مهازل رامز

03:36 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم

عجباً كيف أن البعض لا يعرف متى يقلب الصفحة، ويتوقف عن إزعاج المشاهدين واستفزازهم بصراخه، والجعجعة التي يحدثها بلا أي محصول مفيد! وعجباً كيف يرضى هؤلاء أن يكونوا عنواناً «صارخاً» للاستغلال المادي للشاشة وللجمهور، وهدر الأموال وملء الهواء بعمل تافه، لا عائد إيجابياً منه سوى تلك الملايين التي يتقاضاها المقدِّم وضيوفه.
رامز جلال، ألم يحن الوقت بعد ليوقف تلك المهازل، التي يسميها مقالب، والتي أصبحت مملة بكل ما فيها؟ كل عام يعود رغم كم الانتقادات الكبيرة التي يتلقاها سواء من الجمهور أم من النقاد، وينطلق بنفس الصراخ والمقدمة والكلام والشتائم والسخرية والاستخفاف بضيوفه الذين يرضون بهذا الإذلال طالما أن العائد المادي كبير.
أين الدهشة في تلك المقالب؟ أين الضحك والمتعة؟ أين النكتة أو الطرفة؟ كل ما نشاهده هو إفلاس فكري وإعلامي، وهدر للأموال. أضف طبعاً الاستخفاف بعقول المشاهدين والإصرار على الهبوط بمستوى البرامج إلى مستوى النميمة وإثارة فضول الناس لمشاهدة الفنان (أو الفنانة) الفلاني وهو يصرخ ويهرب ويشتم ويَضرب ويُضرب ويخرج عن طوعه.
يحاولون بشتى الوسائل جذب الجمهور، ويروجون لكل حلقة لتحصد «أعلى نسبة مشاهدة» على «يوتيوب» أو أي من المواقع الإلكترونية، لكن الجمهور ملّ وما عاد ينطلي عليه المقلب، ولا يعجبه برنامج «الصراخ والعويل» المتكرر. رامز هو الوحيد الذي ما زال يضحك إنما على نفسه وعلى الآخرين، وللأسف يجد قبولاً من القناة التي تنتج وتتبنى برنامجه كل عام.
«رامز تحت الصفر» اسم يعبّر عن الدرجة التي وصل إليها البرنامج ومقدّمه، فمتى تتوقف تلك المهزلة وتبحث «إم بي سي» عن أفكار جديدة لبرامج حقيقية تليق بها وباسمها، وتستحق أن تكون الحصان الذي تراهن عليه في رمضان؟ تلك الملايين التي يتطلبها الإعداد وفريق العمل وفريق الماكياج من الأجانب، والسفر، وأجور الضيوف المشاهير مع تكاليف إقامتهم (في روسيا هذه المرة)، وأجر رامز.. لا تصنع بالضرورة برنامجاً ناجحاً، بينما البرنامج الناجح يمكنه أن يجذب ملايين المشاهدين والأموال.
لا نصدق وقوع النجوم في الفخ، والتمثيلية أصبحت واضحة وفجة، حتى برامج المقالب لم تعد تجد إقبالاً كبيراً من الجمهور عليها، إلا ما هو بسيط وعفوي منها، لا ترتيبات ضخمة تسبق المقالب، ولا تتطلب وجود مشاهير لتضمن إقبال المشاهدين على متابعتها.
أما رامز، فمشكلته أنه لا يحاول الخروج من إطار القالب الكوميدي الذي حصر نفسه فيه، حتى في التمثيل لم يحقق له أي نجاح أو نجومية خصوصاً في السينما. وبدل أن يحاول اكتشاف طاقات أخرى لديه والاتجاه نحو الدراما أو التراجيدية، يبحث عن برامج يفرغ فيها طاقته في الهزل، ويحافظ في نفس الوقت على ظهوره على الشاشة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"