الانضباط يحقق السلامة

02:54 صباحا
قراءة دقيقتين
ابن الديرة

يبدو أن المعركة مع فيروس كورونا الوبائي ليست مرشحة للحسم الآن، ولا في فترات قريبة مقبلة، بالرغم من كل الجهود التي بذلتها القيادة الحكيمة والسلطات الصحية والأمنية المختصة، والهيئة العليا للطوارئ والكوارث والأزمات، إلى جانب الجمهور الواعي الذي استوعب أهم الإجراءات الوقائية والاحترازية جيداً، كونها تضمن سلامتهم، وتحافظ على حياة الآخرين، بسبب إصرار البعض القليل على الاستهتار والمخالفة وتشكيل بؤرة خطر على النفس والغير.
الانفتاح التدريجي على الحياة الذي سمحت به القيادة كان يستهدف حرمان الفيروس اللعين من الحصول على مكاسب على حساب البشر، واستئناف الحياة بالعودة إلى العمل والإنتاج مع الحفاظ على الاحتياطات الواجبة التي تحاصر الفيروس على طريق القضاء عليه نهائياً، وليس عودة للحياة والعمل كيفما شاء ونسيان أهم شروط العودة وهو الالتزام بالوقاية.
والمشكلة أن الاستهتار لم يقتصر على الأفراد المستهترين، بل هناك منشآت أيضاً غير ملتزمة بشروط التدابير والإجراءات الاحترازية، وإذا كان غياب الوعي سبباً لمخالفة الأفراد، فأي مبررات تضعها المنشآت لعدم التزامها؟
إدارة الرقابة التجارية التابعة لدائرة التنمية الاقتصادية في دبي نفذت أكثر من 65 ألف زيارة ميدانية للتفتيش على المنشآت التجارية في الإمارة خلال حملاتها الرقابية التي تزامنت مع التدابير والإجراءات الاحترازية الحكومية لمكافحة انتشار جائحة «كوفيد- 19»، وأسفرت هذه الزيارات عن إغلاق 474 منشأة، ومخالفة 80 منشأة بسبب عدم الالتزام بالتدابير، كلبس الكمامات والقفازات والتباعد الجسدي وممارسة أنشطة تجارية غير مسموح بها.
ولدعم جهود الدوائر الاقتصادية على مستوى البلاد، فإن المستهلكين مطالبون بالإسراع إلى الإبلاغ عن أي ممارسات سلبية متعلقة بعدم الالتزام بالتدابير الاحترازية خلال مرحلة إعادة فتح الأسواق وممارسة الأنشطة الاقتصادية، فيجب أن نكون دائماً يداً واحدة لنحقق المصالح الوطنية كاملة.
كما نتوجه إلى الأفراد المخالفين الذين بسلوكهم يشكلون خطراً على حياتهم أنفسهم وحياة غيرهم ممن يختلطون بهم، أن اتقوا الله ولا تضيعوا جهود مئات الآلاف من الذين ضحوا وخاطروا بحياتهم، ويجب أن تلتزموا شئتم أم أبيتم، فالمصلحة الوطنية العليا لا تقبل الخروج عليها بأي حال من الأحوال.
والمؤسسات والمجموعات والشركات التي تنتقي ما تلتزم به وما ترفضه، فيجب التأكيد عليها أن المصلحة العامة ترفض أي تهاون منها، وليس هناك مبرر لعدم تطبيق كل الضوابط التي حددتها السلطات المختصة في نطاق محاربة الفيروس لدرء خطره.
أرقام الإصابات المعلن عنها بكل صدق من قبل السلطات الصحية، في ازدياد مقلق، رغم أنها قد تكون ناتجة عن زيادة أعداد المفحوصين يومياً، لكنها لا تبعث على الارتياح، ويجب تشديد الالتزام وعقوبات المخالفين معاً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"