“صندوق باندورا” التركي

03:43 صباحا
قراءة دقيقتين

تؤكد كل التقارير الاستخبارية والمعلومات الصحفية، إضافة إلى المعطيات الميدانية أن معظم الجماعات الإرهابية والتكفيرية مثل "داعش" والمنظمات الأخرى على شاكلتها، تستخدم الأراضي التركية نقطة تجمع وتنظيم وإيواء لكل المرتزقة من كل بقاع الأرض تمهيداً للعبور باتجاه سوريا والعراق وتحت إشراف المخابرات التركية .
بهذا المعنى فإن تركيا تمارس دوراً تخريبياً مكشوفاً في مسعى لتدمير الدول العربية . ففي الدول المحاذية تمارس التدخل المباشر من خلال القيام بدور القاعدة الخلفية للجماعات الإرهابية، وفي الدول البعيدة تتدخل بواسطة جماعات الإسلام السياسي الأخرى التي تتولى قيادتها تحت مسمى "التنظيم العالمي للإخوان"، وهي جماعات تنطلق من فكر واحد وتوجّه واحد يقوم على فكرة التمكين والسيطرة باستخدام الشعارات الإسلامية وسيلة لخدمة مشروعها الذي لا يعترف بالأوطان والسيادة والاستقلال . وقد لعبت هذه الجماعات منذ نشوئها دوراً مشبوهاً في خدمة المشاريع الغربية التي تستهدف المنطقة .
هذا الدور التركي يحمل في مضامينه وأهدافه خطراً محدقاً يهدد مجمل الدول العربية، في سوريا والعراق ولبنان ودول الخليج وشمالي إفريقيا، لأنه يتوسل أساليب قذرة وغير مألوفة في العلاقات الدولية، ويمثل الإرهاب عناوينها الرئيسية، والدين الإسلامي تكئة لممارسات لم تألفها البشرية حتى في العصر الحجري، وفي العصور الظلامية اللاحقة على أيدي عتاة الحروب والعنصرية، بما يمثل من إساءة بالغة لدين العدالة والتسامح والرحمة .
تركيا إذن، تقوم بدور تدميري مزدوج للأوطان والشعوب والدين الذي أرسى علاقات من التراحم والتعايش والحوار على مرّ التاريخ بين كل مكونات المجتمعات العربية .
إن تحويل الأراضي التركية مقراً وممراً لجماعات الإرهاب والتكفير يقتضي موقفاً من الدول العربية لأنها في مرمى الخطر الفعلي، وكذلك من الدول الغربية التي استيقظت مؤخراً على خطر قامت بتصديره ويكاد يرتد عليها في عقر دارها .
إن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير الرقم 2170 بشأن مواجهة "داعش" وأخواتها والذي تأخر صدوره ثلاث سنوات منذ انطلاق عمليات القتل الجماعي والمجازر، يجب أن يأخذ في الحسبان الدور الخبيث الذي تقوم به تركيا، إذا كانت الدول المعنية جادة فعلاً في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه مادياً وعسكرياً .
تركيا في ظل "حزب العدالة والتنمية" تحولت إلى حصان طروادة للإرهاب، أو إلى "صندوق باندورا" كما في الميثولوجيا الإغريقية، وهو صندوق مملوء بكل الشرور البشرية .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"