نتنياهو يكذب كما يتنفس

04:02 صباحا
قراءة دقيقتين

في رده على خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأمم المتحدة الذي هدد فيه بالانسحاب من كل الاتفاقات المعقودة مع «إسرائيل» لرفضها عملية السلام وعدم جديتها في المفاوضات من أجل التوصل إلى حل الدولتين، ادعى بنيامين نتنياهو أنه يريد السلام ومستعد لمعاودة المفاوضات من دون شروط مسبقة.
يحاول نتنياهو أن يبدو كالحمل الوديع أمام المجتمع الدولي وكأنه ليس مسؤولاً عما آلت إليه المفاوضات من فشل، ثم هو يتحدث عن استعداده لمفاوضات من دون شروط، كي يواصل مسيرة الابتزاز والمماطلة التي تعني مفاوضات الباب الدوار التي تنتهي حيث تبدأ.
اثنان وعشرون عاماً انقضت من المفاوضات من دون تحقيق أي تقدم لأن «إسرائيل» لا تريد الانسحاب من الأراضي المحتلة، ولا تطبيق أي كلمة من الاتفاقات المعقودة معها، لأن الذي هدفه الاستيطان والتهويد ويعمل يومياً على فرض الأمر الواقع بمزيد من الاستيطان فهو لا يريد الانسحاب ولا التوصل إلى تسوية ولا يسعى إلى إقامة دولتين.
رئيس الوزراء «الإسرائيلي» يمارس الكذب المكشوف على العالم عندما يتحدث عن السلام أمام أكبر منتدى عالمي تقع على عاتقه مسؤولية الحفاظ على الأمن والسلم العالميين، واحترام الشرعية الدولية وقراراتها ومن بينها قرارات تتعلق بالقضية الفلسطينية صادرة منذ العام 1948 ولم تنفذ حتى الآن، رغم أنها لا توفر للشعب الفلسطيني كل حقوقه إنما بعضها فقط.. لأن «إسرائيل» المدعومة غربياً ترفض تطبيقها ومع ذلك فإن نتنياهو يتحدث عن السلام.
وأطرف ما قاله نتنياهو هو أنه مستعد فوراً لبدء مفاوضات من دون شروط.. فماذا يعني ذلك؟
يعني أنه يريد مفاوضات من الصفر، أي يريد أن يمسح 22 عاماً من المفاوضات بكل تفاصيلها، وهو يعرف أن من أحد أسباب فشل المفاوضات رفض «إسرائيل» الالتزام بجدول زمني لإنهاء المفاوضات وعلى أن تكون الخاتمة إعلان الدولة الفلسطينية، وكذلك الاتفاق على آليات التطبيق، والإشراف الدولي على ما يتم الاتفاق عليه للحؤول دون تهرب «إسرائيل» من تنفيذ التزاماتها كما العادة. نتنياهو لا يريد ذلك. وهو يريد مفاوضات من الصفر كي تبدأ مجدداً مسيرة العذاب الفلسطيني، والماطلة التي لا تنتهي.. ثم يعاود الحديث عن مفاوضات جديدة من الصفر كلما فشلت المفاوضات السابقة.
نتنياهو يكذب كما يتنفس، لأن الكذب جزء من الأساطير اليهودية لتبرير مقولة «شعب الله المختار» و«أرض الميعاد» و«أرض بلا شعب لشعب بلا أرض» و«هيكل سليمان» وغيرها من الترهات القائمة على الأضاليل.
رئيس الوزراء «الإسرائيلي» لا يريد سلاماً ولا مفاوضات.. إنه يريد أرض فلسطين من دون شعبها. وهذا ما يعمل من أجله، وغير ذلك كذب وافتراء.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"