عادي
خريطة جديدة لرياضة الإمارات على ضوء نتائج «آسياد جاكرتا»

القطامي: المحاسبة شعار المرحلة ومصلحة الدولة فوق الجميع

02:42 صباحا
قراءة 7 دقائق
خص حميد محمد القطامي، النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية «الخليج» بحوار فوق العادة أجاب فيه عن كل تساؤلات جمهور الشارع الرياضي بخصوص نتائج المشاركة في آسياد جاكرتا، ووجه رسائل قوية لكل الاتحادات، وفق توجيهات سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس اللجنة.
وأكد أن الرقابة والمحاسبة الدورية ستكون شعار المرحلة المقبلة، بحيث يتم إرساء ثقافة جديدة للعمل يتم فيها تقدير المتميزين واستبعاد المقصرين.
وقال إن السعادة بما حققته ألعاب الجوجيتسو والدراجات المائية والجودو لن تجعلنا نغض الطرف عن الألعاب التي عادت من جاكرتا «بخفي حنين»و لا سيما أننا أعلنا للجميع قبل المشاركة أن زمن «ضيوف الشرف» ولى ولن نعود إليه مجدداً، ومن الآن وصاعداً لا مكان للمقصرين في تمثيل الدولة خارجياً.
بخصوص آلية المحاسبة بالنسبة للمقصرين قال المكتب التنفيذي سيباشر الموضوع في الحال وخاصة الاتحادات التي وعدت بتحقيق نتائج وخذلتنا ومبدئيا لا أحد فوق المحاسبة لأن سمعة الدولة ومصلحتها فوق الجميع، كما كان اللقاء فرصة لجملة من الأخبار الطازجة من أهمها اعتماد خيار التغيير بالنسبة إلى مجالس إدارة الاتحادات المقصرة وفق اللوائح والنظم الأولمبية، والإعلان عن قرار لم يذكر في حينه بخصوص إيقاف «إلهام بيتي» لاعبة القوى وحرمانها من تمثيل الدولة خارجياً، موضحاً أن غيابها عن الآسياد كان لهذا السبب بعد أن دانها تحقيق الهيئة، وفيما يلي تفاصيل الحوار:

* مارأيك في محصلة المشاركة بالآسياد حيث إن 5 اتحادات فقط من أصل 21 أوفت بمعنى التمثيل المشرف؟

- المشاركة كانت الأكبر في تاريخ مشاركات اللجنة، وبحساب الميداليات نجد أنه لأول مرة نحقق 14 ميدالية في الآسياد، وعليه فإن المشاركة من الناحية الفنية كانت جيدة، ومن ناحية الإعداد والتحضير والعمل التنظيمي اطلعت بنفسي على جهود الفريق الإداري وكانت في محلها من حيث تهيئة متطلبات الوفد الرياضي من إقامة وإعاشة وانتقالات وخلافه، وأسجل شكري وتقديري للأمانة العامة وفريق العمل الإداري وحقيقة أنا فخور بما قدموه بالتنسيق مع اللجنة المنظمة للدورة.
ويضيف: صعدنا إلى منصات التتويج 14 مرة، وهذا في حد ذاته إيجابي جدا، ولكن يجب أن نصارح أنفسنا بأن المحصلة تحت مستوى الطموح بالنظر لنوعية الألعاب من حيث الأولمبية وغير الأولمبية، وهذا من منظور نوعي ومستقبلي على اعتبار أن المشاركة كانت محطة تقييمية مهمة قبل أولمبياد طوكيو 2020، وبمنتهى الصراحة مازلنا نحتاج للكثير من العمل في هذا الخصوص، فتحقيق 14 ميدالية عبر 5 لعبات من أصل 21 يدين الباقين، ولكن ذلك لا يقلل من أهمية ما تحقق ومن إنجاز من تفوقوا في ألعاب معتمدة من المجلس الأولمبي الآسيوي، وكما نلاحظ توجد عملية تطور في برنامج دورات الألعاب الأولمبية بإدخال رياضات جديدة بشكل مستمر على غرار الكاراتيه التي اعتمدت بدءا من أولمبياد طوكيو 2020، ونحن لدينا تصورات ورؤى مستقبلية ونتابع ما يجري في هذا الخصوص ونتحرك على أساسه.

