مبدعونا أولى بالذكر

03:51 صباحا
قراءة دقيقتين
سوسن دهنيم

كم هو جميل الاهتمام بالمبدع المحلي في كل دولة، وكم يدعو ذلك للفخر والاعتزاز، ويجعل المواطن والمقيم يبحث عن اسم هذا، أو إبداع ذاك، حين يسمع بتكريم شخصية بأي شكل كان.

قبل أيام انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي الطابع الذي أصدرته تونس باسم وصورة الشاعر الراحل محمد الصغير أولاد أحمد الذي توفي في العام ٢٠١٦، وبرغم أن الطابع لم يكن جديداً، بل أصدرته الدولة في العام ٢٠١٧ إلا أن انتشاره في هذه الفترة قد أثلج صدور الكثير من المبدعين، والمهتمين بالشعر، والشعراء، ممن لم يعرفوا بصدوره حينها.

أن تهتم دولة عربية بمبدعيها وتكرمهم لهو شيء جميل، والأجمل منه أن يكون هذا التكريم في حياة المبدع، أياً كان مجال إبداعه، وعمله. لدينا طاقات كبيرة ومتعددة في شتى المجالات، فماذا لو أننا أطلقنا أسماءها على مختلف المرافق والشوارع والمباني في دولنا؟ ماذا لو أصدرت الدول طوابع بريدية في كل عام باسم أحد مبدعيها في أي مجال من المجالات الثقافية، ولم يقتصر ذلك على المجالات الاجتماعية، أو الرياضية، أو الفنية، وهو أمر مطلوب كذلك؟ ماذا لو أنشئت مكتبة وسميت باسم أحد الكتاب، أو الشعراء، أو النقاد، أو سمي طريق أو شارع باسم فنان تشكيلي، أو موسيقي؟ ماذا لو بنيت قاعات وسميت باسم أحد الصحفيين، أو الإعلاميين؟ ماذا لو تم كل ذلك في حياة هؤلاء المبدعين ليشعروا بأهميتهم في دولهم، قبل دول غيرهم؟

المجالات كثيرة، والمبدعون كثيرون، وجميعهم يشكون قلة التقدير في دولنا، فيما تقوم دول أخرى بتكريمهم وإعطائهم حقوقهم من الذكر، والشكر، ولكننا ما زلنا لا نرى هذا التكريم الكافي في دولنا، بينما هي تكرم المبدعين في شتى المجالات من العرب، والأجانب.

نحن بحاجة للتخلص من عقدة الأجنبي والانتباه لما لدينا من طاقات، وهذا ما وجدنا بعض دولنا قد بدأت بتكريسه اليوم، ولو بشكل أولي، ونادر، ليستمر ويكبر، ونحقق فيه كل ما نتمنى، كي لا نجد كوادرنا ومبدعينا وقد هاجروا من دولنا بحثاً عن التكريم والتقدير، فدولنا أولى بهم، ومجتمعاتنا أولى بعقولهم، وأفكارهم، وجهودهم.

نتمنى أن تتسع وتتواصل هذه الجهود المحلية الجميلة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"