موريتانيا: لا للإخوان

03:26 صباحا
قراءة دقيقتين
فتح العليم الفكي

أظهرت نتائج الدورة الأولى للانتخابات التشريعية والجهوية والبلدية التي جرت في موريتانيا في الأول من سبتمبر/أيلول الجاري، تراجعاً كبيراً في عدد الدوائر التي أحرزها حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) «الذراع السياسية لتنظيم الإخوان المسلمين».
وأعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، عن فوز الحزب الحاكم «الاتحاد من أجل الجمهورية» برئاسة الرئيس محمد ولد عبدالعزيز، بما مجموعه 67 مقعداً، فيما لم يحصل حزب الإخوان سوى على 14 دائرة من مجموع 157.
وسجل حزب «تواصل»خسارة كبيرة في دوائر انتخابية، كان قد سيطر عليها في انتخابات عام 2013 بالمال السياسي الفاسد والتمويل الضخم الذي حصل عليه من التنظيم العالمي، والذي بلغ أكثر من 12 مليون دولار في بلد يعاني سواده الأعظم من الفقر والفاقة، وتمكن عبر هذا التمويل من شراء الذمم على نطاق واسع في المدن والأرياف وشراء بعض الولاءات القبلية.
الهزيمة القاسية التي تجرعها حزب الإخوان في موريتانيا - التي تلعب دوراً رئيسياً في الحرب على الإرهاب في منطقة الساحل - أكدت أن المزاج في الشارع العربي، أدرك خطورة هذه الجماعة الإرهابية ودورها الخبيث في تأجيج الصراعات والفوضى في المنطقة، وأن هدفها الوصول إلى السلطة مهما كلف ذلك من ثمن وأسال من دماء وأزهق من أرواح بريئة.
كان لا بد أن يتلقى حزب «الإخوان» هزيمة ماحقة، ليفيق التنظيم الإرهابي من أوهامه، ويدرك أن رداء الدين الذي كان يتدثر به منذ تأسيسه على يد مؤسسه حسن البنا في مارس /آذار 1928، قد سقط وإلى الأبد وأن تصنيفه من الخليج إلى المحيط كجماعة إرهابية لم يأت من فراغ، وإنما جاء كنتيجة طبيعية لفساد منهجه وجرائمه بحق الشعوب العربية والإسلامية.
ولم يجافِ الرئيس ولد عبدالعزيز الحقيقة، عندما وجه رسالة واضحة وصريحة إلى شعبه قبيل بدء الاقتراع قال فيها: إنه لا فرق ولا حدود بين ما تسمى أحزاب الإسلام السياسي والتنظيمات الإرهابية المسلحة.
وكال الرئيس في رسالته هجوماً ضارياً على التنظيم الإرهابي، وقال إنه تسبب في «دمار عدة بلدان عربية، كانت أقوى وأغنى من موريتانيا».
هناك إشكالية كشفت عنها نتائج الدورة الأولى للانتخابات، ينبغي التخلص منها وهي ظاهرة كثرة الأحزاب وحصول 72 حزباً من مجموع 98 حزباً، شاركت في الاستحقاق على نسبة لا تتجاوز حاجز ال 0,1 % من الأصوات، ما يعني أن هذه الأحزاب، أحزاب صفوة وليست أحزاباً جماهيرية، ومن مصلحة الديمقراطية في موريتانيا أن تندمج كل الأحزاب التي تتشابه برامجها في حزب واحد، لقطع الطريق أمام جماعات الإسلام السياسي من الدخول إلى البرلمان.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"