عادي
تايلاند تواجه أزمة في أنجح رياضاتها الأولمبية

المنشطات تعرقل مسيرة سومبراديت في رفع الأثقال

02:12 صباحا
قراءة 3 دقائق

يتناول الرباع التايلاندي، سارات سومبراديت، عشر حصص من بياض البيض للإفطار، يتدرب لمدة أربع ساعات يومياً، ويُحرم من هاتفه الذكي مساء عندما يستعد بقوة للبطولات العالمية.

مع ذلك فإن الرباع البالغ 25 عاماً يعاني مشكلة؛ حيث تواجه تايلاند حظراً ذاتياً في رفع الأثقال بسبب المنشطات، ما يعني أن المضيف قد لا يشارك على أرضه الشهر المقبل في بطولة العالم في باتايا.

بعد إيقاف تسعة رباعين عقب فحوص للمنشطات، تواجه تايلاند أزمة في أنجح رياضاتها الأولمبية، قبل أقل من سنة على أولمبياد 2020 في طوكيو.

وقال سارات، بتحدٍ بعد تمرينه الثاني من اليوم: «أنا أقاتل من أجل هؤلاء الذين تم إيقافهم.. لم يتبق سوى عدد قليل منا في الفريق».

بفضل خمس ذهبيات أولمبية منذ عام 2004، تحققت كلها عن طريق السيدات، أصبحت رياضة رفع الاثقال قصة نجاح نادرة في الدولة الواقعة في جنوب شرقي آسيا؛ حيث يتحوّل الرياضيون من أشخاص عاديين في مناطق ريفية نائية إلى مشاهير.

تحوّل الحلم إلى نكسة في العام الماضي، عندما سقطت تايلاند ضمن حملة عالمية لمكافحة المنشطات في رفع الأثقال، والتي واجهت خطر الإقصاء من الألعاب الأولمبية.

وجاءت فحوص تسعة تايلانديين، بينهم البطلتان الأولمبيتان الحاليتان سوكانيا سريسورات وسوبيتا تاناسان، إيجابية بعد بطولة العالم الأخيرة في نوفمبر؛ حيث حلت تايلاند ثانية في الترتيب العام للميداليات، ودفع هذا الأمر تايلاند إلى فرض إيقاف طوعي على نفسها من المشاركة في البطولات، مستبعدة رباعيها من بطولة العالم المقبلة في باتايا والأولمبياد المقبل. بالرغم من ذلك، فإن اتحاد رفع الأثقال التايلاندي للهواة يريد من الرباعين غير المتنشطين المشاركة في بطولة العالم، والحصول على فرصة الظهور في الأولمبياد، وسيتخذ الاتحاد الدولي قراراً نهائياً الشهر المقبل، وذلك بعد نداءات مستمرة للتدخل إثر سلسلة طويلة من حوادث المنشطات.

في معسكر التدريب المزدحم في شيانغ ماي؛ حيث تغطي الكؤوس الجدران ويرفع الرباعون الأوزان فوق رؤوسهم وهم يرتدون ملابس من الليكرا، يصر سارات، على أن زملاءه في الفريق كانوا مستهدفين بشكل غير عادل.

قال: كنا في فريق واحد. ذهبنا إلى الأولمبياد سوياً تناولنا الطعام وتدربنا بأسلوب واحد. لماذا لم تكن نتائج فحوصي إيجابية. مشيراً إلى مؤامرة ضد الفريق التايلاندي.

وأضاف: إذا نجحت في تقليص حجم الفريق التايلاندي ترتفع الحظوظ.

لكنه أقر بأن الرياضة التي تعاني آفة المنشطات، بحاجة إلى حملة تنظيف، يجب أن تأتي القوة منك ومن عزمك لخوض التمارين.

وينام فريق الرجال والسيدات في مساكن الرباعين بالقرب من صالة الألعاب الرياضية، ويتناولون كل يوم ثلاث وجبات يومية تحتوي نسبة عالية من البروتين، ويقوم المدربون حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء بحجز هواتفهم الذكية لضمان نوم هادئ في الليل.

تقول تايلاند، إن الرياضيين، الذين تم إيقافهم، استخدموا مسكّنا للألم من قبل مدرب سابق فيه آثار من الستيرويد المنشط. كما يشكك الرئيس الفخري للاتحاد التايلاندي إينتارات يودبانغتوي في استفراد البلاد؛ إذ إن العديد من الرياضيين قد خضعوا لاختبارات قبل إرسال عيناتهم لجولة اختبار ثانية أكثر صرامة.

وقال في مكتبه في بانكوك: «نعلمهم الكثير، لا تشربوا، لا تأكلوا، ولا تحقنوا أنفسكم بأي شيء غير قانوني. أين العدالة؟»، ورأى أن معظم الرباعين ريفيون وتمنحهم الرياضة الأمل للخروج من الفقر، وأن الفضيحة جعلتهم يشعرون باليأس.

أصبحت خاسارابورن سوتا، أول سيدة تحرز ميدالية بعد تتويجها ببرونزية في سيدني، لترفع من شعبية الرياضة في بلاد تعطي أولوية لكرة القدم، الملاكمة، البادمينتون والغولف.

ويحصل الرباعون التايلانديون على مكاسب من الرعاة والأموال الحكومية، وقالت الرباعة جيرابورن نانتاوونغ البالغة 20 عاماً إنها تمكنت من مساعدة أسرتها على التخلص من الديون: «أصبحنا أكثر راحة. اشتريت منزلاً لأمي. معظم أعضاء الفريق لديهم مشكلات مالية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"