الدوحة وسياستها اليائسة

03:27 صباحا
قراءة دقيقتين

عادت قطر لتلعب الدور الذي استمرأت لعبه منذ سنوات، المتمثل في إثارة الفتنة بين الأشقاء، يتضح ذلك من خلال الكم الهائل من الافتراءات والأكاذيب التي تضخها يومياً عبر قنوات إعلامها ضد دول التحالف المشاركة في تحرير اليمن من عصابة الانقلاب، المتمثلة في جماعة الحوثي وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وهي أكاذيب تعتقد الدوحة أن بإمكانها زرع الشقاق بين هذه الدول، خاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، واللتان تثبتان يوماً بعد آخر أنهما خير سند لليمن في الأزمة التي يمر بها منذ استيلاء عصابة الشر (الحوثي صالح) على السلطة في 21 من سبتمبر 2014.
لم تتعظ الدوحة من التجارب السابقة التي مرت بها البلاد العربية من خلال ما يسمى «الربيع العربي»، حيث كانت ممن نفخ في كير الأزمات التي عاشها عدد من البلدان، ودفعت بها إلى مزيد من الفوضى عبر تبني سياسة إعلامية منحازة لجماعات الفوضى، المتمثلة في الإخوان المسلمين، في كل من تونس ومصر واليمن وسوريا وليبيا، فضلاً عن دعمها للتخريب في عدد آخر من الدول، حتى وصلت إلى إفريقيا.
خلال الفترة الأخيرة زادت قطر من منسوب هجومها على كل من السعودية والإمارات في اليمن، وهما أكثر الدول حضوراً ومساهمة في مساعدة الشرعية اليمنية في استعادة السلطة المغتصبة من قبل عصابة الحوثي صالح، عبر ترويج الأكاذيب والافتراءات. ولا تحتاج الدولتان إلى شهادة قطر أو الأبواق الإعلامية التي تغذي الصراعات هناك، للتأكيد على دوريهما الإنساني والأخوي في تحرير الأراضي اليمنية من الخارجين على الشرعية، فقد حضر البلدان في المشهد اليمني داعمين لجهود الشرعية لاستعادة السلطة المختطفة، والدليل على ذلك ما قامت به الدولتان بتمكين الشرعية من استعادة الكثير من المناطق وتحريرها، والبدء بإعادة تأهيلها، وهو ما غابت وتغيب عنه قطر منذ مشاركتها الشكلية في تحالف دعم الشرعية في اليمن، بل إنها كانت شوكة في خاصرة التحالف ولم تساعده في شيء، بقدر ما أسهم في إبطاء حركته وقدرته على تحرير المناطق التي كانت تتواجد فيها القوات المسلحة القطرية.
لهذا السبب لا يبدو مستغرباً إقدام قطر على شن الحملات المشككة في دور السعودية والإمارات في اليمن، عبر أدواتها الإعلامية، فقطر لا تجيد سوى الدسائس وحبك المؤامرات، وهي سياسة اتبعها «تنظيم الحمدين» منذ سنوات طويلة، والتحركات التي قامت وتقوم بها من خلال ما يسمى «المنظمة العربية لحقوق الإنسان» وعنوانها قطر، بعد تقديمها أمس لبلاغ إعلامي ضد الإمارات إلى محكمة الجنايات الدولية، تعكس حالة اليأس والتخبط الذي تعيشه الدوحة منذ بدء مقاطعتها من قبل الدول الأربع قبل أشهر، فهي تشعر بأنها بدأت تنسلخ من محيطها الخليجي والعربي، بعد كشف مخططاتها للإضرار بالعرب عبر التحالف مع أعدائهم، والذين احتضنوا الدوحة ليس بهدف حمايتها، بل بهدف ابتلاعها ليتسنى لهم تنفيذ حلمهم في السيطرة على المنطقة بأسرها، والمطلع والمتابع للوضع يدرك أن التحرك الذي تقوم به قطر إعلامياً هدفه الضجيج لا أكثر ولا أقل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"