هل تتسبب أوبر في الازدحامات المرورية؟

01:21 صباحا
قراءة دقيقتين

إيمريك لافال *

أظهرت تقارير اطلعت عليها مؤخراً، أن خدمات النقل التكنولوجية مثل أوبر وليفت وغيرها، تزيد من حالة الازدحامات المرورية عوضاً عن تخفيفها، رغم أن هذه الخدمات لا تمثل سوى جزء يسير فحسب، من حركة تنقل المواصلات اليومية في المدن التي تعمل فيها. وأعتقد أن إلقاء اللوم عليها وأنها تسبب الازدحامات المرورية أمر غير صحيح، فإذا لم تكن مثل هذه الخدمات هي الحل الأمثل لمشكلة الاختناقات المرورية، فإنها بالطبع ليست السبب في ذلك.
خلال الأسبوع الماضي، أطلقت مؤسسة استشارية متخصصة في المواصلات، تقريراً أشارت فيه إلى أن 70% من رحلات أوبر وليفت، تتم في 9 مدن أمريكية كبرى، وتمثل فيها خدماتهم نحو 90% من إجمالي رحلات سيارات الأجرة، ونوهت بأنها أضافت نحو 5.7 مليار ميل، من رحلات سيارات الأجرة سنوياً في المدن الأمريكية.
هذا التقرير يبدو غير منطقي بالنسبة لي لأنه يشير إلى أن تلك الخدمات تسهم في نحو 60% من الازدحامات المرورية في المدن التي تعمل فيها، ولكن من منظور آخر، فإذا ما كانت الوسائل الأخرى العامة في المواصلات أكثر فعالية من خدمات النقل التكنولوجي، فإن الناس لم يكونوا ليستخدموها بهذا القدر الكبير الذي أشار إليه التقرير، وبالتالي فإنه تغاضى عن مشكلة أخرى أكثر عمقاً، تتمثل في أن البنى التحتية الخاصة بالمواصلات العامة، لا تناسب الطلب الكبير للمستخدمين، أو أنها لا تلبي تطلعاتهم.
لا بد من الإشارة إلى أن هذه الخدمات التي جاءت نتيجة للثورة التكنولوجية التي سادت مؤخراً، غيرت الكثير من مفاهيم المواصلات العامة في مدننا؛ بل إنها أثرت إيجاباً على توجهات الناس الذين قللوا الاعتماد على وسائل المواصلات العامة لصالح القطاع الجديد.
ربما يقول البعض إن خدمات أوبر وغيرها، تتسبب في الاختناقات المرورية بسبب أن راكباً واحداً فقط مثلاً، يقوم بطلب الخدمة، وهو ما يعني استغلال سيارة واحدة بواسطة شخص واحد، فلولا المستخدم، لم يكن السائق ليخرج أصلاً من منزله، وإضافة المزيد من السيارات إلى الشوارع المزدحمة أصلاً، ولكنني أرى هذه النظرية غير صحيحة، فإذا ما قسنا على ذلك، فإن سيارات الأجرة التقليدية تجوب الشوارع ليل نهار، حتى ولو لم تكن مستأجرة، وبالتالي فهي التي تعمل على زيادة الاختناقات المرورية وليس العكس.
أعتقد أن الباحثين في هذا المجال، يجب عليهم النظر بشكل أعمق لفوائد هذه الشركات التكنولوجية، وآثارها الاقتصادية الإيجابية، والبحث في كيفية تطوير خدمات المواصلات العامة، بدلاً من إلقاء اللوم على هذه التكنولوجيا، التي نستفيد منها بشكل كبير.

* واشنطن بوست

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"