عادي
نهائي ناري بين حلمين وطموحين

فرنسا وكرواتيا.. صراع «النجمة» و«النجمتين» غداً

01:58 صباحا
قراءة 3 دقائق
يوم يفصل عن نهائي كأس العالم في كرة القدم، سيكونان لطرفيه فرنسا وكرواتيا، فرصة للتحضير والحلم بنجمة ثانية للديوك الزرق، وأولى تاريخية للجيل الكرواتي.
ستكون مباراة غد الأحد على ملعب لوجنيكي في موسكو، ختاماً لشهر من محطات متواصلة مع الآمال والأحلام والخيبات والدموع والتعب، تابعها مئات الملايين من المشجعين حول العالم.
مباراة الأحد فيها من ثأر كرواتيا لخسارتها أمام فرنسا في نصف نهائي مونديال 1998 على أرض الأخيرة، بقدر ما فيها من ثأر فرنسا مع نفسها لخسارتها نهائي كأس أوروبا 2016 بضيافتها أمام البرتغال.
النجمة التي تزين القميص الفرنسي منذ فوزه بمونديال 1998 لا تكفي اللاعبين، وأغلبيتهم لم يكونوا قد ولدوا يوم رسمت. قالها بول بوجبا الخميس «الكروات لا يحملون نجمة، يريدون واحدة، يريدون الفوز، مثلنا».
أضاف «أنا لا أحمل نجمة، موجودة على القميص الا انني لم أفز بها، وأنا أرغب في الحصول عليها، مثلي مثل كل اللاعبين»، مشددا على رغبته في أن يكون على ضفة «الابتسامة» مع انطلاق صافرة نهاية المباراة التي انتقى الفيفا الأرجنتيني نستور بيتانا لقيادتها.
أفاض بوجبا في الحديث عن معاناة 2016 أمام البرتغال لم تكن مرشحة بارزة للقب. كما كرواتيا، كان منتخب كريستيانو رونالدو يومها يبحث عن نجمة، عن لقب أول كبير. نال ما كان يصبو إليه، بهدف يتيم في وقت إضافي.
لا يريد الفرنسيون تكرار صورة الخيبة على ملعب ستاد دو فرانس في 2016، بل صورة تتويج 1998، والتي تحققت بعد صورة مجد أخرى على الملعب نفسه: نصف النهائي، كرواتيا تتقدم 1-صفر وتقترب من بلوغ النهائي في مشاركتها الأولى كدولة مستقلة. احتاج الفرنسيون يومها الى منقذ، وكان اسمه ليليان تورام، بهدفين.
تتوقع سلطات باريس تجمع 90 ألف شخص في «الجادة الخضراء»، منطقة شان دو مارس، حيث ستنصب أربع شاشات عملاقة للمشجعين الراغبين بمتابعة المباراة، إحداها بمساحة 103 أمتار مربعة. وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب الجمعة نشر 110 آلاف عنصر أمن في البلاد في نهاية الأسبوع، استعداداً للنهائي وأيضاً للعيد الوطني السبت.
لهؤلاء وملايين غيرهم، يضع بوجبا نصب عينيه الفوز، ولا شيء غيره، في تصريحات أتت يوم ذكرى نهائي 12 يوليو/ تموز 1998، يوم دك المنتخب الفرنسي شباك البرازيل بثلاثية نظيفة. أوضح «لم نصل إلى هذا الحد البعيد لنتراخى، لن يتكرر ما حصل في كأس أوروبا 2016».
ولا يقل المنتخب الكرواتي شأناً. لم يتوقع كثيرون وصوله لهذه المرحلة، رأى الجميع نجومه: القائد لوكا مودريتش، الموهوب ايفان راكيتيتش، المهاجم الفذ ماريو ماندزوكيتش، القناص إيفان بيريشيتش... إلا ان قلة قليلة توقعت ان دولة صغيرة لا يزيد عدد سكانها عن 4,1 مليون نسمة قادرة على جعل عزيمتها سنداً للأقدام المتعبة للاعبيها الذين خاضوا ثلاث مباريات توالياً من 120 دقيقة، بدلاً من منافسيهم الذين اكتفوا بعدد المباريات نفسه ولكن مع 90 دقيقة كالمعتاد.
أقر المدرب زلاتكو داليتش بضخامة التحدي، وأن لاعبيه سلكوا «طريقا صعبا لقد استهلك اللاعبون الكثير من الطاقة، ولكننا نقول انه كلما ازدادت الظروف صعوبة، كلما لعبنا بشكل أفضل».
أضاف «إنها فرصة فريدة في الحياة، وأنا متأكد من أننا سنجد القوة والدافع»، متابعاً «دخلنا إلى صفحات كتب التاريخ بكوننا أصغر دولة تتأهل إلى المباراة النهائية، وإذا نظرت إلى البنية التحتية لبلدنا، نحن معجزة».
لم تنفك الصحف الكرواتية تكرر مفردة «الحلم». قالتها بعد ثمن النهائي، وربعه، ونصفه. صدر الصفحة الأولى لصحيفة «سبورتسكي نوفوستي» كان الخميس «حلم، حلم، حلم! كرواتيا في النهائي. لا تستيقظوا، سنكرر ذلك!»، أول القادرين على تحويل الأحلام الكرواتية الى واقع هو مودريتش، ساحر خط الوسط وحامل شارة القائد، والذي يفرض نفسه تدريجاً كأبرز مرشح لجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم.
بالنسبة لداليتش، هو «أفضل لاعب في البطولة ويستحق الفوز» بالكرة الذهبية. قبل ذهب الكرة، ستكون عينا مودريتش على ذهب كأس العالم وأحلام أربعة ملايين كرواتي.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"