* لماذا تمت المشاركة ب 21 لعبة هذه المرة خاصة وأنه معروف قبل المشاركة أن هناك ألعاباً معينة لن تحقق شيئاً؟

- اللجنة وضعت قبل المشاركة معايير فنية للمفاضلة بين الاتحادات، وتقررت المشاركة على أساس تصنيف الألعاب لمستويين الأول يخص الألعاب التي تشارك لتحقيق ميداليات، والثاني للألعاب التي تشارك للإعداد للاستحقاقات التالية، ودعني أشيد بالجوجيتسو الذي حقق وحده 9 ميداليات، وبالدراجات المائية على التميز في معانقة الذهب والميداليات الفضية، وأضف إليها الاتحادات التي حققت الميداليات البرونزية وهى الرماية والجودو وكرة القدم، وبذلك تكون 5 اتحادات نجحت في رفع علم الدولة فوق منصات التتويج ونقول لاتحادات الإنجازات ما قصرتم، وفي الوقت نفسه نأسف كثيراً لمردود بقية الاتحادات التي لم تحقق شيئاً وستكون لنا وقفة معها كما ذكرت.

* من منظور أولمبي لو استبعدنا «فرضا» نتائج الجوجيتسو والدراجات المائية، سنتأخر كثيراً في الترتيب العام عن المرتبة (20) التي حققناها.. ما تعليقك؟

- الجوجيتسو صاحب نصيب الأسد في الميداليات وشرفنا في أكبر محفل رياضي بالقارة، ولولا ميدالياته ما وصلنا للمركز الثالث عربيا وخليجيا في معدل الإنجاز، وما حققته اللعبة نتاج الرعاية والدعم اللامحدود من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي أوصل جوجيتسو الإمارات إلى العالمية، مع الإشارة إلى أن الجوجيتسو معتمد ضمن برنامج منافسات الآسياد من المجلس الأولمبي الآسيوي، مع الإشارة إلى أن هذه اللعبة ربما تشهد تطورات سريعة في المستقبل في ظل ماتجده سبيلا إلى الأولمبياد بفضل نجاحها وانتشارها دوليا.

* بمناسبة «وقفة المحاسبة» التي أشرت إليها ما ردك على مقولة إن رياضة الإمارات لم تعرف أي شكل من أشكال الرقابة والمحاسبة عبر تاريخها في كل الدورات الماضية؟

- أؤكد للساحة الرياضية عبر «الخليج» أن المرحلة القادمة ستشهد ثقافة جديدة على هذا الصعيد، بمراجعة ورقابة ومحاسبة وعلينا أن نكون واقعيين إذا أردنا أن ننهض برياضتنا، واللجنة الأولمبية ستباشر كل أدوارها بصرامة فيما يتعلق بالمحاسبة، ورسالتي للاتحادات في هذا الخصوص أن تستوعب وتتقبل الثقافة الجديدة، وستكون هناك قرارات تترجم كل هذه المعاني بعد انتهاء اللجنة الفنية من إعداد تقريرها الشامل الخاص بتقييم المشاركة في آسياد جاكرتا، وأرجو ألا يتصور البعض أن الأمور ستمر هذه المرة مرور الكرام بل ستتخذ إجراءات حيال الاتحادات التي عادت بلا نتائج، مع الأخذ في الاعتبار ظروف الاتحادات التي شاركت ضمن المستوى الثاني الذي أشرت إليه بشأن الإعداد لاستحقاقات قادمة.

* هل لنا أن نسأل عن كيفية محاسبة المقصرين؟

- هذه المرحلة تتطلب نظرة منهجية سليمة وتقييم شامل لأداء الاتحادات، لأن دولتنا انتقلت إلى مرحلة وأفق ينظر إليها فيه العالم بإعجاب في كل المجالات، وبواقعية.. رياضتنا مازالت لا تواكب هذه النقلة بشأن التميز والريادة، ودورنا في اللجنة الأولمبية هو تحقيق رؤية الإمارات في شأن الرياضة، وتوجيهات سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة الأولمبية واضحة في هذا الخصوص بأن تكون المشاركة من أجل تحقيق الإنجازات ورفع راية الدولة من خلال منصات التتويج، وتأسيساً على ذلك لن نقبل بغيره ، ونحن الآن بصدد مراجعة منهاج عملنا، لنحقق طموحات قيادتنا الرشيدة، وعندنا الآن بعض النتائج التي سنبني عليها ونعززها، ولدينا سقف طموحات عال حدده سمو رئيس اللجنة، وأؤكد للساحة الرياضية أن عصر المشاركة للمشاركة قد ولى، فلن يسمح بعد الآن بمشاركة أي اتحادات كضيوف شرف، إنما بالنسبة لسؤالك عن الإجراءات فقد تصل لحلها ولكن بموجب إجراءات وخطوات قانونية لا تتعارض مع الميثاق الأولمبي واللوائح المنظمة لذلك، وبالطبع سننسق في هذا الخصوص مع الهيئة العامة للرياضة.

