم تكن بداية مسيرة الفريق في البطولة بنفس قوة منافسه الجزائري حيث احتل نسور نيجيريا المركز الثاني في المجموعة الثانية بالفوز على بوروندي وغينيا بنتيجة واحدة هي 1 - صفر ثم الهزيمة المفاجئة أمام مدغشقر صفر - 2 فيما حقق الفريق انتصارين قويين على الكاميرون 3 - 2 في دور الستة عشر وعلى جنوب إفريقيا 2 - 1 في دور الثمانية. وتشير إحصاءات الفريقين في البطولة حتى الآن إلى تفوق واضح للمنتخب الجزائري على نسور نيجيريا حيث سجل لاعبو المنتخب الجزائري عشرة أهداف واهتزت شباكه بهدف واحد فقط هو هدف التعادل للمنتخب الإيفواري في دور الثمانية فيما سجل لاعبو نيجيريا سبعة أهداف واهتزت شباك الفريق خمس مرات.

ويتفوق النسور في سجل المواجهات الرسمية المباشرة بين الفريقين لاسيما أن الفريق النيجيري حقق الفوز في سبع من آخر تسع مباريات خاضها أمام الخضر.

ولكن ما يطمئن المنتخب الجزائري أن أحدث هذه المواجهات كانت لصالحه حيث فاز على نظيره النيجيري 3 -صفر في 2017 ضمن تصفيات كأس العالم 2018.

ويحتاج مدرب الجزائر جمال بلماضي إلى التغلب على الغياب المحتمل لأحد أبرز لاعبي الفريق سفيان فيغولي بسبب الإصابة، والغياب الأكيد ليوسف عطال الذي انتهت البطولة بالنسبة له لإصابته بخلع في كتفه.

وبخلاف فيغولي وعطال، يمتلك المنتخب الجزائري العديد من النجوم البارزين الذين يعتمد عليهم بلماضي وفي مقدمتهم رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنجليزي والهداف الخطير بغداد بونجاح والمهاجم العنيد إسلام سليماني إضافة ليوسف بلايلي وحارس المرمى وهاب رايس مبولحي.

وفي المقابل، يمتلك نسور نيجيريا العديد من النجوم البارزين مثل المهاجم الخطير أوديون إيجالو واللاعب الموهوب أحمد موسى إضافة لصاحب الخبرة العريضة جون أوبي ميكيل الذي ينتظر أن يعود لتشكيلة الفريق الأساسية بعدما غاب عن المباراتين السابقتين بسبب الإصابة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"