زيارة بحجم العلاقة المتميزة

05:12 صباحا
قراءة دقيقتين
تعزز الزيارة التاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى ألمانيا العلاقة المتميزة والراسخة بين البلدين الصديقين، وذلك أفق أرحب من التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي، بما ينعكس إيجابياً على شعبي دولة الإمارات وجمهورية ألمانيا الاتحادية، ويبشر بمستقبل ينطلق من تجربة 47 عاماً من الشراكة الاستراتيجية تتحدث أرقامها ونتائجها عنها فتبين أحسن بيان. لكن اللافت، في سياق ذلك، هذا الحراك السياسي النشط بين الإمارات وصديقتها ألمانيا خلال الفترة الأخيرة، حيث تأتي زيارة محمد بن زايد تلبية لدعوة عبر مكالمة هاتفية تلقاها سموه من المستشارة الألمانية ميركل في إبريل الماضي، فيما كان وزير الخارجية الألماني في أبوظبي قبل يومين، ضمن مشاورات تهدف إلى تخفيف التوتر في المنطقة خصوصاً لجهة تداعيات الاتفاق النووي الإيراني، إلى جانب بحث التعاون القائم بين الفعل والإمكان.
العنوان نفسه، بالإضافة إلى بحث راهن القضايا العربية والعالمية، هو موضوع زيارة القائد محمد بن زايد ولقائه مع الرئيس الألماني والمستشارة ميركل. واليقين أن نتائج الزيارة كبيرة بما يتلاءم وحكمة المساعي الإماراتية نحو تحقيق تنمية أفضل وإقامة علاقة متوازنة مع دول الشرق والغرب تحقق غايات السياسة والاقتصاد، وتسهم في تحقيق الأمن والسلام وتطويق ظاهرة التطرف والإرهاب نحو القضاء عليها جذرياً.
وإذا كانت الإمارات الدولة التي تشغل المركز الأول في التبادل التجاري مع ألمانيا، مع كونها تستحوذ على ما نسبته 22% من مجمل التجارة الألمانية العربية، مع وجود أكثر من ألف شركة ألمانية في الإمارات إلى جانب عدد لافت ومتصاعد من المقيمين والسياح الألمان (أكثر من نصف مليون زائر سنوياً)، فإن مستقبل العلاقة مؤهل لمزيد من التعاون على أرضية الصداقة والتفاهم المشترك، ورغبة الطرفين في توسيع وتعميق مجالات الشراكة.
وفي الأفق القريب معرض إكسبو 2020 الذي يعد فرصة جديدة لتقوية أواصر العلاقة الاقتصادية، حيث حرصت ألمانيا على المشاركة بجناح مميز تصل تكلفته إلى نحو خمسين مليون يورو، بمساحة 4500 متر مربع، محققاً رحلة معرفية نحو الاستدامة في دولة ترفع شعار الاستدامة وتتقاسم مع ألمانيا خصوصاً هموم وأحلام الطاقة الجديدة والمتجددة.
المأمول من الزيارة التاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بحجم تاريخ العلاقة وأهمية البلدين الصديقين في اللحظة العالمية الراهنة كونهما في صميم قلب العالم وقراره، أضف إلى ذلك نظرة ألمانيا والعالم اليوم لمحمد بن زايد كقائد استثنائي في زمن استثنائي.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"