مفاوضات من أجل رايس

03:15 صباحا
قراءة دقيقتين

تقر واشنطن، ومعها السلطة الفلسطينية، وكذلك الكيان الصهيوني، بأن الوقت المتبقي من ولاية الرئيس الأمريكي جورج بوش غير كاف لإنجاز تسوية، وهذا طبيعي جداً لأن ما تعذّر بلوغه خلال ولايتي بوش يستحيل الوصول إليه في أشهر.

لكن، وبما أن الاهتمام منصب الآن على خدمة المرشح الجمهوري جون ماكين في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، فإن ضغوط وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ستشتد من أجل تطويع بعض المواقف وتدوير بعض الزوايا، لتوقيع وثيقة، مجرد وثيقة، تعدّها هذه الإدارة إنجازاً يمكن أن يبنى عليه في ما بعد.

الضغوط، طبعاً، منصبّة كما الحال دائماً على الطرف الفلسطيني، الذي يُدفع دفعاً من أمريكا والاحتلال الى السقوط في الهاوية، لكثرة ما تعرّض له من ابتزاز ومساومات واستدراج المزيد والمزيد من التنازلات، نتيجة للرهانات الخاسرة، وتصديق الوعود الأمريكية التي ثبت بالملموس أنها مجرد أكاذيب، لأن النتائج بخواتيمها، وهذه هي نهاية عهد بوش تقترب وكل ما قام به كان لمصلحة الكيان الصهيوني فقط.

ثم كيف لمفاوضات متجددة أن توصل الى شيء، بل أن تُجرى من الأساس، والعدو يواصل إرهابه اليومي بأشكاله كافة ضد الشعب الفلسطيني، وإطلاق دفعات جديدة من وحوش الاستيطان لالتهام الأرض الفلسطينية، خصوصاً في القدس المحتلة؟

إنها مفاوضات عبثية من أجل عيني رايس. وعينا رايس وعقلها وقلبها وأداؤها، هي وباقي أركان إدارة بوش، لا تعمل إلا على الإيقاع الصهيوني. ومن يشكك عليه مراقبة ما كان منذ بداية عهد هذه الإدارة الى الآن، والحصيلة السيئة والضارة، والقاتلة أيضاً، التي جنتها السلطة الفلسطينية من اللهاث خلف سراب وعود بوش ورايس معاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"