جريمة ضد كل العالم

05:16 صباحا
قراءة دقيقتين
بالاعتداء الغاشم على مطار أبها، بلغ الإرهاب الحوثي مدى غير مسبوق، ما دل، مجدداً، على أن هذه العصابة الباغية تفكر بطريقة العصابة، وتنطلق من فكرة الجماعة الظلامية إلى التخريب والإجرام كيفما اتفق، ولا تهم بعد ذلك النتائج، ولو أصابت آمنين من مختلف الجنسيات، بقاعة القدوم في مطار حيوي. إنها جريمة حرب لن ينساها التاريخ، وستظل وصمة عار وخزي عالقة في جبين ميليشيات الحوثي الإيرانية الإرهابية المتوحشة.
إن على الحوثي، ومن يبرر له إرهابه وجرائمه، العودة إلى المسألة من أولها، وإلى نقطة الانقلاب على الشرعية، وعلى المسارات السياسية المتفق عليها خليجياً وعربياً وعالمياً، وإلى عدم استجابة ميليشيات الحوثي لقرارات عربية وأممية غايتها المحافظة على أمن واستقرار اليمن، بعيداً عن التدخلات الخارجية، وأولها التدخل الإيراني الذي كان يستهدف الخاصرة الجنوبية للمملكة العربية السعودية وشبه الجزيرة، بل كان يستهدف مكة والمدينة والمقدسات.
وحين تصل صواريخ الحوثي الإيرانية إلى مثل هذه الأهداف في السعودية، فإن أجراس الخطر في هذه الحالة موجهة إلى كل العالم، وإلى كل الأمم والشعوب المحبة للسلام. «الحوثي» أداة دمار وموت، ودولنا للحياة والمحبة والاقتصاد والتنمية والثقافة والإبداع والتسامح، ومن يمارس هواية زرع الموت لا يستحق الحياة.
لقد أصاب «المقذوف» الحوثي 26 شخصاً من المسافرين المدنيين، وهو، في الحقيقة قبل المجاز، أصاب بنيران حقده منظومة القيم وعوامل استقرار المنطقة والعالم، والمطلوب أن يتعامل معه ضمير العالم باعتباره مجرم حرب حقيقياً، وعدواً للإنسان والإنسانية.
فماذا بعد؟
رد القوات المشتركة للتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية سيكون رادعاً، عاجلاً وآنياً، لكن ينبغي مع مواجهة الحوثي الذيل، وقبلها التعامل من قبل المجتمع الدولي مع رأس الأفعى إيران، بما يجب بعد هذه المستجدات التي تظهر فيها طهران، أكثر من أي وقت مضى، على حقيقتها، حقيقة الضآلة والإجرام من دون اعتبار للقوانين الدولية والأرواح البريئة الآمنة، فلا بد من موقف دولي موحد من بؤرة الإرهاب والإثم والعدوان.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"