* هل كانت هناك وعود مسبقة من الاتحادات التي ثبت تقصيرها في جاكرتا؟

- نعم.. وأقول ذلك بالفم الملآن وبالدليل، والوعود تلقيناها كتابيا، وهذا موثق لدينا بالنسبة للاتحادات التي رشحت للميداليات ومن ضمنها الجوجيتسو وكرة القدم والدراجات وألعاب القوى التي راهنا عليها، مع الإشارة مجددا إلى أن بعض الاتحادات شاركت للإعداد لمشاركات مقبلة، ولكن بعضها اختلف وتم النكوص به، وسوف يأتي التقرير الفني على كل هذا وسنحقق في كل أسباب الإخفاق للاتحادات التي كانت مرشحة للميداليات حسب وعودها.

* بعض الاتحادات تعللت بقلة الدعم أو بتأخر صرفه من قبل اللجنة ما تعليقك؟

- عندي لهم رد واحد فقط.. واضح وقاطع «لا تجعلوا اللجنة الأولمبية «شماعة» لإخفاقكم»، اللجنة والهيئة لم تقصرا وتم توفير الدعم في ضوء المطلوب، وأتساءل هنا، لماذا لم يقم من اعتادوا الشكوى وخلق المبررات والذرائع بعد كل إخفاق بالعمل على استثمار قانون الرياضة الذي يجيز الاستثمار بموجب نقلة الاحتراف، فالرياضة كما يعلم الجميع صارت صناعة واستثمار يدر أموالاً هائلة من التسويق لتأمين موارد دخل إضافية تعين المؤسسات الرياضية على تأمين عوائد دخل إضافية، ولو نجحوا في تفعيل ذلك بمبادرات فعالة في ضوء القانون لتخلصوا نهائياً مما يسمونه مشكلة الدعم.

* ألعاب القوى بالذات، كانت محل انتقادات كثيرة بسبب الوعود التي لم تتحقق، والأموال التي صرفت على الإعداد وعلى المجنسين، ماذا سيتم حيالها؟

- ألعاب القوى كانت رهاننا الكبير على تحقيق نتائج في الآسياد، وصدمتنا بعدم بلوغها منصة التتويج، وستتخذ الإجراءات في ضوء ما سيوضحه التقرير الفني لمشاركتها.

* عفواً.. لماذا لم تتدخل اللجنة في التحقيق الذي أجرته الهيئة بخصوص اللاعبة إلهام بيتي بعد ثبوت تعاطيها المنشطات المحظورة، لا سيما وأننا لاحظنا التكتم على نتيجة ذلك التحقيق؟

- لقد تسلمنا تقرير لجنة التحقيق قبل المشاركة في آسياد جاكرتا مباشرة، وبعد الاطلاع على التقرير وبناءً على ما ورد فيه قررت اللجنة الأولمبية الوطنية إيقافها نهائياً وحرمانها من المشاركات ومن تمثيل الدولة إلى الأبد، وذلك بناء على ما أثبته التقرير من تجاوزات من جانبها، وبوجه عام لن تتوانى اللجنة الأولمبية عن إتخاذ أي عقوبات في شأن كل ما يمس الدولة وسمعتها.

* ما تعليقك على الخسائر القياسية والنتائج «الصفرية» التي حققها منتخب الرجبي في الآسياد؟

- بالتأكيد أثارت استياءنا فهي نتائج غير مقبولة بالمرة، لكنه شارك ضمن الرياضات التي نعدها للمستقبل، وهذا ليس لأعفي نفسي من الحرج، فنحن مستعدون لتحمل أخطائنا بعد التجريب، ونعتبرها جزءاً من التقويم للوصول للأفضل مستقبلاً، وسوف تكون المراجعة شاملة ولن نترك شاردة أو واردة إلا أتينا عليها لنصل لما يجب أن تكون عليه صورة رياضة الإمارات في المحافل الدولية.

* وماذا بشأن كرة السلة والبولينج اللذين انسحبا قبل الدورة مباشرة؟

- كل ما حصل بخصوص المشاركة في جاكرتا سنبحثه موضوعيا وسنتخذ حياله الإجراء المناسب.

* على هامش جاكرتا، لاحظنا أنكم بدأتم المهمة الأولمبية ب «مختبر الإبداع»، ومن قبله كان هناك مشروع البطل الأولمبي، وتوقف كذلك «نادي النخبة»..حدثنا عن هذه الأفكار والمبادرات وأين وصلنا معها؟

- مختبر الإبداع قدم مجموعة من الأفكار والمقترحات، وتمت صياغتها جميعا في صورة توصيات، وتم تشكيل لجنة لدراستها وتم عرض المخرجات على المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية وسوف يؤخذ بها ضمن خطط وبرامج اللجنة، أما «نادي النخبة» فيخضع حاليا لعملية تقييم ومراجعة شاملة ليحقق هدفه ومردوده وسوف يستمر، ولكن بشكل أكثر فعالية وبما يتناسب مع استراتيجية عمل اللجنة، ومشروع البطل الأولمبي حاضر في هذا وذاك لأن هدفنا هو التميز وارتقاء منصات التتويج.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"