القائد الأب

04:26 صباحا
قراءة دقيقتين
ابن الديرة

من أجمل المشاعر التي تملؤك فخراً وزهوّاً، أن تتكحّل عيناك برؤية قائد يحمل على كاهله مسؤوليات جساماً، ويكتظّ برنامج عمله بزوار ومسؤولين، محليين وأجانب، يناقشون أموراً جليلة، يفرغ بتواضع الكبار لزيارة طفلة، علم أنها كانت تحاول السلام عليه ولم تتمكن.
إنه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. القائد الأب، والأب القائد، صاحب القلب الكبير، الحاضر في المناسبات، بفرحها وترحها، يحتضن الفرح مباركة، ويشد من عزم المكلوم بمؤازرة. منازل أبنائه المواطنين تعرف وطأته، وأبوابه مشرعة لاستقبالهم، يجالسهم مستمعاً لشكواهم، فيراهم شاكرين لنعم الله التي سخره لصونها وتمكينهم منها.
بالأمس لم يخطر ببال الطفلة عائشة محمد مشيط المزروعي أنها ستكحل عينيها برؤية سموه في منزلها، ممسكاً بيدها التي ظنت أنها ضاعت بين أيدي الأطفال التي امتدت للسلام على سموه وضيفه الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي عهد السعودية، فارتضت بنصيبها، الذي كان القدر كاتباً لها خيراً منه، حيث أبى القائد الأب أن يكسر خاطر الطفلة، فزارها في منزلها، ممسكاً يدها بحنو الأب، ضارباً لنا مثلاً جديداً في فن القيادة، التي لا تنسلخ عند سموه عن عواطف الأب.
لقد بدت صورة زيارة سموه لمنزل ذوي الطفلة أشبه بالعيد، لتؤكد ما يتحلى به قادة الوطن من خصال كريمة، كانت السبب الأول لتربعهم في قلوب أبنائهم. ولنا أن نعود بالذاكرة قليلاً إلى الوراء لنستذكر زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، للطفلة مهرة الشحي صاحبة الفيديو الشهير الذي خاطبت فيه سموه، وفرحتها حين رأته في منزلها.
هذه اللفتات الكريمة تؤكد ما يحظى به الطفل من مكانة في الإمارات التي تولي تنميته ورعايته وحمايته أهمية كبرى وأولوية قصوى ضمن أجندتها الحكومية، كما تعمل دائماً على مراجعة وإصدار السياسات والتشريعات والأنظمة التي تعزز حماية الأطفال، وتضمن لهم رعاية وتربية متكاملة، تسهم في جعلهم أفراداً ذوي فاعلية مساهمين في دفع عجلة التنمية في المستقبل.
المواقف الإنسانية لمحمد بن زايد باتت محط اهتمام القاصي والداني، يتابعها القريب والبعيد، فهو رغم مهامه الجسام، لا يترك مناسبة إلا ويكون فيها حاضراً مشاركاً في فرح، أو جابراً للخواطر في عزاء، وأبعد من ذلك كله زيارة طفلة وجبر خاطرها، لأنه لم يلحظ وجودها ولم يسلم عليها، فزارها في بيتها، ليتحول الثاني من ديسمبر بدل العيد عيدين كما قالت الطفلة.. عيد اتحاد دولتنا، وعيدها الخاص بزيارة محمد بن زايد لبيتها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"