إيران في مواجهة المجتمع الدولي

02:36 صباحا
قراءة دقيقتين
عادت إيران لتؤكد مجدداً موقفها الرافض للجهود المبذولة من قبل أطراف إقليمية ودولية لإحلال السلام في الشرق الأوسط، وجاءت التصريحات التي أدلى بها أمس، علي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني، بشأن رفض التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بشأن وجود إيران المؤثر في المنطقة، لتصب المزيد من الزيت على نار الأزمة المشتعلة أصلاً، ضارباً عرض الحائط بالجهود المبذولة لتحقيق سلام دائم للمنطقة.
التصريحات الفجة التي أدلى بها خامنئي، تؤكد الحقائق التي ظل النظام الإيراني يغيّبها عن المجتمع الدولي، ومفادها أن إيران عنصر من عناصر زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، من خلال دعمها العسكري المباشر وغير المباشر في الصراع الدائر حالياً في سوريا، إضافة إلى دورها المؤثر في تشكيل الخارطة العسكرية والاجتماعية في العراق منذ سقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.
من الواضح أن إيران بسلوكها القائم على التدخلات الفجة التي تنتهجها منذ سنوات في شؤون المنطقة، لا يشي برغبة في تهدئة الأوضاع الملتهبة التي يشهدها عدد من بلدان المنطقة، فتدخلاتها وتغذية الصراع في سوريا عبر دعم النظام وجماعات مسلحة خارجة عن القانون، دليل على أن لديها أجندتها الخاصة، التي تترجم أهداف نظام الخميني القاضية بـ «تصدير الثورة» إلى خارج إيران.
خلال الأيام الأخيرة، برهنت إيران على رفضها التعاون مع المجتمع الدولي لوضع نهاية للحرب الدائرة في سوريا وما يعانيه مختلف مناطقها، آخرها الجرائم التي ترتكب في الغوطة الشرقية، حيث استمرت إيران في استعراض عضلاتها، من خلال رفض التعاون في الخروج من المشهد في سوريا، المتمثل في الوجود العسكري في هذا البلد، والذي يزيد الوضع تعقيداً ويطيل أمد الصراع فيها.
اتبعت إيران خلال السنوات الماضية، وما تزال، سياسة المواجهة مع الجميع، والتي نراها تتجسد أمامنا من خلال مواقفها المعلنة وغير المعلنة في الوقوف في وجه المجتمع الدولي، الهادف إلى إيجاد حل سلمي للأزمة الإنسانية الناجمة عن استمرار الحرب في سوريا، وترفض الاستماع إلى صوت العقل الذي يدعوها إلى مغادرة سياسة «المكابرة»، والتوقف عن التدخل في الشؤون العربية بدرجة رئيسية، إذ إن بصماتها في هذا المجال واضحة للعيان.
وفق الرؤية الجديدة لمواجهة الأزمات في العالم، يحتم المنطق أن تتوقف إيران عن تدخلاتها العبثية في الشأن العربي، وأن تتعامل إيجابياً مع المبادرة التي سبق وأن تقدمت بها دول مجلس التعاون الخليجي لحوار يقوم على أسس راسخة وواضحة، وليس عبر التمدد إلى دول عربية مختلفة، بما فيها دول لا تتداخل معها في الحدود، كما في الحالة اليمنية.
لقد أدت سياسات المكابرة التي تتبعها إيران منذ سنوات، إلى تأجيج الصراع في الشرق الأوسط، والمنطقة العربية بشكل خاص، وأكدت قناعة المجتمع الدولي من أن إيران لم تعد دولة تساعد على استقرار المنطقة؛ بل تزيدها اشتعالاً، لتحقيق مكاسب سياسية لها ولحلفائها، ولو أدى ذلك إلى إلحاق الضرر بالمجتمع الدولي بأسره.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"