صيف الثقافة في الإمارات

03:40 صباحا
قراءة دقيقتين
يوسف أبو لوز

في حين تظهر على الكثير من الساحات الأدبية والثقافية العربية أعراض ما يُسَمَّى البيات الثقافي الصيفي، ويعني توقف النشاطات الثقافية الدورية المعتادة مع دخول فصل الصيف، وحتى بدء الموسم الحياتي الاعتيادي الذي يكون عادة في شهر 9

حتى باتت الثقافة في الصيف شبه ظاهرة دورية سنوية معطّلة، نلاحظ في المقابل حيوية ثقافية صيفية في برامج وأجندات المؤسسات الثقافية في الإمارات.

وعلى الأرض، وفي هذه الأيام، تتمثل هذه الحيوية في فعاليات بيوت الشعر العربية في كل من الأردن، وموريتانيا، وتونس، ومصر، وفي مصر بشكل خاص، أصبح نشاط بيت الشعر في الأقصر، مكمّلاً رئيسياً للحيوية الثقافية العامّة في «أم الدنيا»، وجزءاً حميماً من هذه الأمومة يتعلق بالثقافة.

جميع بيوت الشعر العربية التي انطلقت من الشارقة في عام 2015

تعمل بانتظام، وترعى فعلاً برامج دورية هدفها الأول ديوان العرب وثقافته ولغته وتاريخه، وإذا كان من كلمة حق فهي تقال في بيت الشعر في الشارقة الذي لا تتوقف أمسياته الشعرية في أي فصل من فصول العام، ويلتقط بيت الشعر في الشارقة ضيوف الإمارات من الشعراء العرب الذين يحلّون معززين مكرّمين على مؤسسات الثقافة المحلية في الإمارات على مدار العام، وهنا في الشارقة يقرأون شعرهم ويتعرّفون عن قرب إلى طبيعة العمل الثقافي الإماراتي بكل أطيافه: من معارض الكتب، إلى صناعة النشر، إلى صناعة الترجمة، وليس انتهاءً بالمبادرات الثقافية المحلية ذات البعدين: العربي والعالمي.

في سياق الحيوية الثقافية الإماراتية في فصل الصيف أقرّت قبل أيّام أمانة جائزة الشارقة للثقافة العربية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) تقرير لجنة التحكيم بإعلان الفائزين في دورتها الجديدة السادسة عشرة، وهي جائزة تكريمية وتقديرية وتقييمية أيضاً، وتنسجم في رؤيتها التحكيمية مع المبادئ الأخلاقية والمعرفية لمشروع الشارقة الثقافي الذي يقع تحت لوائه أيضاً الكثير من الجوائز الثقافية التي تذهب إلى مستحقيها من كتّاب إماراتيين وعرب وأجانب، وذلك في الجوهر هو تكريم آخر لكل إبداع إنساني ولكل ثقافة تنويرية.

حيوية الثقافة في صيف الإمارات تتمثل أيضاً قبل يومين في تكريم ندوة الثقافة والعلوم في دبي 41

فائزاً بجوائز العويس للإبداع، الجائزة التي تحمل اسم رمز إماراتي اقتصادي وثقافي في آن معاً جعل من المزاوجة الموضوعية الخلّاقة بين خدمة المال للثقافة، وبين احترام منتجي الثقافة وتكريمهم نموذجاً إماراتياً جديراً بكل تقدير ومحبة.

الصيف في الإمارات ليس مبرراً لتعطيل أدوات الثقافة وتطبيقاتها العملية الدورية، بل لكل فصل هنا في الدولة طبيعة ثقافية تنسجم بالضرورة مع طبيعة الفصل نفسه، ومرّة ثانية، بحيث لا تتوقف عجلة التنمية الثقافية بكل مكوّناتها المحلية، وأيضاً بكل امتداداتها الضرورية تماماً، إن على مستوى عربي، أو على مستوى عالمي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"