النموذج الأمثل في عيون الشباب

من خلال أحلام وتطلعات الشباب، يمكنك أن تقرأ المشهد بشكل عكسي، لترى الحقائق كما هي.
لا يمكن لإنسان عرف الإمارات أن يستغرب احتلالها للعام الثامن على التوالي المركز الأول في استطلاع أجرته شركة «أصداء بي سي دبليو»، باعتبارها النموذج المثالي في نظر الشباب العربي، وأن 48% منهم يريد لبلده أن يقتدي بها. وليس غريباً أن تسبق الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكندا، لتؤكد أنها الرقم واحد، و«أرض الأحلام» في عيون الشباب.
الكل يعرف لماذا تحتل الإمارات الصدارة. والكل يعرف، بلا شك، أن خلف أحلام الشباب خيباتٍ يعيشونها في دولهم، ويتطلعون إلى المستقبل بعيون التفاؤل، واضعين أمامهم هذه الدولة نموذجاً مثالياً، سواء في منحها لهم فرصاً أكبر للعمل، أو في توفيرها الأمن والأمان والرفاهية.
إنما تستوقفنا نقطة مهمة، وهي أن يذكر 22% من المستطلعين أن الإمارات هي «مكان جيد لتكوين الأسرة». هؤلاء ينظرون إلى المستقبل ليس فقط من باب الوظيفة ولا العلم، بل من باب الرغبة في تأسيس أسرة وتوفير العيش الكريم لها. نفرح لأن هذا البلد يمنح الشباب العربي هذا الإحساس، ويجسد الصورة المثالية لحماية الأسرة والأبناء. ونحزن لأن أغلبية الدول العربية عاجزة عن تأمين هذه الأسس، واحتضان أبنائها ليؤسسوا فيها مستقبلهم ومستقبل أبنائهم أيضاً.
كثيرة الدول «الطاردة» لشبابها، بسبب الأزمات الاقتصادية فضلاً عن السياسية، والفساد والصراعات، وهو ما ينعكس مباشرة على الأمن والاستقرار، وعلى الأحوال الاجتماعية بطبيعة الحال.
لا يكفي أن تكون الإمارات «النموذج الأمثل» في عيون الشباب، بل المهم أن تكون أيضاً النموذج في عيون المسؤولين في تلك الدول المتعثرة والمتراجعة، ليسيروا على نهجها، ويواكبوا أحلام شبابهم وتطلعاتهم، ويفتحوا أمامهم الأبواب لبناء مستقبل أفضل، علهم ينهضون ويؤسسون لدول آمنة، تواكب التطور وتعمل على تبني الأفكار.
الإمارات نموذج للدولة المتطلعة إلى الغد والسائرة إلى تحقيق الإنجازات، من دون أن تسقط من حساباتها توفير الأمن والعيش الكريم والتوازن، وحماية الإنسان وحقوقه على أرضها. ويفخر الشباب برؤيتها دولة عربية تنافس الغرب على الصدارة في مجالات كثيرة، وتصل إلى الفضاء، وتتطلع إلى المزيد من الإنجازات باستمرار، وهو ما يجسد بالنسبة للشباب الحماس والإرادة والطموح. ولا ننسى أن الإمارات لا تحتضن أبناءها فقط، بل تشرع أبوابها لكل الشباب، وتمنحهم الراحة النفسية والإحساس بالأمل، لدرجة أنهم يحلمون بتأسيس مستقبلهم وتكوين أسرة في ربوعها.

[email protected]