هل نحن أمام نكبة ثانية؟

03:45 صباحا
قراءة دقيقتين
اليوم تمر الذكرى الـ 71 لنكبة فلسطين، الحدث الذي هز الأمة العربية إثر اقتطاع جزء غال من جسدها لصالح عدو استخدم كل الأساليب لاحتلال الأرض وطرد أهلها منها، إذ شكلت النكبة واحدة من المحطات السوداء في تاريخ فلسطين الحديث، بعدما جرى طرد شعبها من وطنه وأرضه وتجريده من ممتلكاته لصالح دولة جرى زرعها بتواطؤ دولي واضح، أفضى إلى تشريد أصحاب الأرض ليزيد من معاناتهم، إذ كان احتلال فلسطين في الخامس عشر من مايو/‏ أيار من عام 1948 بمثابة عملية تطهير عرقي وتدمير وطرد لشعب أعزل وإحلال شعب آخر مكانه.
مثّل يوم النكبة ترجمة لسنوات طويلة من المؤامرات والمخططات الصهيونية والبريطانية لطرد الفلسطينيين من أرضهم، وإقامة الدولة اليهودية عليها، وكان اليوم الأكثر دموية، بعد ما قتل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني وتوزيعهم على مخيمات اللجوء حول العالم، ما أدى إلى ما صرنا نعرفها بـ «القضية الفلسطينية»، التي تحظى بتعاطف العالم أجمع، لكنها تُواجَه بمؤامرات ودسائس دول العالم الكبرى، بخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، التي تحولت إلى الحليف الأبرز لدولة الاحتلال، وقد ترجمت ذلك بالعديد من المواقف والقرارات المخالفة للقانون الدولي، من أبرزها نقل سفارتها إلى القدس، الذي أرادت أن يكون متزامناً مع ذكرى النكبة العام الماضي.
لقد شكلت نكبة 48 غصة في الحلق، إلا أن المواقف العربية والدولية التي تلت تأسيس دولة الاحتلال، ساهمت في إبقاء هذه الغصة قائمة حتى اليوم، ذلك أن المجتمع الدولي عجز عن حماية حقوق أصحاب الأرض، خاصة في ظل استمرار دولة الاحتلال في مصادرة مزيد من الأراضي عبر بناء المستوطنات التي صارت تزحف إلى كل بقعة في فلسطين وتحاصر سكانها، بل وتقتلهم.
واليوم ومع حلول الذكرى الـ 71 للنكبة، تبدو التحديات أمام الفلسطينيين أكبر، خاصة مع الرؤية الأمريكية للحل، وقد تعودنا ألا تنحاز الولايات المتحدة لحل عادل، بل إلى حل يناسب طموح وأهداف «إسرائيل» ويحقق حلمها في ترسيخها دولة قائدة في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما تعمل واشنطن على تحقيقه من خلال تحركاتها السياسية، خاصة منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عام 2016، والذي يعد أكثر رؤساء الولايات المتحدة وضوحاً في دعم «إسرائيل» وتثبيت موقعها في المنطقة.
وحتى مع استمرار الحديث عن «الصفقة المنتظرة» التي تروج لها الولايات المتحدة و«إسرائيل» لحل أزمة الشرق الأوسط، ويجري نقاشها في أكثر من عاصمة، فإن الأرضية التي يمكن أن تستند إليها هذه الصفقة، لم تعد متوفرة، فالأطراف المعنية بقبولها لم تعد تتحدث عنها كما كان قائماً قبل أشهر على سبيل المثال، لأنها تقدم المصلحة «الإسرائيلية» على المصلحة الفلسطينية، ما يعني أننا نواجه نكبة ثانية يتوقع أن تكون مزلزلة أكثر من الأولى التي شهدتها المنطقة قبل 71 عاماً.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"