تعزيز الهوية الوطنية

02:34 صباحا
قراءة دقيقتين
هشام صافي

تتصدر قضية تعزيز الهوية الوطنية أولويات العمل الوطني؛ كاستراتيجية ثابتة لا تحتمل التغيير ولا التأجيل، باعتبارها أم القضايا الوطنية، وعلى أساساتها ينمو المجتمع، ويكبر، ويتطور، وعبرها تتعزز علاقات أبناء البلد، الشركاء في الأرض والمصير الواحد، الذين تجمعهم لغة واحدة، وتربطهم آمال مشتركة يحلمون بها؛ ويسعون إلى تحقيقها، باذلين كل الجهود المطلوبة لإنجاح هذا التوجه، الذي لا مكان لقبول بديل عنه، مهما تجملت البدائل، وزاد بريقها ولمعانها، فالهوية والوطن وحدة واحدة لا تتجزأ أبداً.
وتجليات تعزيز الهوية الوطنية كثيرة ومتنوعة، ولعل أبرزها في المجتمع الإماراتي، وفي المقدمة منها يكون الحفاظ على اللغة العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم، التي تنطق بها ألسنتنا ونتفاهم بها، ونتبادل معلوماتنا وأفكارنا من خلال حروفها، وبالتالي يجب أن يكون حفظ هذه اللغة وتطويرها وحمايتها من المفردات والحروف الدخيلة، واجب وطني مقدس، نعتز بشرف تطبيقه والحماس له.
وتتجلى الهوية الوطنية أيضاً من خلال الزي الوطني الذي يُجمع عليه أبناء البلد الواحد أو مناطقه، إذا كان كبيراً ومترامي الأطراف، فما أن تشاهد الزي الإماراتي، عندما تكون مغترباً في أي بلد إلّا وسرعان ما تحن إليه، وتشعر أن من يرتديه صديق لك، وتعرفه منذ سنوات، لأنه ببساطة أحد المظاهر التي تجمعك وأبناء شعبك وتدل على انتمائكم لهذا البلد، وليس لغيره.
ولعل تكوين أسرة مواطنة على قواعد اجتماعية وصحية وتربوية سليمة، هو قمة العطاء لتعزيز الهوية الوطنية، فهي الحاضنة الأمينة لأفرادها، وبقدر ما تعطيهم من انتمائها وأصالتها، وعوامل ارتباطها، بقدر ما تنعكس ملامح الهوية الوطنية في ملامح وجوههم.
هذه الأسرة المنشودة لن ترى النور إلّا إذا تكاتف كل قوى المجتمع المخلصة، وحاربت أسباب الطلاق لدى الأسر المواطنة، وقضت عليها، وحاربت ظاهرة لجوء المواطنين للزواج من أجنبيات، رغبةً في ذلك أو مضطراً بسبب ارتفاع تكاليف الزواج من مواطنة، واصطدامه بمانع القروض البنكية التي سيجد أنها أحد الحلول والخيارات المطروحة، وعملت في الاتجاه المضاد على تشجيع زواج المواطنين من المواطنات، ومحاربة ظاهرة العنوسة.
تعزيز الهوية الوطنية ليس ترفاً ولا مهمة غير المشغولين بقضايا وطنية مستعجلة، بالعكس من ذلك تماماً، فإنها المهمة الوطنية الأولى، فبتحقيقها نزداد وحدة، وبالتالي صلابة وعصياً على الكسر والاختراق، فهناك أهداف ومصالح ومزايا تجمعنا وتقربنا ولا تبعدنا، ولعل قوتنا الناتجة عن اتحادنا هي أحوج ما يحتاج إليه الوطن اليوم، وكل يوم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"