اللص الوقح

03:02 صباحا
قراءة دقيقتين
من سخريات الزمن أن يطالب اللص بثمن ما سرق، وأن يعتبر ما سرقه حقاً له.
هذا هو حالنا كعرب مع عدو سرق الأرض وشرد أصحابها ومارس أبشع أشكال العنصرية وارتكب من الجرائم ما لم يرتكبه النازيون والفاشيون، وعمد إلى استيراد يهود الأرض كي يشاركوا في بناء كيانه ودعم عدوانه وتوسيع احتلاله، ومن بينهم يهود الدول العربية الذين قرروا بمحض إرادتهم الانسلاخ عن أوطانهم ومجتمعاتهم والانضمام إلى كيان غاصب.
الجديد مع هؤلاء ما تسربه وسائل الإعلام «الإسرائيلية»، من أن «صفقة القرن» التي تعتزم الإدارة الأمريكية طرحها لتصفية القضية الفلسطينية، تشمل دولاً عربية عدة من بينها تونس وليبيا والعراق وسوريا والمغرب واليمن، وتطلب الحصول على تعويضات مالية عن الممتلكات التي تركها اليهود خلفهم، قبل هروبهم إلى «إسرائيل».
ووفقاً ل«شركة الأخبار» (القناة الثانية)العبرية، فإن الإعلان عن المبلغ الكلي المطلوب من الدول العربية سيتم قريباً، وأشارت في تقرير لها أذيع يوم السبت الماضي إلى أن حصر «ممتلكات اليهود» جاء ضمن الاستعداد «الإسرائيلي» للإعلان عن خطة السلام الأمريكية المعروفة ب«صفقة القرن».
يبدو أن الصفاقة «الإسرائيلية» - الأمريكية قد قطعت شوطاً بعيداً، ووفقاً ل«شركة الأخبار» المذكورة فإن شركة مراقبة حسابات دولية تعمل لحساب الحكومة «الإسرائيلية» تتولى المهمة من خلال عملية سرية، وأن ليبيا وتونس وحدهما مطالبتان بدفع خمسين مليار دولار، في حين تم تقدير «ممتلكات اليهود» في الدول العربية ب 250 مليار دولار!
الأموال التي تسعى «إسرائيل» لاقتناصها سوف توضع في صندوق دولي خاص لصالح «إسرائيل».
هي عملية لصوصية كاملة الأوصاف تمارسها دويلة الاحتلال التي اغتصبت أرضاً ليست لها منذ سبعين عاماً، ونهبت ما عليها وتحتها وشردت أصحابها الأصليين، فكم عليها أن تدفع جزاء جرائمها هذه ؟
إنها دويلة تسعى إلى طمس الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، والعمل على تزوير التاريخ من خلال اختلاق رواية بديلة عن تهجير اليهود من الدول العربية، رغم أن هؤلاء لم يطردوا، ولم يهجروا من الدول العربية، بل كانوا جزءاً من عمليات «تسفير» ليهود العالم ومن بينهم يهود الدول العربية نفذتها الحركة الصهيونية قبيل قيام هذه الدويلة وبعد قيامها، وشكل يهود الدول العربية حوالى 42 بالمئة من مجموع مستوطنيها، وبهذا المعنى كانوا المادة الخام التي شكلت دويلة الاحتلال، وقد حلوا محل سكان فلسطين الأصليين واحتلوا مدنهم وأرضهم وسرقوا خيراتهم، وشكلوا عصب جيش الاحتلال ومخالبه التي نهشت الفلسطينيين والعرب معاً في كل الغزوات والاعتداءات والجرائم التي قامت بها منذ وجوده حتى الآن.
هؤلاء اليهود الذين تطالب «إسرائيل» بتعويضات لهم كانوا جزءاً من جهد بذلته الحركة الصهيونية لتعزيز الاحتلال والاستيطان على مدى سنوات النكبة، منها عملية «البساط السحري» ( 1949-1950 ) التي استهدفت نقل 50 ألف يهودي يمني في 425 رحلة جوية من اليمن، وعملية «علي بابا» التي تم فيها نقل زهاء 114 ألف يهودي عراقي بطائرات أمريكية بدءاً من مايو (أيار) 1950.
وبعد..نحن أمام عصابة وقحة تحاول ابتزاز العرب على المكشوف لتغطية جرائمها وتدفيعهم ثمن جرائمها.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"