الإمارات وألمانيا.. علاقات مميزة وإرث مشترك

03:35 صباحا
قراءة دقيقتين
إطلالة على مضمون البيان الإماراتي - الألماني المشترك الذي صدر في ختام زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى ألمانيا بناء على دعوة من مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل، توضح المدى الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين، وحجم الجوامع المشتركة بينهما في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والتكنولوجية، وبخاصة في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف، بما يدفع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين إلى الأمام، ويعمق أواصر الصداقة والتعاون والفهم المشترك تجاه كل القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، ويعزز السلام والأمن، من خلال الالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والنظام الدولي القائم على القواعد القانونية.
من هذا المنطلق، أكد البيان المشترك على التمسك بقرار الأمم المتحدة 2462 الذي يدعو إلى اتخاذ المزيد من الخطوات لمنع تمويل الإرهاب ومكافحته ومحاسبة الدول الراعية له.
وكان للوضع الإقليمي، وخصوصاً ما يتعلق بإيران، وتصاعد التوتر الناجم عن سياسات طهران، اهتمام خاص، من خلال تأكيد البلدين على ضرورة «الامتناع عن القيام بأي أعمال من شأنها تصعيد التوترات القائمة حالياً»، وضرورة «مراعاة سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية أمر أساسي لضمان الأمن والاستقرار الإقليميين».
وإذ أعرب البلدان عن قلقهما إزاء تنامي التوترات في المنطقة، فقد وجها دعوة مباشرة لإيران «للقيام بدور إيجابي والامتناع عن اتخاذ أية خطوات تصعيدية».
وفي الشأن الليبي تم التأكيد على أنه «لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع الدائر هناك، وأن الإطار السياسي للمبعوث الأممي غسان سلامة يمثل الخيار الأفضل لتجاوز الأزمة السياسية الحالية»..
أما بالنسبة لليمن الذي يواجه منذ حوالي خمس سنوات انقلاباً على الشرعية من جانب جماعة الحوثي، حيث تزداد مأساة الشعب اليمني نتيجة ذلك، فقد حث البيان على «التوصل إلى حل سياسي استناداً إلى مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وجميع القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن، ولاسيما القرار 2216»، كما أكد البلدان على أهمية تنفيذ اتفاق أستوكهولم وفقاً لقراري مجلس الأمن رقم 2541 و2452، و«تأييد الجهود التي يبذلها مارتن جريفيث»، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن.
إن مضمون البيان المشترك يعبر عن المدى الذي وصلت إليه العلاقات بين الإمارات وألمانيا، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في ختام زيارته الرسمية بالقول «مسيرة التعاون بين الإمارات وألمانيا تاريخية، تعززها روابط الشراكة المشتركة، التي سنعمل على تدعيمها والارتقاء بها».
والإمارات هي الإمارات كما عهدها وسيرتها وموقفها، يقول صاحب السمو ولي عهد أبوظبي «موقفنا راسخ في دعم جهود السلام العالمي، وإعلاء قيم التسامح والتضامن الإنساني، ونبذ التطرف والتصدي للإرهاب».
يمكن وصف البيان الإماراتي الألماني بأنه يمثل نموذجاً لإرث مشترك في علاقات مميزة وممتدة بين البلدين، ولقيم إنسانية واحدة تعبر عن توق للسلام والأمن من أجل خير البشرية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"