سيل جارف يجتاح «قاعدة» اليمن

02:58 صباحا
قراءة دقيقتين
النجاح الكبير الذي تحقق في الأيام الأخيرة لجهة التخلص النهائي من وجود تنظيم «القاعدة» في اليمن، يؤكد النظرة البعيدة للتحالف العربي الهادفة إلى تجفيف منابع الإرهاب، الذي شكل واحدة من المشكلات الأمنية في البلاد، حيث أعاق حضور التنظيم القوي في بعض المناطق، إعادة بناء الدولة بمختلف مؤسساتها الأمنية والعسكرية، فضلاً عن المؤسسات المدنية، التي بقيت مستهدفة من قبل التنظيم لشل وظيفة الدولة بشكل كامل.
لم يكن هذا النجاح ليتحقق لولا العمليات التي نفذها تحالف دعم الشرعية في اليمن، كانت آخرها عملية «السيل الجارف» التي استهدفت طرد عناصر «القاعدة» من مناطق نفوذها في منطقتي المحفد ووادي حمارا، بمحافظة أبين، التي تعد امتداداً لمحافظتي شبوة وحضرموت، اللتين نفذت فيهما عمليتان أخريان هما «السيف القاطع» و«الفيصل»، حيث أعلنت قوات الحزام الأمني والتدخل السريع المدعومة من قوات التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية انتهاء عملية السيل الجارف، بعد تحقيقها نجاحات كبرى وخلال وقت قياسي.
تمكنت العملية الأخيرة من تطهير مديرية المحفد ووادي حمارا من مسلحي عناصر تنظيم «القاعدة» الإرهابي، الذين فروا من مناطق مختلفة بعد عملية ملاحقة لهم خلال الأشهر والأسابيع الأخيرة، حيث اعتبرت العملية الأخيرة تتويجاً للخطط التي وضعها التحالف العربي للقضاء على وجود عناصر «القاعدة» في هذه المناطق، وشكلت ضربة موجعة وقاصمة للتنظيم الإرهابي في آخر معقل له بمحافظة أبين.
لقد لعب تنظيم «القاعدة» في السنوات الأخيرة دوراً تخريبياً بعد تمكنه من الإمساك بالأرض في أبين وشبوة وحضرموت والبيضاء ومأرب، وكان يقوم بتنفيذ عملياته الإرهابية في المدن الجنوبية الكبيرة، أبرزها عدن وحضرموت، ويقوم بعملية تقطع في الطرقات ومهاجمة النقاط الأمنية والمعسكرات التابعة للجيش عبر عمليات انتحارية بواسطة السيارات المفخخة، وفشلت السلطات اليمنية السابقة في القضاء على خطر التنظيم، حيث شهدت الأعوام الماضية تراجعاً كبيراً لحضور الدولة، ما سمح بوجود فراغ أمني وسياسي، وهو ما استغله التنظيم بشكل كبير، خاصة بعد الانقلاب الذي نفذته جماعة الحوثي في سبتمبر/ أيلول من عام 2014، ووصل به الأمر إلى ممارسة مهام الدولة وفق رؤيته، حيث أدى ذلك إلى تزايد الصراع واتخاذه أبعاداً مناطقية أثر في أداء الدولة وحضورها في كل البلاد.
أهمية عملية «السيل الجارف» أنها تمكنت من طرد عناصر تنظيم «القاعدة» من المناطق التي ظلوا يتحصنون فيها لسنوات طويلة، خاصة المناطق الجبلية مثل المراقشة وحطاط والمحفد ووادي حمارا، فالعملية التي نفذها التحالف العربي في أبين كانت مختلفة عن كل العمليات التي سبق وشنتها السلطات اليمنية قبل الأحداث التي شهدتها البلاد في 2011 وما بعدها، لأن العملية الأخيرة انطلقت من مناطق في محافظتي حضرموت وشبوة، اللتين كانتا تعدان قاعدة خلفية لعناصر «القاعدة» بعد فرارهم من أبين، كما أنها جاءت بعد عمليتين ناجحتين للتحالف العربي في المحافظتين نفسهما، استطاعت من خلالهما تحقيق الكثير من المكاسب التي تصب في نهاية المطاف في تثبيت الأمن والاستقرار في المناطق المحررة وفي اليمن بأكمله.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"