الإمارات ونصرة اليمن

02:52 صباحا
قراءة دقيقتين

مجدداً تؤكد دولة الإمارات العربية المتحدة، أن موقفها مما يحدث في اليمن لا يتقاطع مع الموقف الذي أعلنته في وقت مبكر، عندما استجابت لنداء قيادتها لنجدته، في إطار التحالف العربي لإعادة الشرعية إلى البلاد، بعد أن تمكنت جماعة الحوثي من السيطرة على العاصمة صنعاء، بقوة السلاح عام 2014، وانتهاكها للتفاهمات الداخلية التي ارتكزت عليها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، التي دعت إلى نبذ العمل المسلح في إطار الصراع السياسي.
لم تكن الإمارات إلا الأخ الشقيق والمنجد والمساند الذي لبّى النداء، ولم يكن الموقف الذي اتخذته ممكناً، لولا أنها تُدرك أن حفظ أمن اليمن هو حماية للأمن الخليجي والعربي كله، خاصة بعد أن بدا أن جماعة الحوثي ترغب في جلب الشر إلى الأراضي اليمنية، عبر الاستنجاد بالمشاريع الخارجية، التي لم تكن وليدة العام 2014؛ بل إنها تسبق ذلك التاريخ بكثير، ولذا فإن إسهام دولة الإمارات في دحر المشروع الخبيث الذي جلبته جماعة الحوثي المرتبطة بإيران، جاء ليؤكد استشعارها لخطورة هذا المشروع، الذي كان ولا يزال يستهدف سلخ اليمن من محيطه العربي والقومي، وإبقاءه رهينة المشاريع الطائفية التي يُكرس الحوثيون كل جهدهم من أجل تثبيتها في كل اليمن.
عندما حضرت الإمارات إلى اليمن، فإنها تشعر بالفخر لأنها أنجزت الكثير من الأهداف على الأرض، وفيما حمل أبناؤها السلاح لطرد الجماعات الحوثية التي سيطرت على مختلف مناطق البلاد، واختلط الدم اليمني والإماراتي في ملحمة النصر الكبير الذي تحقق بعدن في يوليو من العام 2014، وفي مأرب والساحل الغربي، وفي كل محافظات اليمن، كانت حاضرة أيضاً بفعلها الإنساني الذي لا يستطيع أحد إنكاره، حيث تعد أكبر دولة داعمة في مجال المساعدات الإنسانية، بشهادة المنظمات التابعة للأمم المتحدة.
لقد أوقف التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ومشاركة فاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة، مشاريع ومخططات كثيرة كانت تستهدف المنطقة وتسعى إلى تدميرها، وبالتالي تعريض أمن واستقرار المنطقة بأسرها للخطر. وقد حقق الحضور الفاعل للتحالف أغلب الأهداف التي رسمها منذ انطلاقه، وتمثلت في إفشال المشروع الإرهابي لتنظيم «القاعدة» الساعي إلى تأسيس «إمارة إسلامية» في اليمن، ومنع إيران من التوغل في اليمن والسيطرة عليه، وتأمين الملاحة البحرية الدولية، وحماية الساحل الغربي، إضافة إلى منع سيطرة الحوثيين على كافة أراضي البلاد، وتثبيت الحكومة الشرعية وتعزيز وجودها داخل اليمن وخارجه، وجعلها قادرة على بسط سيطرتها على كافة الأراضي التي تم تحريرها من قبضة الحوثيين.
لهذه الأسباب وغيرها، لم يكن من الممكن إنجاز ما تم إنجازه في اليمن، لو لم يكن يستند إلى مبادئ السياسة الإماراتية القائمة على مساندة الأشقاء، والدفاع عن بلادهم في وجه أية أخطار تهددها.. وستبقى الإمارات كما كانت، قوة ضامنة لاستقرار أمن اليمن والمنطقة بأسرها.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"