حبل الكذب قصير

02:58 صباحا
قراءة دقيقتين

لم يطل الوقت كثيراً حتى انكشفت أكاذيب ميليشيات طرابلس التي دأبت على فبركة مزاعم خيالية لتبرير فشلها من ناحية، واتهام الجيش الوطني الليبي بحيازة أسلحة غير شرعية، وخارج قرار الحظر الدولي، من ناحية أخرى.
الكذب مهنة قديمة، لها أصحابها وأربابها، ويستخدم كإستراتيجية للدول في إطار الحرب النفسية في الحروب والصراعات ضد الخصوم والأعداء، وقد برع فيها جوزف غوبلز بوق الإعلام النازي خلال الحرب العالمية الثانية من خلال مقولته «اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس».
لكن الغبي الذي لا يجيد هذه المهنة سرعان ما يقع في شر أكاذيبه وأعماله، كما هو حال المتحدث باسم ميليشيات طرابلس الذي ادعى العثور على صواريخ «جافلين» الأمريكية في مخزن تابع للجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر في مدينة غريان، الواقعة في جنوب العاصمة الليبية، مدعياً أيضاً أن مصدرها دولة الإمارات العربية المتحدة.
لم يصدق أحد هذه الأكذوبة، لأن دولة الإمارات من أكثر الدول التزاماً بالقرارات الدولية التي تحظر تزويد الأطراف الليبية المتحاربة بالسلاح، ثم هي لم ترد على هذا الافتراء السمج لأنها تعرف نفسها، ولأنها أكبر من أن ترد على مثل هذه الأراجيف التافهة التي لا تستحق الرد.
إلا أن الرد جاء من وزارة الدفاع الفرنسية التي أعلنت أمس أن هذه الصواريخ تعود لفرنسا وكانت «معطوبة وغير صالحة للاستعمال». أضافت «هذه الصواريخ لم يكن من المفترض بيعها أو نقلها لأي طرف في ليبيا»، موضحة، أنه «كان من المفترض أن تستخدمها وحدة فرنسية لمكافحة الإرهاب في ليبيا». وأكدت الوزارة أن هذه الأسلحة «كانت مخزنة بشكل مؤقت في مستودع تمهيداً لتدميرها».
الصواريخ إذن تعود لفرنسا، وليس لدولة الإمارات علاقة بها لا من قريب ولا من بعيد، لكن الكذاب الغبي لا يعرف كيف يدبلج أو يرتب كذبته فيقع في شر أعماله.
ثم إذا كان للأكاذيب من تتمة، فهو الزعم المتواصل من جانب هذه الميليشيات العميلة حول دور الإمارات في دعم الجيش الوطني الليبي في حملته العسكرية لتحرير طرابلس من ربقة الميليشيات المنفلتة التي تحكم قبضتها على العاصمة الليبية، وهي ميليشيات تعمل لحسابها كما العصابات، وتضم شراذم من الخارجين على القانون يتوزعون على مجموعات تضم الواحدة بين 300 و400 شخص، ومهمتهم ترهيب الناس وفرض القوة عليهم، والمتاجرة بالمهاجرين، والعملة الصعبة والمواد الغذائية.
ورغم المأساة التي يعيشها الشعب الليبي في ظل هذه الميليشيات، فإن الإمارات لا تتدخل في الشأن الداخلي الليبي، بل هي لم يكن لديها أي علم مسبق بعملية «طوفان الكرامة» التي بدأها المشير حفتر في الرابع من إبريل (نيسان) الماضي، كما أنها عملت وتعمل مع كل الأطراف المعنية، الليبية والإقليمية والدولية والأممية من أجل التوصل إلى حل سياسي ينقذ ليبيا وشعبها الشقيق من طاحونة القتل والخراب التي يعيشها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"